أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | نهاد الشامي التقت أسرة جامعة الروح القدس: الله اختارني لأكون علامة على هذه الأرض
نهاد الشامي التقت أسرة جامعة الروح القدس: الله اختارني لأكون علامة على هذه الأرض
نهاد الشامي التقت أسرة جامعة الروح القدس: الله اختارني لأكون علامة على هذه الأرض

نهاد الشامي التقت أسرة جامعة الروح القدس: الله اختارني لأكون علامة على هذه الأرض

نظم العمل الراعوي في جامعة الروح القدس – الكسليك، لقاء مع السيدة نهاد الشامي، قدمت خلاله شهادة حياتها، في حضور لفيف من الرهبان، إضافة إلى أسرة الجامعة التعليمية والإدارية والطلاب. أحيت اللقاء جوقة الجامعة بقيادة الأب الدكتور بديع الحاج.

بعد صلاة الافتتاح وترتيلة “ثروة الدنيا” وكلمة الافتتاح، قدمت الشامي شهادة حياتها، وقالت: “أصبت بالفالج عام 1993، ومكثت في المستشفى 10 أيام. وكانت حالتي تسوء يوما بعد يوم، ونصحني الأطباء بأن أذهب إلى بيتي لأنه كما قالوا لي: فالج لا تعالج! وكنت كل يوم أصلي للعذراء مريم وأطلب منها ألا أكون عبئا على أولادي الـ 12. وصلت إلى بيتي نهار الإثنين، وليل الخميس وأنا في المنام، وإذا بشعاع نور يدخل غرفتي، ورأيت راهبين اثنين توجها إلى سريري، واقترب مني القديس شربل وتفحص العروق في عنقي ووضع يده وقال لي: “جايي أعملك عملية! فالتفت ولم أقدر أن أرى وجهه من قوة النور الساطع من عينيه وجسمه، فارتبكت وقلت: يا أبونا ليش بدك تعملي عملية، مش قايلين الحكما إنو بدي عملية. قال: نعم لازمك عملية، وأنا الأب شربل جايي إعملك ياها. فالتفت الى شخص العذراء الموضوع بقربي وقلت: يا عدرا دخيلك تشفعي فيي، كيف بدن يعملولي عملية هالرهبان بدون بنج! وبعد انتهاء مار شربل من العملية اقترب مار مارون وأخذ وسادة واقعدني، ثم وضعها خلف ظهري وأخذ كوب الماء الموضوع بقربي، وسحب الشاليمون منه ووضع يده تحت رأسي: اشربي هذا الماء. قلت له يا أبونا ما بقدر إشرب الماء من دون شاليمون. قال مار مارون: مبلا عملنا لك عملية وصار فيكي تشربي وهلق بدك تشربي الماء وتقومي تمشي”.

وتابعت: “بعد ذلك صحوت من النوم والماء يجري طبيعيا في حلقي، ووجدت نفسي جالسة مثلما أقعدني الراهب، وشعرت بحريق في عنقي، وبدون انتباه وضعت يدي لأرى ما يجري في رقبتي، عندها انتبهت أن يدي اليسرى المشلولة أصبحت طبيعية. فسألت ابنتي التي كانت نائمة على سريرها قربي، مع مولودها الجديد، كم الساعة؟ فأجابت: الثانية بعد نصف الليل. نهضت من سريري وبدون وعي كامل، ركعت أمام صورة القديس شربل والعذراء مريم لأشكرهما. ذهبت بعدها إلى الحمام، ورأيت عنقي مذبوحا بجرحين، يمينا ويسارا. ثم ذهبت إلى غرفة زوجي المجاورة، وعندما رآني أمشي غاب عن الوعي. وعندما عرفوا أولادي بدأوا يذرفون دموع الفرح. عندها قررت أن أزور المحبسة، فالتقيت بالمسؤول عن المحبسة يومها الأب مخايل مغامس، فعندما أخبرته بقصتي ورأى الجرح، قال: “هذا الجرح مش لألك وحدك، هذا علامة لكل العالم. ولازم تخبري الإذاعات حتى يخبرو وطلعي عالتلفزيونات”. فأجابه زوجي: “الحمدلله المرا شفيت ومار شربل ما بدو دعاية. وحضرنا القداس معه في المحبسة لشكر الرب”.

