أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | واقع الحياة المكرّسة ومستقبلها على طاولة البحث في الأنطونيّة
واقع الحياة المكرّسة ومستقبلها على طاولة البحث في الأنطونيّة
الجامعة الأنطونية

واقع الحياة المكرّسة ومستقبلها على طاولة البحث في الأنطونيّة

لمناسبة سنة الحياة المكرّسة التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس في تشرين الثاني الماضي، افتتحت كليّة العلوم اللاهوتيّة والدراسات الرعائيّة في الجامعة الأنطونيّة مؤتمرها الثامن بعنوان ” الانسان وتكرّسه في عالم اليوم” برعاية ومشاركة الرئيس العام للرهيانيّة الأنطونيّة المارونيّة الأباتي داوود رعيدي وحضور حشد من الرئيسات العامات والمدبرين والراهبات والرهبان. قدّم المؤتمر الاعلامي بسام برّاك.

بداية تحدّث عميد كليّة العلوم اللاهوتيّة والدراسات الرعائيّة الأب شربل أبي خليل فشرح الغاية من هذا المؤتمر الذّي يهدف الى توفير مساحة ترميم وتفكير بأبجدية ايمانيّة، وأخذ مبادرات لافتقاد الانسان في واقعه الايماني لصون استقامة عقيدته ومسار حياته اليومية. وممّا قاله: ” ما يهمّنا ليس القاء أضواء من الخارج بل استنطاق باطن الانسان في أعماق جوّانيّته”. وأردف : ” اذا شبهنا التكرّس، بكل أنماطه، بشجرة فارعة، قد تبدو لنا قشرة هذه الشجرة سليمة، في الاضاءة الخارجيّة. أمّا في الاضاءة الداخليّة، فنرى أنّ هذه القشرة قد باتت، اليوم، ساتراً لجذع تنخره الفردانيّة والباطنيّة والدّهرية لافتا في هذا الاطار الى أن الفردانيّة التي تطبع الانسان المعاصر تعمّق، يوماً بعد يوم، باطنيّة المسرى، ربّما، لدى كثير من المكرّسين وغير المكرّسين فينتهي هذا الانسان، في غير موقف الى أن يُبطن ما لا يُظهر ويُظهر ما لا يُبطن فتضعف رباطاته الكيانيّة بمحيطه ويستحيل معظم البشر جزراً.

بدوره، طرح الأب الرئيس للأنطونيّة جرمانوس جرمانوس مجموعة من النقاط حول واقع الحياة المكرّسة ومستقبلها متسائلا عمّا اذا كانت غزارة الدعوات الرهبانيّة، خصوصاً الرجّاليّة، في كنائسنا في لبنان هي ظاهرة خير وجاذبيّة وأيّ نوع من الجاذبيّة؟ أجاذبيّة السلطة والرخاء والجاه؟ وعمّا أذا كان دم الشهداء المسيحيين الذين يقتلون اليوم على يد الجماعات الأصوليّة والتكفيريّة الاسلاميّة هي بذار جديد لحياة مسيحيّة متجدّدة. في مداخلته سأل الأب جرمانوس عن قدرة جماعات المؤسسات الرهبانيّة اليوم على تأمين أجواء تساعد الفرد على استرجاع رسالته الأساسيّة، ألا وهي الشهادة المستفذّة للعالم ودعوتها الى اتّباع المسيح الحق آملا أن يضع هذا المؤتمر الاصبع على الجرح ويطرح الأسئلة الأساسيّة حتّى لو أتت مستفذّة.

من جهته، أكّد الرئيس العام للرهبانيّة الأنطونيّة الأباتي داوود رعيدي أنه خلافا لما قد يعتقده البعض، فان ظاهرة التكرّس ليست الى تراجع بل آخذة في النموّ بشكل مضطرد، مشيراً الى أن ذلك يعود الى وعي الفرد للكثير من المشاكل الانسانيّة والاجتماعيّة والحاجات الملّحة وحالات الظلم والقهر التي يتخبّط بها المجتمع. رعيدي الذّي توّقف عند مبدأ التكرّس الذّي يبقى حاجة بشرية ملحة، قال: ” يعيش العالم حالة قلق على اليوم، والغد والمصير (…) لذا هو يحتاج الى من ينهضه وينير مسيرته ويوقظه على الفرح والرجاء” وتابع: ” يحتاج عالمنا لكي يفهم ذاته، الى أن يخرج من ذاته للقاء الآخر (…) فالتقوقع عدوّ الحياة الأول، وهو مسهّل للرذيلة والظلمة والشرّ، في حين أن الخروج من الذات يحثنا لأن نصقل نفوسنا بشفافية لنكون غذاء للآخرين في طريقهم، كما يقدّم لنا يسوع ذاته غذاء في مسيرتنا نحو الملكوت”.

تجدر الملاحظة الى أن المؤتمر امتدّ على جلسات دراسيّة ثلاث قاربت واقع الانسان وتكرّسه في عالم اليوم. اذ ركّز المحوران الأول والثاني على قولين للبابا فرنسيس للمكرّسين: ” أيقظوا العالم بكلمة اللّه” و” استيقظوا لتوقظوا العالم”. أمّا المحور الثالث فتناول المكّرس في مواجهة تحدّيات الواقع، كالفقر والخوف والتعصّب.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).