أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | موانع الصلاة (1) في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (4)
موانع الصلاة (1) في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (4)

موانع الصلاة (1) في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (4)

متى وجدت نية عدم ممارسة الصلاة لدى الإنسان، فإنه لا يتوانى عن تقديم ما يراه مناسباً من حجج مهما كانت سخيفة أو بعيدة عن المنطق والواقع يدعم بها موقفه.

لهذا سوف نكتفي بعرض بعض الأسباب التي تدفع الإنسان إلى التوقف عن ممارسة الصلاة والتعليق عليها.

        · حالة أولى:

إنسان ما لا يمارس الصلاة. يتعرض لطارئ ما في حياته، فيشير عليه أحدهم – ويكون من أولئك الذين تمرّسوا في الصلاة وإيمانهم كبير بفعاليّتها – بأن يصلي ويسأل الله العون. فيتقدم هذا الشخص من الله وربما بعد تردد كبير بسبب قلّة الإيمان، "فارضاً" عليه مطالبه التي غالباً ما تكون على الشكل:

– حسب إرادته الشخصية.

– حسب مطامعه وشهواته.

– أن يبعد عنه المحن والأمراض والمصائب.

– أن يبعد عنه موت كل عزيز.

– أن يغرقه في الخيرات المادية.

– أن ينتقم له من منافسين على السلطة.

واللافت للنظر أن السائل هنا يريد أن يستجاب طلبه هذا بسرعة. وكأن الصلاة عصاً سحرية ما إن نحرّكها حتى يكون لنا ما أردناه.

وبما أن الصلاة ليست كما يتصوّر والله ليس بساحر رهن إشارتنا، فإنه لا يلبث أن يعود أدراجه مبتعداً مرة أخرى عن الصلاة، ولكن هذه المرّة بقناعة أكبر عن عدم فعاليّتها، ولا يترك فرصة ما إلا ويعلن أمام الجميع تجربته الفاشلة فيكون "كحجر عثرة"[1] أمام كثيرين يتّخذونه كبرهان على المضي في كسلهم الروحي. من هنا نفهم كلمة الكتاب على لسان يعقوب:

"تسألون ولا تنالون لأنكم تسيئون المسئلة مبتغين أن تنفقوا في لذّاتكم"[2].

        · حالة ثانية:

فئة أخرى من الناس توقفت عن ممارسة الصلاة، لأنها ربطتها بالخيرات المادية. فقد توهمت هذه الفئة أن صلاتها لا تجلب لها سوى الألم والفقر… بعد أن رأت أن الذين لا يقيمون علاقة مع الله يتمتعون بالغنى والسعادة والصحّة… لقد رفضت هذه الفئة الله بسبب مكافأة لم تحصل عليها، ظنّاً منها أنها بصلاتها تلزم الله على مكافأتها. وبرفضها الله تكون قد فقدت أسمى ما يمكن الحصول عليه، ألا وهو الله خالق الوجود.

إن علاقة هذه الفئة مع الله هي علاقة تجارية هدفها الربح والمكافأة على ما تقدمه لله من صلوات. لقد غاب عنها أن تتخذ من حياة السيد المسيح مثالاً، كيف أن حياته كانت كلها صلاة وكيف أنه عانى العذاب والألم وموت الصليب. إلا أنه لم يستسلم بل وهو في قمّة عذابه "إستودع روحه بين يدي أبيه السماوي"[3]. فكان أن أقامه الله وجعله عن يمينه[4]. هناك أمثلة أخرى في الكتاب، نكتفي منها بذكر أيوب ذلك العبد المتألم الذي ألمّت به مصائب لم يعرفها إنسان. فما كانت تزيده سوى تمسّكاً بإيمانه، أمام إلحاح زوجته التي حاولت أن تدفعه إلى التجديف على الله.

