أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الحبّ بين النظرة السطحيّة الضيّقة وبين النظرة العميقة لاهوت الحبّ والزواج (1)
الحبّ بين النظرة السطحيّة الضيّقة وبين النظرة العميقة لاهوت الحبّ والزواج (1)

الحبّ بين النظرة السطحيّة الضيّقة وبين النظرة العميقة لاهوت الحبّ والزواج (1)

تزامــــنا مع إنطلاق سينودس الأساقفة حول ” العائلة ” ، والتحدّيات التي تواجه الأسرة والعائلة والزواج ، وأيضا الحب ؛ فلا يمكننا الفصل بين مواضيع العائلة والزواج عن الحبّ ومعناهُ العميق . هذا السينودس الذي دعا فيه قداسة البابا فرنسيس آباء الجمعيّة إلى طلب نعمة ” الإصغاء ” للروح القدس . كما دعا أيضا المشاركين ليكونوا مستعدّين لمواجهة صادقة ومنفتحة وأخويّة.

لهذا ، كان لا بدّ أن ننشرَ مقالات ٍ حول ” لاهوت الحبّ والزواج ” . وسأركّز أوّلا حول الحبّ وركائزه ومعناه بعيدًا عن الفلسفة المملّة والتعابير اللاهوتيّة الصعبة _ التي وإن كانت ، بعض الشيء موجودة – لكنّني سأحاول أن أبسّط الأمور وأجعل الموضوع ” واقعيّا ” أكثر . وسأبيّن أيضا : بين ما هو من الحبّ ، وما هو ليس من الحبّ ؛ أي الصيغة السلبيّة له : الإعجاب والغرام والهيام . كثيرةٌ هي الشروحات والمقالات التي تطرّقت لموضوع الحبّ والعلاقات التي هي ، في ذات الوقت ، متشعّبة ومعقّدة .

ونحنُ هنا ، إنطلاقا من تعاليم الكتاب المقدّس والكنيسة الرسوليّة الجامعة ، لا يمكننا أن نخرج عن هذه التعاليم ونكوّن أفكارًا عشوائيّة مهزورة ترضي الغرور فقط والمصلحة الشخصيّة.

وبما أنّ موضوع الحبّ والعلاقات ، يشملُ أيضا ” الزواج ” ، فسنتتطرّق للاهوت الزواج المسيحيّ أيضا .

كمقدّمة بسيطة:

يدّعي علماء البيولوجيا الملحدون ، أنّ الحبّ هو عمليّة محض كيمائيّة ، يمكنُ وصفها بأنها ” خدعة مدبّرة ” أو ” فخّ ” نصبته الطبيعة لتأمين الإنتاج التوالديّ وديمومة حياة الأجناس ، وهذه العمليّة هي قدريّة بيولوجيّة محدودة الهدف ، يتفاعل خلالها العقل مع الطبيعة لكي يطيل عمر هذا الحبّ .

أما الأب اللاهوتيّ والعالِم تيلار دي شاردان فيقولُ : إنّ للحبّ وجهان يتحدّد من خلالهما علاقة الإنسان بالله ، مصدر الكائنات وعلاقته بنظيره الإنسان . ولهذا التفسير وجهين : الحبّ الكونيّ و الحبّ الزواجيّ والجنس . فالحبّ الكونيّ : إنّ الإنسان هو ابن الكون وابن الله على السواء . وشريعة الحبّ هي التعبير عن القدريّة الكونيّة التي لا تتوقّف عن بناء العالم . إنها الشريعة الأمّ (Matrice) التي تخترق التشريعات كافّة ؛ لإنها تعطي المادّة لونها ، وطعمها . ولإنّ الحبّ كان مُبعَدا عن تركيبة العالم ، علينا واجب إتخاذ القرار أن نعترف بإنّ الحبّ هو ” طاقة الحياة ” الأساسيّة ، والمكان الطبيعيّ حيث يمكنُ حركة التطوّر التصاعديّ أن تستمرّ .

وفي كتاب ٍ عن الجنس ، يتخذ تيلار دي شاردان مواقف ثوريّة بارزة أهمّها ، قوله بأن لا تناقض بين العلاقة الجنسيّة والعلاقة الروحيّة . ويلاحظ أنّ الكثير من الديانات تعتبر التغلّب على الجاذبيّة الجنسيّة على الروح فيقول : هناك إعتقاد بإنّ العلاقات الجنسيّة – في الزواج طبعًا – هي ملطّخة برواسب السقوط والخطيئة والتلوّث …. وأنّ الجنس هو خطيئة ؟

هذه المعتقدات ، يقول دي شاردان ، لا أساس لها في المسيحيّة ، إذ يمكن أن يعاش الجنس وأن يكون سبيلا إلى الإرتقاء الروحيّ .

يتبع

بقلم عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).