أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | «أسرار بيروت»: مذكّرات مدينة على «يوتيوب»
«أسرار بيروت»: مذكّرات مدينة على «يوتيوب»
إحدى حلقات السلسلة بالويب

«أسرار بيروت»: مذكّرات مدينة على «يوتيوب»

على «يوتيوب» و«فايسبوك»، تنشر المخرجة فرح الهاشم حلقات مسلسلها الخاص بالويب، «أسرار بيروت». على قناة «فايوليت سكاي» على «يوتيوب» بلغ عدد حلقات العمل عشر، نُشرَ أحدثها في 4 تمّوز الحالي. إنَّها بتعريف المخرجة مسلسل فيديوهات على «يوتيوب» عن كواليس فيلم «ترويقة في بيروت»، أشبه بمذكّرات ليوميّات شخصيتين رئيسيتين تعيشان في المدينة، هما المخرجة وصديقتها الممثلة ناتاشا شوفاني.
تجربة «أسرار بيروت» غواية مضاعفة. لا نتحدّث هنا عن كلام غريب أو سياقات مشهديّة وحوارية فوق العادة، بل عن شخوص وسرديات مختلفة على طبيعتها، من دون تكلّف أو تجميل. إنّها أيضاً غواية النبرة واللغات التي تتفشى في نفَس المدينة الداخليّ، من خلال لقطات في المقاهي، على الشرفات، على الأرصفة، وفي الشوارع، مشياً أو في السيارة. ذاك الكلام أو الثرثرة تحيل إلى طبائع تشهد تحوّلات عميقة، لا تظهر ربما إلا من خلال هذا النّمط من الهوامش الشخصية سرداً وتذكراً. طبائع تشير إلى اختناقات تعكسها عين إخراجية، كأنّها من أسرار تخاطُبٍ لا يبدو حيادياً مع المدينة من الناحية الوجدانية. اختناقات لا يجوز إغفالها لتكملة المشاهد المدينيّة بصورها وانطباعاتها الكوزموبوليتيّة الكاملة.
في تلك الفيديوهات القصيرة أو كواليس فيلم «ترويقة في بيروت» التي لا يجاوز واحدها الستّ دقائق وبضع ثوانٍ، مشاعر متراكبة. مشاعر تعزّز في مجملها مناخات تجعل من المدينة مساحة ومكاناً عصيّاً على الفهم، ولا يمكن استيعابه.. فضلاً عن قدرة هذا المكان الساحر على تعزيز تناقضات الذات ومفاقمة تقلباتها. المشي الليلي أو السهر أو التعامل مع الوجوه أو تفسير الأشكال والمباني والصداقات… كلّها تجارب تمارس، بقدرٍ ما، غواية وانجذاباً على الخارج الداخل في الدوامة، وهي في نفس الوقت فخّ… إذ يبقى السؤال الأول عمّا إذا كانت تلك الأشياء مفاتيح هذا الشطر من المدينة أو «أسرارها» العامّة أو أنّها فقط تلك الرؤية الحميمة البالغة الخصوصيّة التي تحفزها تجربة تعبّر عن نفسها بهذا الشكل النوستالجي المحفوظ ببساطة عدسة الكاميرا.
بين حفظ شوارع وذكرياتٍ ومطارح داخل عدسة الكاميرا، وإدماج المتلقي في كلام تلقائيّ عفويّ مدينيّ بالغ الدلالة على لسان فرح الهاشم أو بديع أبو شقرا أو ناتاشا شوفاني أو شخصيّات أخرى، يكمن الشغل الرئيسيّ. نعني التعامل مع المدينة من زاوية كونها صلات شائكة ومحدّدة بتفاصيل المتكلمين اليوميّة من خارج النمطيات الكبرى التي تغزو الميديا التقليدية. في الحلقة الأولى مثلاً، يقول أبو شقرا: «كلّ واحد بدّه يحكي عن بيروت، بيحاول يلاقي طريقة يخفي فيها وجعه، يعمل حاله عم يعمل تكتيك، ويسيطر على الأشياء، وأنّه كلّ الأشياء ماشية تمام (…) وكلّ واحد بيجرّب يلاقي تعريف لبيروت بينفهم، ولكن الحقيقة هي مجرّد مدينة. كلّ الناس بيحبوا بيروت، وبيحبّوا يفلّوا منها، بيروت شي ما بيشبه شي».
في مدينة غريبة وشائكة قد تكون مقبلة على جولاتٍ مكرورة ووشيكة من الاحتراب الأهلي، يكون هذا النوع من التسجيل مؤشِّراً توثيقياً من الناحية السوسيولوجية، إذ نرى في عين العدسة التصويرية ومن خلال أنماط الكلام (نبرة أو معجماً)، مادّة غنيّة لدراسة مساحات لا تؤخذ في العادة بالاعتبار، في قراءة مناخات وطبائع المدينة المشرقيّة في حقبة مفصليّة. وهذا، بطبيعة الحال، ما يرتكز عليه ربمّا شغل المخرجة التوثيقيّ.

السفير

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).