صحيح أن الخيرات المادية التي أغدقها الله على أيوب جاءت كمكافأة على أمانته، إلا أن القضية هنا هي أن أيوب لم يكن ينتظر تلك المكافأة وإلا لكان إبتعد عن الله في أول الطريق. خصوصاً بعد أن رأى توالي المصائب عليه وكيفية ربط زوجته لتلك المصائب بإيمانه. لذا يجب علينا الإنتباه إلى الكيفية التي نربط فيها أفراحنا ومآسينا بصلواتنا.

يمكن تشبيه الصلاة بالبوصلة التي ترشدنا إلى الطريق الصحيح. إنها توجيه عميق للنفس نحو خالقها. وما الأفراح والمآسي سوى محطات مرحلية على تلك الطريق لا نلبث أن نغادرها حتى نصل إلى الهدف النهائي أي الإتحاد بالله. يمكن ان نشبّه المؤمن المصلي بالماء الذي يجتاز السهول والأودية ليشق طريقه نحو البحر العظيم الذي هو الله.

واللافت أن هاتين الفئتين تؤكدان أن صلاتهما نابعة من القلب وأنهما لا يلقيان جواباً فيضعان اللوم على الله ويفقدان الثقة به بدل التفتيش عن العلة فيهما أو في طريقة صلاتهما.

[1] متى 18/6، لوقا 17/2

[2] يعقوب 4/3

[3] لوقا 23/46

[4] الرسالة إلى أهل أفسس 1/20

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال: وقائع من الأونيسكو (1) 4 مليارات “صحافي” ؟

مقال: وقائع من الأونيسكو (1) 4 مليارات “صحافي” ؟

راجح الخوري- النهار- بصفتي عضو المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للاونيسكو، كنت في عداد الوفد (•) الذي مثّل لبنان في الدورة الخامسة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وقد عقد في مقر المنظمة في باريس حيث شاركت في نقاشات لجنة الاتصال والاعلام ايام 13 تشرين الاول الجاري و14 و15 منه.

وهنا بعض وقائع من مواضيع تناولها مندوبو 190 دولة عضواً ومراقبة في الاونيسكو في اللجنة المذكورة:
ترأس الجلسة ايفان ايفيليا بيللوسو من فنزويلا الى جانب عبد القادر خان، وهو هندي يتولى منصب نائب المدير العام السابق للاونيسكو كويشيرو ماتسورا الذي خلفته إيرينا بوكوڤا. تركّزت النقاشات محورياً على تقرير المدير العام عن متابعة مؤتمري القمة العالميين لـ"مجتمع المعلومات" اللذين عقدا في جنيف عام 2003 ثم في تونس عام 2005. لكن جوهر الطروحات والاقتراحات والنقاشات في الايام الثلاثة ركّز على تطوير الاهداف بحيث يصبح "مجتمع المعرفة" الثمرة الانسانية لـ"مجتمع المعلومات"، وخصوصاً في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال، وفي السرعة غير المسبوقة لانتشار المعرفة وفي سقوط عامل الجغرافيا امام تدفق المعلومات الذي يشبه طوفاناً على امتداد الساعة.

❒❒❒

وعندما نتحدث عن المجتمع الانساني المعرفي، علينا بالتأكيد ان نتوقف امام "الفجوة الرقمية" الكبيرة بين الشمال والجنوب، بما يجعل الاقوياء في هذا العالم أكثر قوة والضعفاء اكثر ضعفاً، رغم وصول المعرفة جزئياً اليهم، لان هناك فرقاً هائلاً في سرعة التدفق كما في القدرة على الاطلاع.
إن التحدي الاساسي الذي يواجه قيام "مجتمع معرفي" اكثر توازناً هو تجاوز الفوارق المعرفية بين الشعوب وبين الشعب الواحد. ففي اكثر البلدان تقدماً هناك فوارق كبيرة بين مجتمع المدن ومجتمع الارياف، اذا صحّ التعبير، وهذا امر مهم وحساس له دائماً انعكاساته على الفهم وصناعة الموقف وتكوين الرأي العام.
لقد تركّز النقاش في الجلسة الاولى على اهمية استقلال التحرير والضخ المعرفي، من منطلق الوقوف امام ما تحاول السلطة السياسية في امكنة كثيرة املاءه على "الحقيقة المعلوماتية"، إن من خلال ضبط التدفق او من خلال المحتوى، في حين ان لا رقابة على المعرفة في المجتمعات الحرة والانظمة الديموقراطية. وان كان هناك من حاجة ضرورية الى "رقابة احترازية"، وسط طوفان التدفق المعلوماتي الذي لا يخلو بعضه من الدسّ او التشويه او الكذب او التعمية او السوء الاخلاقي، يجب ان تكون هذه الرقابة للانسان والمجتمع والرأي العام.

