أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | نزوح المسيحيين مستمر …
نزوح المسيحيين مستمر …
المسيحيون يدقون ناقوس الخطر فهل من يسمع؟

نزوح المسيحيين مستمر …

يوماً بعد يوم يتكشّف حجم الدمار المادي والنفسي الذي لحق بالأشوريين في ريف الحسكة، خصوصاً بعدما تبيّن أنّ عدد المخطوفين بلغ نحو 250 أشورياً، في وقت تتابع مطرانية الأشوريين في لبنان الأحداث عن كثب.

لا يهدأ نائب رئيس الطائفة الآشورية في لبنان المونسنيور تيرون كوليانا وهو يحاول الإستفسار عن أحوال أبناء طائفته الذين تهجّروا الى الحسكة، ويقول لـ»الجمهورية»، إنّ «نحو 500 عائلة تقطن في مدينة الحسكة، إضافة إلى 35 بلدة أشورية في الريف تقع على الضفاف الجنوبية والشمالية لنهر الخابور»، لافتاً الى أنّ «البلدات الشمالية كانت تتمركز فيها لجان شعبية وقوات الأكراد، فيما «داعش» تتمركز جنوباً لكن من دون أن تتعاطى معنا، وفجأة نفَّذت هجوماً واسع النطاق واحتلت بلدة تل شاميرام وخطفت 50 عائلة أيْ نحو 150 فرداً، إضافة الى نحو 100 آخرين لا نعرف مصيرهم».

ويكشف كوليانا أنّ «المفاوضات بدأت، و»داعش» تطالب بمبلغ من المال لقاء كلّ رهينة»، لافتاً الى أنّ «الاهالي شيّعوا 8 شهداء في كاتدرائية السيدة العذراء في المدينة»، مؤكداً أنّ «إحراق الكنائس مستمرّ، حيث أحرقوا كنيسة مار شليطا في بلدة قبر شامية، ومار يونان في تلجزيرة، وكنيسة الراهب بيتو في تل هرمز، فيما باتَت البلدات الـ35 لا يسكنها إلّا الأشباح».

ويؤكد أنّ «الآشوريين كانوا مسالمين، وغير مسلّحين لذلك دخلت «داعش» بسهولة»، موضحاً أنّ «الاهالي يتوقون للأمان والعودة الى أراضيهم لأنهم أصحاب ملك».

وتبقى في قلب كوليانا غصّة، وهي أنّ «سبب ضعف مسيحيّي سوريا والعراق والشرق هو ضعف مسيحيّي لبنان، فلو كانوا اقوياء، لكنا جميعاً نشعر بالقوة، فهم حرّاس الهيكل، وبما أنّ الحراس يسهل كسرهم، من السهل إختراق الهيكل»، داعياً الجميع الى المشاركة في الوقفة التضامنية اليوم في كنيسة مار جرجس الآشورية، لأنّ «الشفرة» وصلت الى رقبة جميع المسيحيين بمَن فيهم مسيحيّو لبنان».

من جهته، يؤكد مدير «المركز الكاثوليكي للاعلام» عبدو ابو كسم لـ»الجمهورية» أنْ «لا خوف على مسيحيّي لبنان وعلى مصيرهم، بل الخوف هو على مصير الانسان في هذا الشرق وعلى الانسانية التي تُمحى صورتها وكيانها».

ويشدِّد على وجوب «ألّا يخاف شعب لبنان ومسيحيوه من الذي يحدث اليوم»، معتبراً أنّ «الحوارات القائمة بين المسلمين من جهة والمسيحيين من جهة أخرى، تبقى الضمانة التي سنواجه فيها «داعش» وكلَّ خطر محدِق بنا خصوصاً الحركات الإسلامية المتطرّفة». ويشير إلى أنْ «لا شيء يحافظ علينا إلّا وحدتنا، فالمسيحيون ليسوا أقلية بل جميعنا في لبنان اقليات».

اما عن العائلات المسيحيّة المهجَرة من الحسكة، فيَنفي أبو كسم أن يكون قد وصل أيّ منها إلى لبنان حتى الآن»، موضحاً أنّ «لبنان مستعدّ لاستقبال جميع العائلات المسيحية المهجّرة مثلما استقبلنا جميع النازحين»، لافتاً إلى أنّ «داعش وبعدما خسر مواقع مهمّة في كوباني هاجم منطقة الحسكة لينتقم من خسارته، وللأسف دفع المسيحيون الثمن».

ويضيف: «لبنان محميّ بتماسك أبنائه المسلمين والمسيحيين، وللذين يقولون إنّ الشيعة يحمون المسيحيين في لبنان فنؤكد لهم أنّ هذا الكلام خطأ لأنّ ما يحميهم هو فقط وحدتهم كلبنانيين».

وفي السياق، وصف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، هذه الاعمال الإرهابية الاجرامية بحق المسيحيين بأنها «اعتداء على حريات وكرامات وأمن الناس وهي أعمال تتنافى مع سماحة الدين الإسلامي وسائر الأديان».

بدوره، أكد رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام إثر اتصاله بمطران كنيسة المشرق في الحسكة مار افرام وبالأبوين سرجون زومايا ويترون غوليانا من كنيسة المشرق في لبنان، أنّ كارثة مشرقية مسيحية جديدة تُكتب الآن في قرى آشورية في ريف الحسكة، معتبراً أنّ سكوت العالم العربي والغربي أصبح مهزلة.

الجمهورية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).