أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | أين المسيحية؟ بقلم المطران جورج خضر
أين المسيحية؟ بقلم المطران جورج خضر
المطران جورج خضر

أين المسيحية؟ بقلم المطران جورج خضر

الإسلام دين ودنيا. المسيحية دين في دنيا. هذا الفرق أساسي بحيث ان المسيحي يمكن ان يعيش في ظل أي نظام ويبقى هو هو كأنه غير خاضع أو غير متصل في داخل نفسه بأي نظام حتى انه يقبل باطنياً وليس فقط ظاهرياً بأن يخضع لأي نظام لأنه حر من أنظمة هذا العالم.

النظام الطائفي لا يزعجه إلا بفلسفته من حيث يبدو انه يجعل الله أو شؤون الله من هذا العالم. المؤمن الكبير في المسيحية مع انه يكره النظام الطائفي في السياسة يقبله في التعامل وهو حر منه في داخل نفسه. العلمانية تحرر نفسه ووجوده الاجتماعي من الدمج بين الدين والدنيا وإذا جمع بينهما الإسلام الا انه لا يدمجهما. الإسلام إذا قرأناه جيداً أي في روحانيته الأصيلة. الآخرة في الإسلام لا تعني الأخيرة أو الثانوية. تعني النهائية أو المطلقة. لك أنت في نظام مدني ان تلغي الطائفية لأنك تبنيت الفكرة الأوروبية ان المجتمع لا ينعت بانتمائه الديني لكون الدين عندهم امتيازاً شخصياً. هذا فرضته العلمنة الغربية وفرضت ثقافة ولكن روحيا هذا لا يعني لك شيئاً. أنت تبقى في مجتمع منظم علمانياً مؤمناً ان شئت وهذا عندك الأهم. ويمكن ان يكون المجتمع مؤمناً كثيراً ولو ألغيت فيه الطائفية.

المؤمنون الكبار لا يهمهم انتظام ديانتهم في التركيبة الاجتماعية. همهم ان يكون الله حياة المجتمع. هذا في الأقل موقف المسيحية التي ليس عندها تشريع والفاهمون فيها يعرفون ان فصل الدين عن الدولة يحررهم من عبوديتهم للدولة.
ليست الطائفية من الإنسان. الله في الإنسان.

أيا كان النظام في علاقة المؤسسة الدينية من الدولة المهم ان تعتقد أنت المؤمن انك من الله ولست من الدولة. سهل على المسيحي ان يحس بكيانه الإيماني بالاستقلال عن أي دولة. المسيحيون العرب الفاهمون يعرفون ان الدولة خارجة عن كيانهم الروحي وانهم فيها بسبب من ظرفهم التاريخي. لبعض المسيحيين في لبنان أن يؤمنوا بأن المسيحية دولة. هذا خطأ. هي تعيش في أي دولة. تحيا بربها وليس بالدولة. المسيحية هي التي في قلبك. هي عند المسيحيين بإيمانهم والمحبة.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).