ثم عدنا إلى البيت وكان يعج بالزوار. وبعد هذه الأعجوبة، تمكنت من أن أمشي بطريقة طبيعية وأن آكل بعدما بقيت 15 يوما من دون طعام”.

وأضافت: “سحب الدكتور مجيد الشامي خيطين من الخيطان التي استخدمها القديس شربل في العملية في عنقي، ولم يستطع سحب ما تبقى، لأنه لم يستطع لمسها. وأتت بداية المؤسسة اللبنانية للإرسال وصورت وانتشر الخبر، فجاء الزوار من كل لبنان وخارجه وغص بيتنا بالآلاف. وبعد مرور أسبوع على أعجوبتي، طلب مني كاهن رعيتنا في حالات، الخوري عبدو يعقوب، وكذلك الدكتور مجيد الشامي أن ابتعد عن المنزل وأذهب إلى بيت ابني لأرتاح، فخضعت لأمرهم. ولكن في الليل ظهر لي القديس شربل وقال لي: “لا تتركي الناس، خليكي ع إيمانك، أنا جرحتك بقدرة الله تا يشوفوكي، لأن البعض ابتعد عن الصلاة وعن الكنيسة واحترام القديسين. وإنتي ما بتقدري تعملي شي للناس! اللي بيريد مني شي أنا الأب شربل موجود في المحبسة على طول. وبطلب منك تزوري المحبسة كل 22 من كل شهر وتعملي قداس كل عمرك”، وهذا ما قمت به منذ ذاك الحين”.

وختمت: “الله جعلني علامة على الأرض وقد اختارني، وأنا أشكره على هذه النعمة. وأتمنى الشفاء للمرضى والنجاح للطلاب بقوة الصلاة والإيمان. وطوال تلك السنوات، كان القديس شربل مرشدي، فهو من نصحني بالذهاب إلى الفاتيكان ومقابلة قداسة البابا والذهاب إلى الأردن لأن هناك من يحتاج الى رؤيتي. وأتمنى أن تدخل هذه النعمة كل بيت”.

خوري
ثم كان تأمل، تلاه باقة من التراتيل قدمتها جوقة الجامعة، ليتحدث بعدها الأب طوني خوري الذي شكر الله بداية “على الراهبات والرهبان وعلى الكهنة في الكنيسة، الذين من خلالهم، وبالرغم من إمارات الضعف، يتجلى وجه الله في عالمنا ويتألق”.
وأكد أن “الله لا يظهر مجده في القوة ولا من خلال الأقوياء، بل يظهر مجده في الضعف ومن خلال الضعفاء لكي يكون المجد لله وليس للبشر”.

