{mosimage}بدأت المدارس الكاثوليكية في لبنان مؤتمرها السنوي الخامس عشر: "أي ثقافة تجدّد من أجل مدرسة كاثوليكية أكثر فعالية؟"، المنعقد في ثانوية مار الياس – للراهبات الأنطونيات، غزير، بحفل افتتاحي رعاه البطريرك الماروني
الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ممثلاً بنائبه العام المطران سمير مظلوم.
حضر حفل الافتتاح، إلى جانب ممثل البطريرك صفير حشد من المسؤولين الروحيين والمدنيين والفعاليات التربوية والجامعية ومديرات المدارس ومديريها، تقدمهم المطارنة: يوسف بشاره، أنطوان نبيل العنداري، بولس مطر، فرنسيس البيسري، بولس دحدح، ميشال أبرص ويوسف محفوظ، والأب مروان تابت.م،ل، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية، والمونسنيور كميل زيدان الرئيس السابق للمكتب الدولي للتعليم الكاثوليكي، ورؤساء عامون ورئيسات عامات، والنائب السيدة جيلبرت زوين ممثلة النائب العماد ميشال عون، والمدير العام لوزارة التربية الأستاذ فادي يرق ممثلاً وزيرة التربية والتعليم العالي السيدة بهية الحريري، وغابي جبرايل ممثلاً الوزير جبران باسيل، وانطوان متني ممثلاً الوزير ماريو عون، والعقيد انطوان البستاني ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح نهاد نوفل، ورئيس بلدية غزير القنصل ابراهيم حداد، وعماد الأشقر رئيس مصلحة التعليم الخاص، ونقيب المعلمين نعمه محفوظ، ورئيس اتحاد رابطات قدامى المدارس الكاثوليكية ناجي خوري، الخوري عبده أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للاعلام، والأب طوني خضره رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان، وممثلون عن اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان،….
وبعد الافتتاح بالنشيد الوطني الذي عزفته موسيقى قوى الأمن الداخلي بإدارة الرائد زياد مراد، اشترك الحضور بصلاة خاصة بالمناسبة تولى تقديم ترانيمها داني حرب وإيلي العلم، ثم كانت كلمات حفل الافتتاح الذي قدمه الأخ حبيب زريبي .

 كلمة المطران يوسف بشاره
تكلّم أولاً المطران يوسف بشاره رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية فحيّا غبطة البطريرك صفير على رعايته المؤتمر وهنأ القيمين على الأمانة العامة للمدارس والمديرين والمديرات على إعدادهم لهذا اللقاء التربوي ومشاركتهم في أعماله. واعتبر بشاره ان هناك مجالين " لممارسة ثقافة التغيير والتجدد: مجال مرتبط بالأشخاص ومجال مرتبط بالمناهج. 
على صعيد الأشخاص أي الإداريين والأساتذة، لا بدّ من العمل على اكتساب ذهنية منفتحة متطورة خلاّقة تعيش في بحث دائم عن كل جديد بنّاء يخدم العملية التربوية بكل نواحيها. وهذه الذهنية تنبثق من رؤية واضحة للمشروع التربوي ومن جهود مشتركة، ومن ادارة تتحلى بالإقدام وبُعد النظر واستثمار الطاقات حتى يأتي التطوير والتجدد من فريق عمل مقتنع بجدواه وتنفيذه. وهذا يفترض تحاشي خطرين:
–  خطر الجمود والاكتفاء بما نقوم به. "هكذا تعودنا، فلمَ التغيير؟"
–  خطر السعي المفرط وراء كل جديد مهما كانت الدوافع. وهذا يعني عملياً التنكر لما نقوم به، وكأن لا ثوابت ولا تقاليد في التربية. في أي حال، أظن أن الشرعة التربوية التي وضعتها الأمانة العامة بعد سنوات من درسها مع مسؤولي ومسؤولات المدارس خير دليل يُعتمد في سبيل تجديد مفيد وسليم.
أما على صعيد المناهج، فهناك تجدّد حتمي على المدارس الخاصة أن تسهم فيه حتى يعاد النظر في المناهج التي وضعتها وتضعها وزارة التربية بالتعاون مع مركز البحوث.  وأكد بشاره ان الفعالية المنشودة للتغيير والتجدّد " يجب أن تنبع من هوية مدارسنا المسيحية في أبعادها الثلاثة:
– البعد الانساني الذي يركّز على تنشئة انسان واعٍ وحرّ له شخصيته المميزة.
–  البعد المسيحي الذي يركّز على تنمية الانسان المخلوق على صورة الله. والمثال جسّده يسوع في حياته. انسان
يحترم الآخرين ويتعاون وإياهم لخير المجتمع ولا يتخلى عن القيم الأخلاقية والدينية في حياته وفي معاطاته. –        البعد الوطني الذي يركّز على محبة الوطن بمميزاته، وخاصة الحفاظ على التعددية ضمن الوحدة، وتنمية العيش المشترك. فالتعلق بالوطن والدفاع عنه من المسلمات وإن تطلبت تضحيات".

