أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | لبنان : عظة البطريرك صفير الأحد 13 شباط 2011
لبنان : عظة البطريرك صفير الأحد 13 شباط 2011

لبنان : عظة البطريرك صفير الأحد 13 شباط 2011

"التمِسوا الربّ يا جميع ودعاء الأرض، الذين فعلوا حكمه. التمِسوا العدل. التمِسوا الدِّعَة فعسى أن تستتروا في يوم غضب الربّ" (صفنيا 2: 3). "وأُبقي في ما بينك شعبًا وديعًا فقيرًا، فيعتصمون باسم الربّ.

فبقية اسرائيل لا يصنعون الإثم ولا ينطقون بالكذب، ولا يوجد في أفواههم لسان مكر، لأنهم سيرعَون ويضَّجِعون ولا أحد َيذعرهم" (صفنيا 3:12-13).

"أُنظروا دعوتكم، أيها الإخوة، أن ليس فيكم كثيرون حكماء بحسب الجسد، ولا كثيرون أقوياء، ولا كثيرون شرفاء. بل اختار الله الجاهل من العالم ليخزي الحكماء، واختار الله الضعيف من العالم ليخزي القوي، واختار الله الخسيس من العالم، والحقير، وغير الموجود ليُعدَم الموجود، لكي لا يفتخر ذو جسدٍ أمامه. وبه أنتم في المسيح يسوع الذي صار لنا من الله حكمةً، وبرًّا، وقداسةً، وفداءً حتى انه كما كُتِب: مَنِ افتخر فليفتخِر بالربّ "(كور 1، 1: 26-31).ْ
"فلما رأى يسوع الجموع صعد الى الجبل. ولما جلس دنا اليه تلاميذه، ففتح فاه يُعلِّمهم قائلاً:"طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى للودعاء، فإنهم يرثون الأرض، طوبى للحزانى، فإنهم يُعزَّون، طوبى للجياع والعطاش الى البِرّ، فإنهم يُشبَعون، طوبى للرحماء، فإنهم يُرحَمون، طوبى لأنقياء القلوب، فإنهم يعاينون الله، طوبى لفاعلي السلام، فإنهم أبناء الله يُدعَون. طوبى للمُضطَّهَدين من أجل البِرّ، فإن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمةِ سوءٍ من أجلي كاذبين، افرَحوا وابتهِجوا فإن أجركم عظيم في السماوات، لأنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم" (متى 5: 1-12).
تمثَّلوا دواء يُطيل حياتكم ثماني أو عشر سنوات، وتكتسبون نحو خمسة عشر ألف دولارًا أكثر أو أقل، وأنكم لن تطلّقوا. "انه لدواء يبدو سعيدا". بحسب مارتين سوليغمان، وهو دكتور في علم النفس، وقد قام بأبحاث، وكتب عن السعادة. واذا كنا تعساء، هل في إمكاننا أن نكون سعداء كما لو أننا أخذنا حبّة. هذا مستطاع الى حدٍّ ما. الدروس عن التوأم تقول ان خمسين في المئة من سعادتنا أو عدمها تتعلّق بأمور الولادة. وهناك عشرة في المئة تتعلّق بظروف الحياة التي تُوقِع في اليأس، كالفقر المدقع، والمرض الخطير، وفقدان عزيز. والأربعون في المئة الباقون في إمكاننا أن نراقِبها، وهي تتأثّر بما نعمل، لنكون سعداء. وعلينا أن ننتبه لكي لا نُعلِّق سعادتنا على الصحة الجيدة، وكثرة المال، والحظ الجيد، التي قد تجلب سعادة أكبر من سواها من الأمور. إن السعادة تنبع من القِيَم العميقة، كالالتزام بالعائلة، والعمل، وملاحقته، وايجاد معنى لغايةٍ فضلى.
هناك أربع أفكار، على ما أعتقد، تُساعِد زيادة السعادة، وهي: 1- أن يكون الانسان ناشطًا، كأن يقوم بتمارين. 2- وأن يُظهِر وجهًا سعيدًا، وأعتقد بأننا عندما نبتسم أو نضحك هذا يخدع فكرنا بأننا سعداء أو أننا نشعر بأننا أسعد من ذي قبل. 3- وقد قلت دائمًا إن العرفان بالجميل هو مفتاح السعادة. ويقول علماء النفس إن من المُستحسَن أن يكون للناس جريدة عرفان الجميل يُدوِّنون فيها في نهاية كلِّ يومٍ ما توقّع لهم من أمورٍ مُشجِّعة. ويقول الخبراء إن تعداد البركات التي حصل الإنسان عليها هي خير ما في إمكانه أن يصنع ليكون سعيدًا. 4-  وعمل الخير بالنسبة الى الآخرين في إمكانه أن يُساعِد أيضًا.
