مقالات

طرح استاذ اللغة العربية في مدرسة ابني، تساؤلاً مهمّاً أمامي لدى اجتماعي به، جعلني أستغرق في التفكير. قال: تسعون في المئة من المتفوقين الذين يتخرجون على ايدينا هم من الفتيات. أين حضور هؤلاء في الحياة العملية والسياسية والمجتمعية؟ اين تختفي تلك القوة النسائية الأساسية بعد انتهاء مراحل الدراسة؟ السؤال مشروع. ومقلق. لا بل مزعج. فعلاً: كيف "تتبخّر" تلك القدرات الهائلة، ...

عند المسيحيين، الشهداء قديسون، "بواسل" كبار… "اصطبغوا بصبغة المسيح، شربوا كأسه ولبسوا ثياب العرس وتكللوا بالمجد"."الطوبى لهم"، يهتفون في صلواتهم، سائلين شفاعتهم، مكرّمين إياهم، حافظين ذخائرهم. وعند المسلمين، الشهداء هم "امراء الجنة الذين يتميزون بكرامتهم عند الله عن سائر الخلق. والاستمرار في نهجهم والقتال من اجل ما قُتلوا من اجله امانة في الاعناق". من هم هؤلاء الشهداء، عند المسيحيين والمسلمين؟ ...

لا تستطيع الأيام والسنون تغييب جبران تويني وحضوره الساطع وصوته المدوّي، ولا تستطيع ان تحوِّله مجرَّد ذكرى، مجرَّد مناسبة، مجرد احتفال تكريمي ينتهي بانتهاء الكلمات وانسدال الستارة. إنه هنا معنا. هنا دائماً. يتنقَّل بين المكاتب والطبقات والزملاء والزائرين، باسماً، مشجّعاً، مذكِّراً الجميع ان لـ"النهار" رسالة تتجاوز باهتماماتها حدود لبنان وقضاياه الى حدود العالم العربي وقضاياه، الى حدود الحرية في كل ...

لكل احتفالٍ مدى، فهل كل احتفال يـبلُغ مداه؟ وهل لكل احتفال ثقافي حجمُ الحدث الذي يوصل الى غايته التثقيفية؟ أبرزُ أبعاد الحدَث الثقافي أن يكون له دور فاعل في تقارب الحضارات وفتح الحوارات بين تيارات ومعتقدات تكوّن مادة "الفعل الثقافي"، وتصقل ذهن المتلقّي بتقريبه من التفاعل مع الآخر على مساحة مشتركة من العطاء والتلقّي. وهذا المدى الاحتفالي ينبع من جوهر ...

يجب الاعتراف، قبل كل شيء، بأن هذا البرنامج ،"ستوديو الفن"، يحبه اللبنانيون، وهم ينتظرونه باهتمام مساء كل سبت. أحبوه في مطلع السبعينات، واحبوه في 1980. ذلك أن البرنامج على العموم ناجح، ومسلٍّ، والناس في بلادي، في حاجة إلى تسلية، في هذه الأيام التي طعم الخمرة فيها كالعلقم. أنا أحب "ستوديو الفن" للتسلية، ولأنني اعتبره يسدّ فراغاً رهيباً قائماً على مستوى ...

الموت حق، والحياة وقفة عز وشهادة للحق، وقفة عز تحملها رسالة، رسالة النهضة القومية الاجتماعية التي آمن بها هذا الفارس وهذا المناضل وهذا الرفيق وهذا المؤتمن وهذا الصحافي المميز. رسالة نهضة من أجل الانسان، والانسان هنا ليس فرداً او كائناً من اجل ذاته او من اجل مصالحه، او من أجل خصوصياته. ان الانسان قيمة في عرفنا وفي ثقافتنا وفي قناعتنا، ...

في المحطات المفصلية من التاريخ حين يكون الوطن في خطر لا يحق للمثقف الحقيقي ان يقف مكتوفا يتفرج على وطنه تنحدر فيه القيم والمثل العليا التي هي في اساس تكوينه، ولا يحق له ان يتنكر للمقاييس والمفاهيم التي قامت عليها وحدته الوطنية، بل عليه، مرضاة لضميره، ان يشهر سلاح الكلمة حتى لو لم تكن لديه قوة التأثير في تغيير الامور ...

من قال ان صراع القلم مع القنبلة سيتوقف في عالمنا العربي والاسلامي البائس؟ أرى انه سيبقى قائماً ما دامت هناك أنظمة ديكتاتورية تتحكم برقاب الناس والبلاد ويقف في وجهها احرار يؤمنون بحق الانسان في الكرامة والحياة، انهما خطان لا يلتقيان، فالاول سلاحه الرصاص والقنبلة وكتم الانفاس والثاني سلاحه الكلمة الحرة والموقف الجريء والحبر والقلم. من اغتال جبران تويني لم يكن ...

نجوان درويش– لا تعرف مدينة أوسلو، حجم الضرر الذي أوقعته على صورتها «اتفاقية أوسلو» في فلسطين المحتلّة والمنطقة العربية، ليس فقط لدى الجيل الذي عاصرها، لكن ما نخشاه أن أجيالاً جديدة ستواصل المعاناة جرّاء «الاتفاقية» التي وصفها منذ أُعلنت مثقفون فلسطينيون كإدوارد سعيد وهشام شرابي بالكارثة والمأساة. منذ 1993، أصبح اسم أوسلو في أدبياتنا السياسية ـــــ نحن العرب ـــــ رديفاً ...

رغم أن عدد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين المصريين، أي الذين لهم حق التصويت في الانتخابات النقابية، لا يتجاوز ستة آلاف عضو، ورغم أن الانتخابات، في السادس من كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، هي على مقعد النقيب، وليست انتخابات عامة (تجرى انتخابات النقابة على مقعد النقيب ومقاعد المجلس كل أربع سنوات، وعلى مقعد النقيب وحده كل عامين)، إلا أنها تكتسب أهمية ...