أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | يوم تاريخي في الفاتيكان: “بابوان في السماء وبابوان في ساحة القديس بطرس” فرنسيس رفع يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني إلى مصاف القدّيسين
يوم تاريخي في الفاتيكان: “بابوان في السماء وبابوان في ساحة القديس بطرس” فرنسيس رفع يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني إلى مصاف القدّيسين
صورتان للبابوين يوحنا بولس الثاني – الى اليسار – ويوحنا الثالث والعشرين معلقتين على واجهة بازيليك القديس بطرس

يوم تاريخي في الفاتيكان: “بابوان في السماء وبابوان في ساحة القديس بطرس” فرنسيس رفع يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني إلى مصاف القدّيسين

أعلن البابا فرنسيس امس في ساحة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان قداسة البابوين الراحلين الايطالي يوحنا الثالث والعشرين (انجيلينو جيوسيبي رونكالي) والبولوني يوحنا بولس الثاني (كارول فويتيلا) في حضور مئات الآلاف من المؤمنين الذين جاؤوا من انحاء العالم.

في حدث لا سابق له في تاريخ الفاتيكان أضفى عليه حضور البابا الفخري بينيديكتوس الـ16 طابعاً استثنائياً اضافياً، رأس البابا الارجنتيني تحت صورتين للبابوين الراحلين علقتا على واجهة البازيليك مراسم تقديس اثنين من اكثر اسلافهما شهرة معاً، مظهراً وحدة الكنيسة بتكريمه بابوين احبهما المحافظون والتقدميون على حد سواء.
واعتلى يوحنا الثالث والعشرون السدة البطرسية بين 1958 و1963 وأطلق المجمع الفاتيكاني الثاني وشهد الحربين الكونيتين.
بينما اعتلاها يوحنا بولس الثاني 27 سنة بين 1978 و2005، شهد خلالهما دمار بلده بولونيا في الحرب العالمية الثانية. وينسب اليه كثيرون الفضل في المساعدة على انهاء الحرب الباردة وسقوط الشيوعية.
وفي بداية المراسم، وجه الكاردينال انجيلو اماتو المسؤول عن ملف القديسين، ثلاثة طلبات متتالية الى البابا من أجل ادراج الحبرين الاعظمين في سجل القديسين، استجاب لها فرنسيس قائلاً: “باسم الروح القدس… وبسلطة سيدنا يسوع المسيح والرسولين القديسين بطرس وبولس… نعلن يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني قديسين وندرجهما في سجل القديسين…”.
عندها تعالى التصفيق من الحشود التي انتشرت من ساحة بازيليك القديس بطرس الى نهر التيبر وأبعد، ورفرفت الاعلام الايطالية والبولونية خصوصاً الى اعلام دول عدة اخرى، وقرعت اجراس كنائس المدينة الخالدة. ووضعت قرب المذبح حاوية فيها نقاط من دم البابا يوحنا بولس الثاني وجزء من جلد البابا يوحنا الثالث والعشرين.
وكان البابا فرنسيس استقبل سلفه قبل صلاة التقديس وفور اختتام القداس، توجه الى سلفه ثانية وصافحه بحرارة، في مبادرة لافتة.

