أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الاب الراعي حاضر عن تحديات الفكر الديني في العالم المعاصر في منتدى الأربعاء
الاب الراعي حاضر عن تحديات الفكر الديني في العالم المعاصر في منتدى الأربعاء
الاب الراعي حاضر عن تحديات الفكر الديني في العالم المعاصر في منتدى الأربعاء

الاب الراعي حاضر عن تحديات الفكر الديني في العالم المعاصر في منتدى الأربعاء

حاضر أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الأب الدكتور باسم الراعي، عن “تحديات الفكر الديني في العالم المعاصر”، بدعوة من منتدى الاربعاء في مؤسسة الامام الحكيم، في حضور جمع من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية.

قدم اللقاء وأداره المحامي بلال الحسيني. ثم تحدث الاب الراعي عن تحديات الفكر الديني في ثلاثة أزمنة: الزمن المعاصر، وزمن ما بعد العصرنة، وزمن ما بعد الدهرنة.

وقال: “شهد الزمن المعاصر سيطرة العقل، لا سيما العقل الوسائلي. ومن نتائجه على الدين: الإلحاد النظري والعلمي وسيطرة الدهرنة. وتتمثل هذه التحديات بنقد الدين على ثلاثة مراحل: الأولى، الربوبية والتي تعترف بإله يضمن عمل النظام، لكن لا صلة لها بالوجود. الثانية، نقد الدين باعتباره وهما. الثالثة، نقد الدين باعتباره عائقا للحرية.
وقد رد الدين على هذه التحديات بالدفاع عن وجود الله وموقعه في الحياة.. لكن، عندما تحصنت المؤسسة الدينية بالموقف الكلاسيكي، خسرت الرهان في أماكن كثيرة”.

اضاف: “في زمن ما بعد العصرنة، ولدت نتائج الثورة الصناعية الشك بمطلقية العقل، وأعادت السؤال عن ضرورات العودة إلى المعايير. وظهرت في هذا الزمن مقولة “عودة سلطة التقليد”، أي البحث عن مصادر حكمية، لكن من دون المس بالدهرنة. فكان الدين واحدا من المصادر المطروحة. أما التحديات التي تواجه الدين في هذا العصر فتتمثل بـ: “نعم” للدين، لكن لا سلطة له على الواقع، حيث ان الدين مصدر اختياري. وكان جواب الدين عن هذه التحديات بأن حاول الخروج من القوقعة إلى الحوار مع المعاصرة”.

وتابع: “زمن ما بعد الدهرنة، هو زمن العولمة وتغيير مفهوم الحدود والعلاقات الدولية، وزمن تحرك الشعوب. وكان من نتائجه تداخل الحضارات على أرض واحدة بشكل يعيد خلط الأوراق على مستوى تأسيس المجتمعات والشعوب، فسقط مفهوم الـ”نحن” الموحدة التي كانت قد صنعتها القومية، وصار البحث اليوم عن “نحن” ومفهومها أن التعدد وحدة في التنوع.
وتتمثل تحديات الدين في هذا الزمن بعامل الهوية من دون أن تقود إلى التعصب والعنصرية، بل تكون عامل سلام، وذلك بأن يكون خطاب الدين شريكا في قيام وحدة تقوم على الاعتراف المتبادل. وكان جواب الدين عن هذه التحديات، بأن يتضمن الخطاب الديني شؤون العالم من إنسانية وبيئية ومشاكل الوحدة والتنوع، من خلال تكيفه مع منطوقات الدهرنة.

ولخص الأب الراعي نتائج تحديات الفكر الديني، كالآتي: ضرورة الاعتراف بسلطة العلوم، التحول نحو التعددية، التحول نحو المعايير لا إلى المنهى عنه والمباح.

وخلص الى القول: “يواجه شبابنا اليوم، حتى المتدينين منهم، إشكالية تكمن في أنهم يعيشون ازدواجية في المدرسة والجامعة، فهم ينتمون إلى عالم يطرح أسئلة أو ربما يقدم معادلات تؤدي من حيث لا يدرون إلى ترسيم حدود داخلية بين وعيهم الديني ووعيهم العلمي. وفي مجتمع الاستهلاك الذي نعيش فيه، تتسلل هذه الأفكار بشكل أنهم يعيشون حضارة لا دينية في قالب إنسان متدين. وهذه القضية حساسة جدا، وخصوصا للمؤسسة الدينية التي تتعامل في الكثير من الأوقات مع هذه الظواهر باللجوء إما إلى تعميم خطاب يدين وينحو نحو أصولية غير متبصرة كفاية؛ أو باستعمال أدوات القمع التي لا تمتلك اليوم فعالية كبيرة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. والحل لهذه الإشكالية يكمن في أن يدخل الدين مرحلة تفسير ونقد ذاتي، أي أن يأخذ مسارا انتروبولوجيا لا ميتافيزيقيا حصريا، وذلك كي يتمكن من إثبات حاجته للانسان وحاجة الإنسان إليه، لأن الحضارة المعاصرة أقوى بكثير من أن يستطيع الدين الإمساك بمفاصلها وتأثيرها، إذا بقي على استراتيجياته وطرقه القديمة. وعليه ينبغي أن يعنى الدين بأسئلة المعنى التي غالبا ما يكون شبابنا ضحاياها من دون أن يعرفوا ذلك، لأن حضارة الاستهلاك تعمل على الدوافع البسيكولوجية المحركة للإنسان وهذه أعمق بكثير من أن نتعامل معها من منطلق الأدلجة أو القمع”.

ثم جرى حوار بين الأب الراعي والحضور.

وطنية

عن ucip_Admin