أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | أين نحن من حوار الأديان بعد مرور خمسين عامًا على انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني
أين نحن من حوار الأديان بعد مرور خمسين عامًا على انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني
الكاردينال توران

أين نحن من حوار الأديان بعد مرور خمسين عامًا على انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني

الكاردينال توران يشرح وثيقة Nostra aetata على ضوء التوترات القائمة بين الأديان

ننقل إليكم مقتطفات من المقابلة التي قامت بها آن بنديكت هوفنر مع الكاردينال جان لويس توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان نقلها موقع la-croix وذلك لمناسبة مرور 50 عامًا على المجمع الفاتيكاني وفيها يشرح الكاردينال معنى وثيقة “Nostra aetata”(في عصرنا) على ضوء التوترات القويّة القائمة بين الأديان.

نحن نحتفل اليوم بالعيد الخمسين للمجمع الفاتيكاني الثاني حول انفتاح الكنيسة مع “الأديان غير المسيحية“. كيف يمكن أن نفهم هذه الدعوة اليوم الموجّهة إلى الأخوّة الجامعة في عالم متنازع؟

الكاردينال جان لويس توران: إنّ هذا العيد هو مناسبة تذكّرنا بالحداثة الجديدة لِ “Nostra aetate: للمرّة الأولى، اعترفت السلطة التعليمية بأجزاء الحقيقة الموجودة لدى الأديان الأخرى. من هنا، أكّدت الكنيسة أنّ كل الرجال والنساء هم مرتبطون بهذا السموّ وبأننا مع أديان أخرى نعبد الإله نفسه حتى لو أنّ لدينا أساليب أخرى من أجل الصلاة. فإن آمنّا جميعًا بأننا نحن مخلوقات كعائلة لا يمكننا أن نكتفي بالتسامح فحسب: علينا أن ننتقل من التسامح إلى الحب. من هنا الأديان هي داعية للأخوّة.

كيف يمكن للكاثوليكي أن يجاهر بإيمانه بالمسيح الذي هو “الطريق والحق والحياة” وأن يعترف بهذه الأجزاء من الحقيقة؟

نحن الكاثوليك نملك الحقيقة إنما نحن بحاجة كل يوم لكي نواصل جهدنا. علينا كلّنا أن نرافق الحوار بين الأديان فنحن حجّاج سائرون نحو الحقيقة. يجب أن نتذكّر دائمًا أنّ الحوار بين الأديان هو حوار بين مؤمنين وليس بين الأديان. علينا أن نصدّق هذه الحقيقة وفي كل يوم تتكرّر المهمّة.

إذا نظرنا إلى العالم، يبدو لنا بأنّ الأديان تؤول إلى الحرب…

يمكن للبعض أن يشعر بذلك بسبب وجود أقليّة مسلمة تخون ديانتها. إنما الحروب التي تدور حاليًا ليست حروب أديان فالدين هو جزء من الحلّ.

أين نحن من الحوار اليوم؟

إنّ الجوّ الحالي السائد في الشرق الأوسط يشكّل تحديًا أمام الحوار بين الديانات. أرى أنّه يوجد كاثوليك يخشون الإسلام في حين أنهم لم يقابلوا يومًا مسلمًا ولم يقرأوا أبدًا القرآن. لذا فهم ينتقدون الحوار الذي نقوم به بأنه غير مبني على القوانين أو بعيد عن ما يجري في الشارع… ربما هذا صحيح إنما حوارنا مع نخب الأديان المختلفة حمل بعض الثمار. من هنا، عندما ذهبت إلى إيران في العام الفائت، سمعت بعض المتحدثين يقولون بأنه “لا يوجد تعارض بين الإيمان والعقل” أراد أصدقاؤنا الإيرانيون أن يترجموا تعليم الكنيسة الكاثوليكية إلى اللغة الفارسية بهدف معرفته أكثر. في العراق ومصر ولبنان وحتى في بعض بلدان الخليج، اتُخذت بعض المبادرات. فوسط الظلمة نجد النور أيضًا!

كيف ترون المستقبل؟

لقد دخلنا في عالم جديد، لا أحد يعلم إلى أين سنصل فعليًا. في خضمّ هذه المرحلة الصعبة، على المسيحيين أن يتحلّوا بشجاعة التمييز مكوّنين فكرة واضحة عن إيمانهم، يمكنهم أن يقوموا بحوار مع مؤمنين آخرين. أنا أؤمن أيضًا بدور المدرسة والجامعة: إنّ المؤسسات الكاثوليكية الموجودة في كل أنحاء العالم، لديها مهمة أساسية في هذا الشأن. وكذلك، علينا أن نعمل في لاهوت الأديان. لأسباب واضحة، نحن رهائن التوترات الصادرة عن الإسلام إنما من واجبنا أيضًا أن نستعلم عن الأديان الأفريقية أو الآسيوية، عن البوذية والكونفوشسية… من الضروري اليوم أن يفهم الرجال والنساء بأنّ المستقبل لا يكمن بقتل بعضنا بعضًا إنما برؤية ما يمكننا أن نعمل معًا.

***

نقلته إلى العربية (بتصرّف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).