أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | هل يـــُدنّس جسد الربّ إن أخذناه عن طريق اليد ؟!
هل يـــُدنّس جسد الربّ إن أخذناه عن طريق اليد ؟!
القربان المقدس

هل يـــُدنّس جسد الربّ إن أخذناه عن طريق اليد ؟!

الجواب بكلّ بساطة على السؤال أعلاه هو ، أن جسد الربّ مستحيلٌ أن يصابه التدنيس أو النجاسة ؛ فبكلّ بساطة أنّ جسد الربّ ، الذي نتناوَله في الكنيسة ، ليس ماديّا بحتـــــًا ، بل هو جوهريٌّ وإلهيٌّ . وهناك سببــــ آخر وهو ، أنّ يسوع ذاته ، في حياته العلنيّة ، بما أنه هو القدّوس الطاهر بلا خطيئة ، عاشرَ الزناة والعشّارين والخطأة واقترب من البُرص ! فكيف لم يتدنّس يسوع الناصريّ في هذه الحالة !! سؤالٌ نطرَحه على أنفسنا . والأنكى من ذلك ، هو أنّ الله أخذ بشريّتنا الساقطة ، وحرّرنا من قيود العبوديّة القاتلة . إنه الله وكفى ، وهو لا يُصاب أبدًا بنجاسة ولا فساد ٍ ، لأنه قدّوس ، وعندما نقتربُ نحن الخطأة منه ، نتقدّس ونتطهّر . فالقربانة ُ هي الربّ ذاته حاضرًا ، إنه القدّوس وصاحب القداسة الكاملة المحتوية كلّ شيء ، لا يمكنُ أن يصابه الدنس ، لا بل هو مَن سيطهّر ذواتنا من النجاسات المختلفة.

ظهرت في الآونة الأخيرة فيديوات تقولُ إنّ التناول عن طريق اليد هو خاطئٌ ومن أعمال الهرطقات الآريوسيّة . وأنّ العالم يجب أن يصحى (العالم المسيحيّ) على هذا الأمر ، بأن يقدّسوا أنفسهم بالتناول عن طريق الفمّ فقط ، لئلّا يتدنّس جسد الربّ (والغريب) ، وأضعها بين قوسين ، أنّ الفيديو ذكرَ الأم تريزا ، والسيدة العذراء ، والقديس أوريجانوس …. ! لا نعرف إن كان هذا الفيديو موثّق من قبل الكنيسة الرسوليّة ! لكن ، المهمّ هو أخذ التعليم الصحيح من السلطة الكنسيّة حول هكذا أمور ولا نمضغ كلّ ما نراه على الشاشات والفيديوات والانترنت ، أو ما يحكيه فلان عن فلان . وكلّ شخص يجرّ طولا وآخر عرضــــًا ، ويرتأي كلّ واحد ما يحلو له .

الموضوع يجبُ أن يرى من قبل السلطة الكنسيّة ، ولا يمكن تصديق كلمات ٍ بطريقة عاطفيّة ، من دون منطق وعقلانيّة بعيدة ً عن الإنفعالات . لا يمكن لشخص مؤمن أن ينظرَ إلى هذه القضيّة ، إلا وأن ترتابه الحَيرة من ما رآهُ .

نرى في الكتاب المقدّس ، أنّ يسوع ، في العشاء الأخير ، أعطى تلاميذه الخبز عن طريق اليد وليس الفمّ رمز للمقاسمة في الفداء والاضطهاد والتبشير الذي سيلاقيه تلاميذه عبر هذا ( العهد المقدس) الذي تم بشكل الخبز والخمر. هناك أسبابٌ أخرى يؤخذ بها القربان المقدّس عن طريق الفمّ ، وهي أنه نظرًا لتقوية أبناء الكنيسة ، في القرون الآولى ، آخذين بنظر الإعتبار مدى الخطايا والنجاسة التي قد ترتكب عبر اليدين. ارتأوا أن يأخذوا القربان عبر الفمّ كي لا يتنجّس القربان. والجواب على ذلك هو لاهوتي أصيل ، بأن القربان لا يتلوّث بخطايانا لأن له قدسيّته الخاصة .

يقول كتاب المسيحيّة في عقائدها (نشره مجلس أساقفة ألمانيا) : أمّا مسألة التناول باليد أو بالفم فلا ينبغي أن تكوّن مشكلة أساسيّة . فحتى القرن التاسع كانت العادة العامّة أن يتقبّل المؤمن المناولة وقوفا وباليد . أما إنتشار الممارسة اللاحقة بأن تتمّ المناولة بالفمّ ، فله أسباب عديدة ، ومن بينها الورع . ولكنّ المناولة باليد يمكن أيضا أن تكون علامة ورع . هذا ما بيّنه القدّيس كيرلس أسقف أورشليم (في القرن الرابع) واصفا في عظاته للمستعدّين للتناول كيف أنّ اليدين الموضوعتين على شكل صليب الواحدة فوق الأخرى تشكّلان عرشا لإستقبال الملك .

يجب أن لا ننسى أننا نستطيعُ أن نخطأ باللسان كما باليد ، وكذلك أيضا نستطيع أن نخطأ بالقلب . فالمناولة عن طريق اليد والقلبُ واللسان نقيٌّ ، أفضلُ من المناولة عن طريق الفمّ وقلبنا مليءٌ من الحقد والكذب والغشّ وعدم الوضوح . ينبغي في هذه الحالة إذن ، إحترام سلطة الكنيسة التعليميّة وما تقوله .

عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).