“رجلان شجاعان”
وفي عظة القداس، اشاد البابا بـ”رجلين شجاعين” حملا “آمالاً حية” وكانا “شاهدين على مآس لم تثبط عزيمتيهما… بالنسبة اليهما كان الرب اقوى والايمان اقوى”. وقال: “لقد ساهما بالتأكيد في تحقيق التطور والسلام”، موضحاً ان “يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني تعاونا مع الروح القدس في تجديد الكنيسة وتحديثها بالمحافظة على ملامحها الاصلية، تلك الملامح التي منحها اياها القديسون عبر العصور”. ونوّه بدعوة يوحنا الثالث والعشرين الى المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي شكل منعطفاً في حياة الكنيسة، وبتركيز يوحنا بولس الثاني على العائلة، وهي قضية يتابعها فرنسيس نفسه.
واختتمت المراسم وسط التصفيق والهتافات “فليحيَ البابا” رددها الحاضرون الذين رفع بعضهم لافتة كبيرة كتب فيها: “بابوان في السماء وبابوان في ساحة القديس بطرس”. وصافح البابا 98 وفداً رسمياً أو منظمة دولية، بينهم 24 من رؤساء الدول والملوك، منهم العاهل الاسباني خوان كارلوس والملكة صوفيا ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي والرئيس اللبناني ميشال سليمان وزوجته وفاء سليمان، البابا والتقط البعض صوراً تذكارية معه.
وقال الفاتيكان إن 800 ألف شخص استناداً الى الشرطة شاركوا في الاحتفال، بينهم نصف مليون في ساحة القديس بطرس ومحيطها. أما الـ300 ألف الآخرون فتوزعوا قرب الشاشات العملاقة التي نصبت في المواقع الاثرية في روما.
وقال كريستيان، وهو شاب ايطالي من الكشافة أتى من كالابريا: “نحن مرهقون، لكن المشاركة في اعلان القداسة أمر عظيم. سنحاول دخول الفاتيكان، واذا تعذر علينا الامر، سنشاهد الوقائع عبر شاشات عملاقة”.

يوم استثنائي
وكان يوم الفاتيكان استثنائياً بامتياز، إذ استضاف أضخم حشد منذ جنازة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005. واختتمه البابا فرنسيس بجولة في سيارة مكشوفة وسط الحشود التي أصرت على البقاء في الساحة بعد انتهاء مراسم التقديس.
وشكل البولونيون غالبية بين الحاضرين، إذ وصلوا من مسقط كارول فويتيلا ومن مدن هاجروا اليها مثل شيكاغو أو سيدني لمتابعة مراسم رفع مواطنهم الى مصاف القديسين.
وانتظرت عائلات كثيرة أكثر من 12 ساعة في الشارع الرئيسي المؤدي الى الفاتيكان قبل أن تسمح لها الشرطة بالدخول الخامسة والنصف صباح الاحد. وقال البعض إنهم ناموا وهم واقفون لأن الازدحام كان شديداً.
وكانت حشود متنوعة من كشافة الى رجال دين وراهبات وكذلك سياح، جذبها هذا الحدث التاريخي، بدأت تتدفق الى محيط الفاتيكان منذ السبت.
وبقيت نحو 12 كنيسة مفتوحة طوال الليل للصلاة بالايطالية والبولونية والانكليزية والالمانية والفرنسية والعربية.
وفي ساحة نافونا، رقص ما بين الفين وثلاثة آلاف بولوني من كل الاعمار في اجواء فرح، رقصات الفالس وأخرى فولكلورية أمام كنيسة سانتا انييزي.
كثيرون من المؤمنين أخذوا أماكن لهم قرب سانت آنج أو في محيط جادة كونتشيلياتسيوني الواسعة التي ازدحمت بالاعلام وخصوصاً البولونية، قبل ساعات قليلة من مراسم التقديس المزدوج.
ولم يواجه اعلان قداسة يوحنا الثالث والعشرين مطلق المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 – 1965) الذي سجل انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على العالم المعاصر، أي انتقاد، إلا من بعض التقليديين المتشددين.
أما بالنسبة الى يوحنا بولس الثاني، البابا الأكثر شعبية عبر القرون والذي لم يعترض أحد على مكانته الدولية والدور الذي اضطلع به في سقوط الشيوعية، فقد برز بعض المنتقدين الذين يأخذون عليه خصوصاً عدم مكافحته جرائم التعديات الجنسية على الاطفال وتشدده مع علماء الكهنوت المعارضين. وهذه الاتهامات نفاها الجمعة الناطق السابق باسمه جواكين نافارو – فالس.
وبعد انتخاب البابا فرنسيس، يعتبر اعلان قداسة الحبرين الاعظمين حدثاً يمكن أن يساهم في تبديد ذكرى سنوات حملت فضائح، وفي التوفيق بين توجهين مختلفين في الكنيسة يتجسدان في هذين البابوين.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).