أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | يقول يسوع: “من‏ ‏جَدّف‏ ‏على‏ ‏الرُوح‏ِ ‏القُدُس‏، ‏فلن ‏ ‏يُغفَرَ‏ ‏لَهُ” ‏ (‏ لو‏قا ١٢ : ١٠ )، فما هو التجديف على الروح القدس؟ (القسم الأول)
يقول يسوع: “من‏ ‏جَدّف‏ ‏على‏ ‏الرُوح‏ِ ‏القُدُس‏، ‏فلن ‏ ‏يُغفَرَ‏ ‏لَهُ” ‏ (‏ لو‏قا ١٢ : ١٠ )، فما هو التجديف على الروح القدس؟ (القسم الأول)
الروح القدس

يقول يسوع: “من‏ ‏جَدّف‏ ‏على‏ ‏الرُوح‏ِ ‏القُدُس‏، ‏فلن ‏ ‏يُغفَرَ‏ ‏لَهُ” ‏ (‏ لو‏قا ١٢ : ١٠ )، فما هو التجديف على الروح القدس؟ (القسم الأول)

كثيرا‏ً ‏ما‏ ‏توقّف‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏المقدسة‏ ‏من‏ ‏القديس‏ ‏أوغسطينوس‏ ‏إلى ‏القديس‏ ‏توما‏ ‏الأكويني‏ ‏إلى‏ ‏غيرهم‏ ‏من‏ ‏مشاهير‏  مُفسريّ‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ، ‏على‏ ‏توضيح‏ ‏ما‏ ‏أراد‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بالتجديف‏ ‏على ‏الروح‏ ‏القدس ‏. ‏وفيما‏ ‏نحاول‏ ، ‏مهتدين‏  ‏بأنوارهم‏ ، ‏تفهّم‏ ‏ما‏ ‏اراده‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بقوله ‏:  “‏من‏ ‏جَدّف‏ ‏على‏ ‏الُروح‏ ‏القُدُس‏ ‏فلن ‏ ‏يُغفَر‏ ‏لَهُ‏ ” ،  ‏نسأله‏ ‏تعالى‏ ‏أن‏ ‏يجنّبنا‏ ‏الانزلاق‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الخطيئة‏ ‏في‏ ‏عصر‏ ‏كثر‏ ‏فيه‏ ‏التجديق‏ ‏على‏ ‏الله‏ ‏وعلى‏ ‏روحه‏ ‏القدوس‏ ،  ‏وكثر‏ ‏فيه‏ ‏التنكّر‏ ‏للقيم‏ ‏الروحية‏ ‏والمبادئ‏ ‏الدينية‏ ‏السديدة‏ .‏
‏ ١- ‏في‏ ‏الطريق‏ ‏إلى‏ ‏أورشليم ‏:‏
كان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏عينيا‏ ‏حيث‏ ‏عرّج‏ ‏على‏ ‏مرتا‏ ‏ومريم‏ ‏وسمع‏ ‏شكوى‏ ‏الأولى‏ ‏من‏ ‏إهمال‏ ‏الثانية‏ ‏ورفض‏ ‏مساعدتها‏ ‏في‏ ‏القيام‏ ‏بواجب‏  تحضير ‏الضيافة‏ ‏له ، ‏وترك‏ ‏البيت‏ ‏واتّجه‏  نحو‏ ‏أورشليم‏ ‏التي‏ ‏تقع‏ ‏على‏ ‏مسافة‏  ‏ما‏ ‏يقارب‏ ‏الأربع‏ ‏كيلومترات ‏. ‏ولمّا‏ ‏قطع‏ ‏بعض‏ ‏المسافة‏ ‏وتلاميذه‏ ‏يسيرون‏ ‏خلفه‏ ، ‏توقّف‏ ‏فترةً ‏لُيصلّي‏ ،  ‏وأعجب‏ ‏التلاميذ‏ ‏منظره‏  وهو يُصلّي ‏ ‏فقالوا‏ ‏له‏  : ” ‏‏ ‏يارب‏ ، عَلِّمنا‏أن‏ ‏نُصلّي‏  ” ( ‏لوقا ١١ : ١ ) .  ‏فعلّمهم‏ ‏الصلاة‏ ‏الربية ، ‏ ‏تلك الصلاة‏  ‏التي ‏ ‏ندعو‏ ‏فيها‏ ‏الله  :  “‏ ‏أبانا‏ ‏الذي‏ ‏في‏ ‏السماوات‏ ”  ( لوقا ١١: ٢ )  ،  ‏وأخذ‏ ‏يشرح‏ ‏لهم‏ ‏صفات‏ ‏الصلاة‏ ‏الحقة‏ ‏ومفاعيلها‏ ‏الناجعة ،  ‏واثناء‏ ‏حديثه‏ ‏أتوه‏ ‏بأخرس‏ ‏فيه‏ ‏شيطان‏ ، ‏فتوقّف‏ ‏عن‏ ‏الكلام‏ ‏ “فلّما خرج‏ ‏الشيطان‏ ‏تكلّم‏ ‏الأخرس‏ ‏فأُعجِبَ‏ ‏الجُموع‏ ”  (‏لوقا ١١: ١٤ ) . ‏وكان‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏جماعة‏ ‏من‏ ‏الكتبة‏ ‏وفدوا‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏أورشليم ‏. ‏فلما‏ ‏رأوا‏ ‏الأعجوبة‏ ‏اغتاظوا‏ ‏وراحوا‏ ‏يذيعون‏ ‏بين‏ ‏الشعب‏ ‏ما‏ ‏سبق‏ ‏لهم‏ ‏أن‏ ‏قالوه‏ ‏عن‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏عيد‏ ‏المظال‏  : “‏‏ ‏‏فيه‏ ‏شيطاناً ” ، ‏ ‏وأضافوا‏ ‏هذه‏ ‏المرّة‏ ‏أسم‏ ‏هذا‏ ‏الشيطان‏ ‏قائلين  :  “‏ ‏أنه‏ ‏بعبل‏ ‏زبول ، ‏رئيس‏ ‏الشياطين‏ ، يطرُد و ‏يخرج‏ ‏الشياطين  “‏( لوقا ١١ : ١٩ ) .كانت‏ ‏الإهانة‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏‏ ‏السكوت‏ ‏عنها ‏. ‏وربما‏ ‏صدّق‏ ‏الناس‏ ‏من‏ ‏ذوي‏ ‏الضمائر‏ ‏السليمة‏ ،  ‏أراجيف‏ ‏الكتبة‏ ‏فيبتعدون‏ ‏عنه‏ ‏ويصمّون‏ ‏الآذان‏ ‏عن‏ ‏سماع‏ ‏كلامه‏ ،  ،‏فلا‏ ‏يرون‏ ‏نور‏ ‏الخلاص ‏. ‏لذلك‏ ‏شاء‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏أن‏ ‏يدحض‏ ‏مزاعم‏ ‏الكتبة‏ ‏ويمزّق‏ ‏هذه‏ ‏الغشاوة‏ ‏من‏ ‏الأكاذيب‏ التي ‏يسترون‏ ‏بها‏ ‏الحقيقة‏ ‏عن‏ ‏عيون‏ ‏الناس‏ ‏فأفحمهم‏ ‏بقوله ‏: ” ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الشيطان‏ ‏يطرد‏ ‏الشيطان‏ ‏فيكون‏ ‏قد‏ ‏هدم‏ ‏سلطانه‏ ‏بيديه ‏. ‏وكل‏ ‏مملكة‏ ‏تنقسم‏  على نفسِها ‏تخرب‏ ‏وتنهار‏ ‏بيوتها‏ ‏بعضها‏ ‏على‏ ‏بعض . وإذا انقسم الشيطان ايضاً على نفسه فكيف تثبت مملكَتُه ؟‏ (‏لو‏قا ١١ : ١٧ – ١٨ ) . ‏إذاً ،‏ ‏هو‏ ‏لا‏ ‏يطرد‏ ‏الشيطان‏ ‏بالشيطان‏ ‏بل‏ ‏بقوة‏ ‏الله‏ ، ‏ولا‏ ‏يقهر‏ ‏الشيطان‏ ‏إلا‏ ‏الله‏ ،  ‏وقد‏ ‏غلب‏ ‏الشيطان‏ ‏على‏ ‏أمره‏ ‏منذ‏ ‏أتى‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏على‏ ‏الأرض‏. ‏وشاء‏ ‏أن‏ ‏يبيّن‏ ‏خطورة‏ ‏موقف‏ ‏الكتبة‏ ‏منه‏ ،  ‏وتعليمهم  ‏عما‏ ‏يأتيه‏ ‏من‏ ‏عجائب ومعجزات‏ ‏إثباتا‏ً ‏لألوهيته‏ ‏فقال ‏: ‏ ” وكُلُّ من‏ ‏قال‏ ‏كلمةً‏ ‏على‏ ‏ابن‏ ‏الإنسان ‏يًغفَر‏ ‏له‏ ،  ‏وأما‏ ‏من‏ ‏جدّف‏ ‏على‏ ‏الرُوحِ‏ ‏القُدُس‏  ، ‏فلن ‏يُغفر‏ ‏له‏  ” .( لوقا ١٢: ١٠ ) .
‏فما‏ ‏معنى‏ ‏هذا‏ ‏القول‏؟

(يتبع)

الأنبا كريكور أوغسطينوس كوسا
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).