 وختم بشاره كلمته املاً "أن يكون موضوع هذا المؤتمر منطلقاً لتفكير متواصل في إطار الجماعات التربوية، لأن التجديد المطلوب يتجاوز الأساليب والمناهج ليتناول الانسان المعهودة اليكم تربيته ليصبح انساناً جديداً ومواطناً جديداً محصّناً ليتمكن من جبه المتغيرات التي تعصف بالوطن والمنطقة. ولن يتمّ ذلك إلاّ بالتعاون والتضامن بين المؤسسات التربوية لتوحيد الجهود والرؤية في سبيل بنيان وطن حرّ يليق بأبنائه الأحرار".

كلمة الأب مروان تابت
وتكلم الأب مروان تابت أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان فأعتبر ان عنوان المؤتمر هو استكمال لمؤتمر السنة الماضية حول بناء المواطن، وتساءل عن الأمانة "للرسالة الكنسيَّة الموكولة إلينا في بناء الإنسان، والمواطن وابن الكنيسة. هذه الثلاثية دفعتنا إلى أن ندرك أهمية أن يكون عملنا التربوي فعّالاً بمقدار المسؤولية الملقاة على عاتقنا أمام الله والكنيسة والمجتمع. فمن موقع الجديّة والجودة والتجديد، نطرح السؤال معاً حول مسارنا فلا نغدو نودّع أولادنا يمرّون أمامنا سنة بعد سنة".
وأعتبر تابت أن: "الجديد التربوي الذي نحن في صدده اليوم في مؤتمرنا، يتطلّب ثقافة معيَّنة علينا اكتنازها بالعقل والعلـم والمنـطق والمنـهج الصحيح، وبالبحث معاً بروح كنسـيَّة متضـامنة، فلا نلـعبـنّ مع الوهم، ولا ندَّعِ الكمال، فبين الوهم والكمال، مقبرة المبادرة التي هي أساس كلّ تقدّم، وكلّ تطوّر وكل انجاز. فلنقرأ بوضوح وشفافية واقع مؤسساتنا، على ضوء واقع مجتمعنا وتطلعاته، ولنعمل من أجل مرتجى يحقق تقدمها ويحمل تطويراً من أجل تلميذ أفضل ومواطن حقيقي، هذه هي أهمية مؤتمرنا ومحتواه إذا أردنا أن نتحدث عن انجاز، إنَّه الانجاز الذي أدعوكم اليوم إلى ان نسعى إليه يداً واحدة وقلباً واحداً ومسيرة واحدة يؤسس للعبور السريع من:
–  الارتجال إلى التخطيط،
–   ومن العمل الفردي إلى العمل المشترك،
–   ومن الوهم إلى الواقع،
–  ومن الرتابة إلى الجودة،
–   ومن المفارقات إلى النقد الذاتي،
– ومن الخيارات العشوائية إلى الخيارات الاستراتيجية… و اللائحة تطول…".

وشدّد تابت على ان هذا الانجاز يرتكز على: "التخفيف من الادعاء بأننا الأفضل، والوقوف موقف الجرأة في التعاطي العلمي، التعامل بجديّة مع الواقع لاكتشاف وضعيّة مدارسنا بموضوعيّة، دون التلهي بأمجاد الماضي، أو تناسي جذورنا، التركيز على الأساس، أي التلميذ، وهو محور العملية التربوية، السعي إلى الأفضل، والجودة هي الأفضل بأسمى معانيها، وختم تابت بطرح أسئلة لتكون من ضمن عناوين المشاغل اللاحقة، وهذه الأسئلة هي الآتية: "أية ادارة مدرسيّة فاعلة وفعّالة أمام تنوّع الانتظارات وتعددها؟
أية مشاركة وأي تداول ديمقراطي في مؤسساتنا من أجل عمل كنسي جماعي؟
ما هو سلّم الأولويات والقوانين التي ترعى العلاقات بين الأشخاص داخل مؤسساتنا، وأية قيم ننادي بها ونحياها؟