وهناك أوقات يحتاج فيها الإنسان الى مُساعَدةٍ مهنية أو الى دواء. هناك خمسون في المئة من الأمور الموروثة، يكون الإنسان قد ورث معها أحيانًا نوعًا من المرض في الحياة. وهناك عشرة في المئة يكون فيها الإنسان في صعوبةٍ كبيرة في الحياة. والمداواة بالكحول وبما سوى ذلك من أنواع المشروبات يزيد في المرض. وإذا كنتَ في حاجةٍ إلى مُساعَدةٍ اطلُبها. وليس في ذلك أي خجل. وغالبًا ما يكون انهيار الأعصاب لتناولِ أدويةٍ ولأمورٍ داخلية أو خارجية، لا يمكن الإنسان أن يُعالِجها كما يُريد. بالنسبة الى الكثيرين من بيننا، إن الموقف من الحياة، (رؤيةُ قدحٍ نصف ملآن، أو نصف فارغ) وموقف عرفان الجميل، ومُساعَدة الآخرين، والخروج من الذات، وإحاطة ذواتنا برفاقٍ ماجنين، أو رصناء، كلّ هذا في إمكانه أن يُوفِّر لنا نوعًا من السعادة.ْ
وبعد، فإن إيماننا هو ما يُوفِّر لنا السعادة. لقد أعطانا السيد المسيح الطوباويات التي هي مقدمة لخطابه على الجبل. وخطابه يقع في ثلاثةِ فصولٍ طويلة. كان يسوع يُخاطِب الشعب العادي، في أيامه، وكان شعبًا يعيش قريبًا من الهامش، ويخضع لسلطة روما ويعيش كلّ يومٍ بيومه. وتركهم يتعرّفون إلى اضطرابات الحياة، والصعوبات قد تنقلب يومًا بالنسبة الى الذين يفتحون قلوبهم للملكوت، الذي أتى ليُعلِن عنه. إن الكلمة اليونانية (واليونانية هي اللغة التي نجد فيها أصل صيغة الإنجيل الذي معنا) التي تبدأ بها الطوباويات. واللفظة تعني سعيد في المعنى العادي، ولكنها تعني أيضًا أحد الناس السعداء أو المُفضَّل أو المحظوظ. ولذلك تُرجِمت بلفظة " طوبى".
ولدى التفكير بالطوباويات، تعني بالنسبة إليَّ أن الفقراء بالروح، أي الذين يرضَون بالقليل في الحياة، والذين هم رحماء، والذين قلوبهم نظيفة، سيكونون سعداء أو مُبارَكون. ولا يعني شيئًا على الإطلاق أن تقول "سعداء" أو "مُبارَكون" الحزانى، والجياع، والعطاش الى البِرّ، والذين هم مُضطَّهَدون الآن، إلا إذا سمعت غير مرّةٍ أحد الأساقفة يقول أراد الله أن يُبِعد عنهم الحزن، وسمح لهم بمُقاسَمته فرحته. وهذا ما يقوم عليه إيماننا ورجاؤنا. وإن ما يحفظنا في  قيد الحياة هو إيماننا بأن الله في إمكانه أن يُخرِج شيئًا جيدًا من لا شيء. ومن دون رجاءٍ وسعادة يُعطيني إياهما هذا التفكير، قد أكون وقعت في اليأس غير مرة. وقد سمعت غير مرةٍ أحد الأساقفة يقول في وقت الشِّدّة : "إن الله هنا بطريقة ما". ولا أدري دائما كيف أن الله في إمكانه أن يصنع الأشياء أحسن مما هي. ولكنني أعتقد بأن في إمكانه ذلك. ومن دون سعادةٍ وأمل يُعطينيهما هذا التفكير، لكنت وقعت في اليأس غير مرة. وكذلك سمعت رئيس الكهنة يقول غالبًا إبّان الشِّدّة: "إن الله في هذا الأمر هو في مكان ما". ولا أرى دائمًا كيف أن الله في إمكانه أن يصنع الأشياء أحسن مما هي. ولكنني أعتقد بأنه يستطيع ذلك. ذلك أنني أعتقد بالقيامة. وإذا كان الله في إمكانه أن يجعل يوم الجمعة العظيم يوم أحد الفصح ، فهو في إمكانه أن يجعل من حزننا، وخسارتنا، وصعوبتنا، ومرضنا، بركة بالنسبة إلينا. هذا هو الأمل الذي يُعطيناه الله.
إن الأب الأقدس أنهى رسالته الثانية بالحديث عن الرجاء المسيحي، فقال: "إن أملنا الكبير- إيماننا بيسوع – في إمكانه أن يُسانِد الشعب في أوقات الضيق". وتابع قائلاً: "وهذا ما يحملنا على حضور القداس كلّ أسبوع. إننا نحتفل بموت المسيح وقيامته، ونُعطى جسده من أجلنا، وإن قيامته هي التي تولينا الأمل بأن الموت لا يمكنه أن يغلبنا إذا ظللنا مُتَّحِدين به. طوبى لنا نحن المؤمنين به، وطوبى لكم لأنكم أنتم هنا اليوم. آمين.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).