أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي في افتتاح مؤتمرالتعليم الكاثوليكي والفرنكوفوني في الشرق الادنى والاوسط:العلم والثقافة هما ثروة لبنان الطبيعية
الراعي في افتتاح مؤتمرالتعليم الكاثوليكي والفرنكوفوني في الشرق الادنى والاوسط:العلم والثقافة هما ثروة لبنان الطبيعية
جمعية الكشاف الماروني أقامت عشاءها السنوي برعاية الراعي

الراعي في افتتاح مؤتمرالتعليم الكاثوليكي والفرنكوفوني في الشرق الادنى والاوسط:العلم والثقافة هما ثروة لبنان الطبيعية

أفتتحت مؤسسة “l’oeuvre d’orient” الفرنسية والامانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان مؤتمر”التعليم الكاثوليكي والفرنكوفوني في الشرق الادنى والاوسط، تحديات وحلول” في قصر المؤتمرات في ضبيه.

وحضر الافتتاح ممثل رئيس الجمهورية وزير الدولة لشؤون الفساد نقولا تويني،البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وزير التربية مروان حماده، السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه،القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس، رئيس المؤسسة المونسنيور باسكال كولنيش، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية بطرس عازار وعدد كبير من المطارنة والاساقفة من لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين.

بداية القيت صلاة على نية المدارس الكاثوليكية ثم عرض فيلم وثائقي عنها تناول تاريخها ودورها في لبنان وسوريا والعراق ومصر وتركيا في تربية الأجيال من كل الطوائف والمذاهب، برغم الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها هذه الدول وتحديدا سوريا(حلب، دمشق وغيرهما).

كولنيش
ثم تحدث المونسنيور باسكال كولنيش المدير العام لمؤسسة l’oeuvre d’orient فاشاد بالمؤتمر والجهود التي بذلت من اجله، معتبرا “ان الظروف في المنطقة قاسية، ذلك ان الحروب القوية انتجت عائلات مشردة واناسا بدون منازل وازمات اقتصادية ضربت الحجر والبشر والمدارس الكاثوليكية كانت شاهدا على كل هذه المأساة التي تكبر يوما بعد يوم ولا تنتهي،أما في لبنان فمنذ العام 1860 حتى اليوم تابعت مدارسنا رسالتها في نشر الفرنكوفونية،قوة تمسكتم بالقيم التي تعلمتموها منها من الحرية والعدالة والأخوة وزرعتموها أينما وجدتم وتمسكتم بها إلى أقصى الحدود، ذلك ان الانكليزية مهمة لكنها لن تكون وحدها لغة العالمية،الفرنكوفونية تخطت فرنسا وانتشرت وما زالت تنتشر رغم كل شيء رغم كل المصاعب المالية والاقتصادية وحتى السياسية.ان المدارس الكاتوليكية كما الإنسان، عليها ان تضحي من أجل بقائها ومن أجل الخدمة التي تشكل صلب رسالتها.

الهيدا
بعده كانت كلمة شهادة للديبلوماسية العراقية مهى مجيد الهيدا تناولت فيها علاقة بلادها بفرنسا على مدى السنوات، حيث ساهمت فرنسا فن خلال مدارسها بنشر المدارس الكاثوليكية، التي ادت دورا في نشر اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية لدى الشعب العراقي.

فوشيه
ثم تحدث السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي نقل للمؤتمر ومنظميه تمنيات الرئيس ايمانويل ماكرون بالتوفيق، واذ شكر “المنظمين المهتمين بنشر الفرنكوفونية في الشرق حيث هناك علاقات مميزة مع مسحييه الذين يعانون ظروفا صعبة”،أكد ان “فرنسا تتحرك في كل الاتجاهات ضد العنف لتأمين العدالة وحقوق الإنسان في الدين والعيش الكريم في منطقة متنوعة على كل المستويات”، مشددا على “ان صداقة فرنسا مع مسيحيي الشرق وشعوبه علاقة اهتمام، والمدارس المسيحية في لبنان والمنطقة حملت رسالة التنوع والفرنكوفونية لطلاب مسيحيين ومسلمين، وفرنسا ما زالت مهتمة بهذا الموضوع الذي يهتم به مؤتمركم إلى أقصى الحدود.

حمادة
وقال وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده “الفضاء الفرنكوفوني يشكل بالنسبة إلينا في لبنان، وللدول المنضوية ضمن المنظومة الفرنكوفونية العالمية، مظلة تجمع شعوب العالم من الدول والقارات كافة، ضمن منظومة قيمية تتآلف في ظلها الثقافات وتتمازج الحضارات، وتتواصل الشعوب بلغاتها الأم بالموازاة مع اللغة الفرنسية الراقية والغنية.

