أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | البلمند – سوق الغرب تطلق اليوم اسم توفيق عساف على إحدى قاعاتها الحلبي: مثال يُحتذى للطلاب لأنه أطلق مبادرات تنموية
البلمند – سوق الغرب تطلق اليوم اسم توفيق عساف على إحدى قاعاتها الحلبي: مثال يُحتذى للطلاب لأنه أطلق مبادرات تنموية
جامعة البلمند في سوق الغرب

البلمند – سوق الغرب تطلق اليوم اسم توفيق عساف على إحدى قاعاتها الحلبي: مثال يُحتذى للطلاب لأنه أطلق مبادرات تنموية

دعت جامعة البلمند الى حفل افتتاح “قاعة توفيق سليمان عساف” ظهر اليوم السبت في حرمها الجديد في سوق الغرب. وللمناسبة كتب القاضي عباس الحلبي عن الراحل معدداً ماثره في القطاعات المختلفة، كمثال يحتذى للطلاب في التطلع الى مستقبل افضل.
تضمن خطاب القسم الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية فقرة تتصل بضرورة تطبيق اتفاق الطائف، وربما كانت هذه إشارة محمودة من العهد في بداياته لإعادة الاعتبار إلى هذه الوثيقة التي أنهت الحرب الأهلية وأرست قواعد الدولة المدنية الحديثة، وكانت أحد شهود ولادتها. ولا بد من استذكار الذين عملوا على إنجاز هذه الوثيقة وعانوا تداعيات عدم تطبيقها، أو تطبيقها المجتزأ والمشوّه، وفي طليعتهم المرحوم النائب والوزير السابق توفيق عساف ومؤسس بنك بيروت والبلاد العربية، المصرف الذي يحتفل هذه السنة بيوبيله الستين.
وقد أثارت فيّ هاتان المناسبتان – الاحتفال وخطاب القسم – ذكرى المؤسس للمؤسسة المصرفية العريقة وذكرى من عمل على ولادة هذه الوثيقة الوطنية التاريخية. وهو ذلك الرجل العصامي الذي تحلى بصفات كثيرة وأنعم عليه الله سبحانه وتعالى بالكثير من المزايا والسجايا. بعض الناس يتذكرونه سياسيا ونائبا وبعضهم اقتصاديا وصناعيا، إلا أن سيرته العطرة كانت شاملة كاملة لكل نواحي الحياة المعاصرة.
عصامي لأنه انطلق من بيئة بسيطة لكنها غنية بالقيم والمثل “والجودة”، وخاض غمار الاغتراب الذي أمضى فيه نحوا من ثلاثة عشر عاماً. لم تصرفه أعماله عن تعاطي شؤون وطنه الصغير لبنان ووطنه العربي الكبير في حمل قضاياه العادلة. عاد إلى لبنان وكان يمكنه استثمار جنى العمر للربح السريع، كالعقارات مثلاً، في وقت كانت أسعارها تغري للاستثمار، إلا أن حسه الوطني ورؤيته الثاقبة والبعيدة المدى أملت عليه الانخراط في إقامة المؤسسات المصرفية والصناعية والإعلامية والسياحية والعقارية والبيئية، ليفسح في المجال أمام توفير فرص العمل لجيل كامل. وساهم بعمله الدؤوب وسهره الدائم في نشأة جيل كامل من المصرفيين والصناعيين والإعلاميين، فسواهم ممن لم تتح لهم بدون المؤسسات التي أنشأها الفرصة لإثبات النفس والقدرة وكسب المعرفة (Know How). وقد شكل في مراحل الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات، الى تاريخ رحيله، أحد أعمدة الاقتصاد الوطني اللبناني الذي كان في مرحلة التحول من مجتمع زراعي ويدوي بدائي إلى إطلاق المبادرات التي أرست قواعد الاقتصاد الحديث وإقامة المؤسسات، فساهم في التنمية المستدامة وإطلاق عجلة المشاريع في كل الميادين. وميله الدائم إلى الصناعة اللبنانية جعله مؤسساً وزارة الصناعة والعديد من الصناعات اللبنانية المزدهرة.
رافقته منذ تأهلي بكريمته وربطتني به علاقة محبة وود واحترام حتى قبل نشوء العلاقة العائلية، نظراً الى انخراطي المبكر في القضايا العامة والسياسة، فضلاً عن الاقتصاد والتنمية.
في السياسة كنت مستشاره الأقرب في حله وترحاله، متوقفا بصورة خاصة عند مرافقتي له في اجتماعات الطائف التي أنتجت وثيقة الوفاق الوطني، فشهدت سهره ودأبه على معالجة القضايا، كبيرها وصغيرها، وكيف كان متهيباً أنه يضع مع رفاقه وفاقاً لبنانياً جامعاً. كان من لجنة العتّالين كما سمّاها دولة الرئيس حسين الحسيني، أي من الساهرين على الحوار والاستماع إلى الآراء المختلفة، وكانت جرأته مضرب المثل في تعرية السلبيات، ولكن كان دوماً يفكر في الإيجابيات. حتى ليلة إقرار الوثيقة شهدت معاناته لكي يجمع في موقفه رغبته في إنهاء الحرب وتحقيق الوفاق والتحفظات التي كانت له وللفريق السياسي الذي يمثله عن بعض بنود الوثيقة. خلال إقامته في الطائف تحلّق حوله العديد من زملائه وأعضاء اللجنة الثلاثية العربية، ورغم تعبه ومعاناته الصحية كان شديد العزم على الاستمرار لتأدية الواجب والرسالة.
كان للراحل الكبير خبرة في معرفة الناس، فكم من شخص أوصلته فراسته ومعرفته به إلى التقدم والبحبوحة.
نجاحاته كثيرة لعل أبرزها العائلة التي رباها ورعاها: الصغرى بأولاده الناجحين المستمرين على خطاه في إدارة مؤسساته والذين أنشأوا مركزاً ثقافياً في مسقط رأسه عيتات، تنفيذاً لوصيته في إقامة هذا المشروع الثقافي الحضاري في الجبل في منزل والديه، وافتتاح قاعة احتفالات في جامعة البلمند في سوق الغرب تحمل اسمه تخليداً لذكراه، عدا عن العديد من المشاريع الخيرية في مستشفى عين وزين وسواها، وعائلته الكبرى بالموظفين والعاملين في مؤسساته وحدبه عليهم ورعايته لهم، فكان لهم الأب المتفهم والمساعد والمدافع والمشجع، من هنا استحق بنظري مقولة إن توفيق عساف كان رجلاً بألف رجل، وكم من الرجال يمرون بلا عداد.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).