❒❒❒

إن التحدي الآخر الذي اسقط كل الحدود وفتح النوافذ في اربع رياح الارض أن هناك الآن اربعة مليارات انسان يستعملون الهاتف الخليوي المتصل بشبكة عنكبوتية تلف العالم وتجعله في حجم شاشة الخليوي. ان المعنى الضمني لهذا الانتشار انك الآن امام 4 مليارات انسان يؤدون دوراً مزدوجاً خارج اطار الجغرافيا والنظام والقوانين، اي دور الذي ينتج المعلومات والذي يستهلكها. دور المحرر والقارئ، المندوب والمستمع. ولعل اهم دليل على هذا، الوقائع التي انتشرت في العالم بالصوت والصورة عن فظائع اسرائيل في غزة، وعن الاحداث التي حصلت بعد الانتخابات الايرانية، وعن اي حدث او انفجار او حتى جريمة تقع في اي مكان من العالم.
إن الاعاقة في عصر المعلومات معرفية لان الفئات المهمشة عن المعرفة تصبح اشبه بفئة معوقة داخل المجتمع الواحد وحتى في العلاقات بين الشعوب وهو ما يصعّب التفاهم ويخلق التناقض. ولهذا فإن الحديث عن قيام "مجتمع المعرفة" بدلاً من "مجتمع المعلومات" يشكل ابرازاً ضرورياً للاهداف البعيدة المدى التي تسعى اليها الاونيسكو، والتي تم التركيز عليها في قمتي جنيف وتونس، لانه كلما اتسعت البحيرة الكونية للمعرفة، اتسعت حدود الحقيقة، ومع المعرفة والحقيقة تخطو البشرية الى الامام نحو الاستقرار والسلام.

❒❒❒

ولأن الاونيسكو تؤدي دور المنسق والميسّر والمنفّذ لنتائج مؤتمر قمة "مجتمع المعرفة"، فقد اكتسبت نقاشات لجنة الاتصال والاعلام اهمية وحيوية وحرارة، لان الهدف الاعمق هو تسخير امكانات تكنولوجيا المعلومات لاقامة مجتمع معرفة جامع هدفه الانسان، وخصوصاً في ظل حقائق مستجدة يجب ألا تغيب عن احد. فمن الضروري ان تعرف الحكومات والهيئات الثقافية والتربوية وقوى المجتمع المدني وحتى الافراد ان ما هو اهم من الحصول على المعرفة هو طريقة استعمالها والمحافظة على وتيرة تطورها.
والمثير ان المعرفة الانسانية تتضاعف كل سنتين كما اكدت الاحصاءات العلمية. انه امر جديد وهائل في هذا الكوكب. وان المرجو ضمناً ان يكون التفاهم بين الشعوب اقل صعوبة مستقبلاً، لان مواليد العصر الرقمي المعرفي هم اكثر قدرة منا ومن اسلافنا على التفاهم في ما بينهم، ولنتذكر ان اولادنا يقضون وقتاً مع الوسائط الاعلامية والرقمية اكثر مما يقضون وقتاً معنا.
(وللبحث صلة).

• تألف الوفد اللبناني الى الاجتماع العام من: الوزير تمام سلام، الوزيرة بهية الحريري، السفيرة سيلڤي فضل الله، السفيرة سميرة الضاهر، الدكتور فادي يرق، الدكتور هنري العويط، الدكتور معين حمزة، السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، راجح الخوري، الدكتور جوزف ابو نهرا. راجح ا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).