كلمة البطريرك صفير
وفي ختام الكلمات تلا المطران مظلوم كلمة راعي المؤتمر البطريرك صفير التي جاء فيها: "إن التعليم الديني هو الحافز الأهم لايلاء الكنيسة الكاثوليكية المدرسة الكاثوليكية ما تخصها به من اهتمام. وهذا التعليم يتخذ محل الصدارة في هذه المدرسة. علماً أن جميع المواد التي ينص عليها المنهج هي هامة وجديرة بالاكباب عليها لدراستها وتمحيصها.
التعليم العادي له أهميته، وما من أحد يمكنه انكار هذه الأهمية، ولكن التعليم الديني يرتدي في نظر المؤمن المسيحي أهمية كبرى تفوق أهمية العلوم العادية. هذه ضرورية لكسب العيش اليومي، وذاك ضروري لكسب الحياة الأخرى. وحياة الانسان في دنياه معدودة الأيام، وحياته في العالم الآخر لا نهاية لها. ومن خسر هذه الحياة الباقية، خسرها مدى الأبدية.ولذلك ان المدرسة الكاثوليكية، التي تعتبر كاثوليكية بامتياز، هي تلك التي تعير التعليم الديني والتربية الدينية على وجه الاجمال ما تستحق من أهمية. ولا يجوز أن يعين الوقت الضائع لتلقين الشأن الديني، أو أن يعار أقل ما يعار سواه من مختلف المواد الدراسية من اهتمام. التعليم الدنيوي لا بد منه لشؤن الدنيا، والتعليم الديني لا بد منه لشؤن الدين، وبالتالي للحياة الباقية، وهو في الأساس مبرر وجود المدرسة الكاثوليكية. ولو أعير التعليم الديني ما يقتضي له من اهتمام، لما كنا نرى في بلدنا أمور كثيرة ينهى عنها الدين، ولما كنا نشهد هذا التباغض والفرقة والتشرذم في صفوف اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصةً.
ولكانوا يعملون بوصية المسيح القائلة: "أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم". وتخلل حفل الافتتاح عرض سمعي بصري عن هيكلية الأمانة العامة ونشاطاتها بالاضافة إلى معزوفات موسيقية وترانيم دينية لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة الرائد زياد مراد بالاشتراك مع السيدة كاترين غالي والسيد اندره سويد.

الجلسة الأولىالبروفسور دي لورم: ثقافة التجدد: أسس ومبادئ
وفي الجلسة الأولى التي ادارتها الأخت عفاف أبو سمرا وهي بعنوان: " ثقافة التجدد: أسس ومبادئ"، ألقى البروفسور شارل دي لورم الاخصائي في التطور التربوي من جامعة ليون – فرنسا، المحاضرة الافتتاحية فتوقّف عند الزامية ثقافة التجدّد من أجل نقلات نوعية في الاطار المدرسي وتناول معضلة التجدّد في عالم متغير وفي أزمة، مركزاً على آلية الجودة في الادارة التربوية وعلى المهارات التي على الجسم التربوي التحلي بها لتخطي الرتابة واعتناق "الموضة التربوية"، لأن التنشئة المستمرة والتقويم التربوي والعمل الفريقي والتعبير في هيكلية المؤسسة هي دعائم ثقافة التجدد في مدارسنا التي عليها مواكبة التطور العالمي بأمانة إلى الأهداف التربوية.
وشدّد دي لورم على ضرورة عقلنة الأسس والمبادرات التربوية وأهمية إيضاح أهداف العملية التربوية ووضع الأشخاص في مسيرة ذاتية تقتضي العودة إلى الذاتية الداخلية والتجدّد الروحي.مشاغلوتلا الجلسة توزّع المؤتمرين على 20 مشغلاً للتباحث في موضوع المؤتمر والعناوين التي تمّ طرحها في كلمات حفل الافتتاح والمحاضرة الافتتاحية.
ويتابع المؤتمر يوم غد الاربعاء أعماله فيبدأ عند الساعة الثامنة والنصف بصلاة الصباح يليها عرض عن أجوبة الاستمارات الموزعة سابقاً ثمّ بمداخلات حول قضايا تربوية ثم بمشاغل وبعرض استراتيجية العمل المشترك وتوصيات المؤتمر ومقرراته.

أمانة اعلام المؤتمر- 03.09.2008