وتحدث عن ثلاث علامات تميز حياة المسيحي الإنسان وحياة المسيح: “العلامة الأولى مرتبطة بالقداسة. إن الله يريد أن يخلص جميع الناس وليس فئة منهم، وإنما جميع الناس لكي يقبلوا الى معرفة الحق. وانطلاقا من هذا القول، الدعوة الى القداسة مفتوحة أمام الجميع. هذا القول يمكن الجميع من أن يصلوا الى القداسة لأنها دعوة كل إنسان. الرب يسوع بصلاته إلى الآب في الفصل السابع عشر من الانجيل يوحنا يقول: “يا ابتي لا أسألك أن ترفعهم من العالم، بل أن تحفظهم من الشرير، قدسهم في الحق، إن كلمتك هي الحق. إذا عدنا الى الأصل اليوناني لكلمة “قدسهم”، نجد أنها تنقسم إلى قسمين: القسم الأول يعني النفي، لا، والقسم الثاني يعني الأرض. فيصبح المعنى من عبارة قدسهم لأرض. يعني من يريد أن يتقدس، عليه أن يسعى الى الحرية مما يشده الى الأرض. والقديس يوحنا يتحدث عن ثلاث علامات تشد الإنسان الى الأرض ويسميها شهوات. شهوات الجسد، أي عبادة الجسد التي تشد الانسان دائما الى الأسفل ولا تسمح له بالتالي أن يرتقي الى فوق وأن يرى السماء. والشهوة الثانية هي شهوة العين التي تجعل الإنسان جائعا للملكية والاقتناء. والشهوة الثالثة التي يذكرها القديس يوحنا هي مجد هذا العالم، والتي تجعل من الإنسان راغبا بقوة في أن يمجد لا من الله وإنما ان يمجده العالم ويرتفع في العالم. الإنسان يتقدس في الحق الذي هو الله الثابت الأمين في مواعيده الذي لا يتغير”.

ولفت خوري إلى “أن العلامة الثانية هي الاختيار. لماذا اختار الرب السيدة نهاد؟ لماذا اختار الرب على مدى تاريخ الخلاص بعض الأشخاص؟ كي نفهم الاختيار ولماذا اختار الأخت نهاد، علينا العودة إلى العهد القديم عن اختيار شعب الله. هل الله اختار له شعبا لأنه يفضله على بقية الشعوب؟ الجواب هو لا. الله يختار من أجل كل الشعوب. وهذا ما قالته السيدة نهاد عندما تحدثت عن العلامة. فقالت: “أنا العلامة”. حتى القديس شربل قال لها: “أنت علامة في قلب العالم”. من دون علامة لا نستطيع الوصول. فالعلامة تسهل لنا العبور من مكان الى مكان آخر لكي نصل الى المكان الذي يجب ان نصل اليه. على مدى التاريخ الخلاصي الشعب المختار هو علامة لكل الشعوب كي تصل إلى الله. قديسونا هم علامة لنا كي نصل جميعنا الى الله. السيدة نهاد هي علامة لنا للوصول الى الله. العمل الرعوي الجامعي، هو أيضا من خلال الشباب والصبايا علامة أمامنا جميعا حتى نستطيع من خلال العلامة المرئية لنحب الله ونصل اليه. هذا هو الاختيار. إذا الله يختار ليس لأنه يحبنا أكثر ولكن يختار شعبا، وجماعة، يختار أناسا حتى يوصل الينا رسالة من خلالهم، هي أننا جميعنا محبوبون ومدعوون إلى الخلاص”.

وأشار إلى أن “العلامة الثالثة والأخيرة هي البساطة. في آية من نشيد الأناشيد الذي يتحدث عن البساطة، يخاطب الله حبيبته فيقول: “نصنع لك عقدا من الذهب مع جنان من الفضة”. هذا الشيء لا يشبه منطق البشر لأنه عادة عندما نريد نحن أن نرفع ثمن شيء ما لا نطعمه بشيء ادنى منه وانما نطعمه بشيء اثمن والله يقصد بالفضة البساطة والذهب هو المحبة. ونحن نكون فعلا قديسين في قلب العالم بقدر ما تكون حياتنا مطمعة بالبساطة. وفي الواقع ان القداسة ليست سوى البساطة. القداسة هي بحاجة الى البساطة، أي أن نحيا ببساطة مستسلمين لروح الله، ونسمح له أن يقودنا لنصل إليه”.

واختتم اللقاء الذي اتسم بأجواء من الخشوع والتأثر الشديد بزياح مار شربل، حيث رتل المؤمنون مع الجوقة باقة من التراتيل اختتموها بترتيلة “من دير عنايا المشهور”.

وطنية

عن ucip_Admin