وفي هذا الإطار الغني ادت المدارس الكاثوليكية دورا بالغ الأهمية قبل تأسيس لبنان الكبير بسنوات طويلة، ونشرت التعليم باللغة العربية واللغة الفرنسية على السواء، ورسخت من خلال التعليم الجيد مفاهيم الحرية والعدالة والإنفتاح على المجموعة الفرنكوفونية وعلى دول العالم وشعوبها قاطبة.

وإذا كنا نريد أن نتعمق في أوضاعنا الراهنة،اكان ذلك في لبنان أو في الشرقين الأدنى والأوسط، من منظار المدارس الكاثوليكية والتعليم الكاثوليكي، والعلاقة مع الفرنكوفونية، فإننا نجد أنفسنا أمام تحديات جمة، لكننا لسنا أمام أفق مغلق، مهما بلغ حجم التحديات”.

اضاف:”نحن في لبنان لطالما اعتبرنا أن الفرنكوفونية واللغة الفرنسية كأداة للتواصل والتخصص والعمل، هي منصة للانفتاح والترقي، سيما وأن التعليم الكاثوليكي يقدم رسالة التعليم إلى جميع المتعلمين من كل العائلات الروحية المسيحية والإسلامية على اختلاف المذاهب واللغات المحلية وغيرها. وقد يكون زحف التكنولوجيا ووسائط التواصل زاد من استخدام اللغة الإنكليزية في التعليم وسوق العمل، لكننا بعد سنوات طويلة من الخبرة في التعليم، نؤكد أن تأسيس الأولاد منذ مرحلة الروضة حتى نهاية التعليم الأساسي أو الثانوي، يمكنه أن يمنح المتعلمين القدرة الكافية على أن يكونوا متمكنين من اللغة العربية واللغة الفرنسية واللغة الإنكليزية في آن.

هذا التمايز في امتلاك اللغات الثلاث قد أتقنه التعليم الكاثوليكي وتطور ذلك إلى المدارس الأخرى غير الكاثوليكية وإلى المدارس والثانويات الرسمية في وقتنا الراهن.

إن التحدي اللغوي لا ينحصر باللغة الإنكليزية التي يزداد انتشارها، إنما يصيب اللغة العربية الأم في الشرق الأوسط والشرق الأدنى، كما يصيب اللغة الفرنسية في دول المجموعة الفرنكوفونية لجهة انحسار التوجه نحوها في سوق العمل أو في التخصص”.

وتابع حمادة “الإنتاج الثقافي الفرنكوفوني والروحي والأدبي والعلمي والفني والقانوني، هو إنتاج تاريخي يشكل إرثا عظيما حفظته المؤسسات الكاثوليكية الروحية والتربوية والجامعية، وشكل على مدى سنوات التاريخ القديم والمعاصر نواة نشوء دول وانتشار ثقافات وحضارات ، ونحن مدينون لهذا التاريخ الغني المستمر فينا وفي الأجيال المتنوعة الثقافات والأديان والتي يشكل المجتمع المدني اللبناني الغني نموذجا عالميا لعيشها معا.

فالتحدي الذي يواجهه التعليم الكاثوليكي في هذه المنطقة التي شهدت مؤخرا حركات متطرفة خاضت حروبا ونزاعات على خلفيات عقائدية ودينية تم توظيفها للسيطرة على مقدرات بلدان المنطقة وإضعاف بنية الدول وتغيير حدودها، يبقى تحديا وجوديا ماثلا أمامنا، وقد حدث مثله في محطات عديدة في التاريخ، غير أن الضمائر الواعية والبعيدة النظر في هذه الدول والمناطق، تمسكت في كل مرة بمؤسسات التعليم الكاثوليكي العابرة للجغرافيا وللطوائف، وذلك لحاجتها إلى إعادة استنهاض طاقاتها، وتمكين مواردها البشرية من معاودة الدراسة لتعيد إلى البلدان المتورطة في الحروب الأمل ببناء غد أفضل، وتكوين مواطنين يحترمون القانون ويسهمون في تعزيز مناعة أوطانهم، عن طريق بناء المواطنة الصحيحة.

إنها مناسبة لتوجيه الشكر والتقدير والتعبير عن المحبة والإحترام لشخص صاحب الغبطة الكاردينال بشارة الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة ، على رعايته المدرسة الكاثوليكية وترسيخ القيم الروحية والوطنية في الناشئة.

كما أنها مناسبة لشكر وتقدير الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار الذي نتعاون معه ومع العائلات التربوية من الطوائف كافة من خلاله لحل معضلة رواتب المعلمين وانعكاسها على الأقساط”.

وختم:”أشكر جميع الضيوف والمحاضرين وعلى رأسهم السفير الفرنسي برونو فوشيه، والمدير العام لجميعة أعمال الشرق المونسنيور باسكال غولنيش، كما أشكر جميع المحاضرين والتربويين وجميع الذين أسهموا في إنجاح هذا المؤتمر”.

الراعي
وقال البطريرك الراعي في كلمته ان “المدرسة الخاصة باتت في مواجهة خطيرة مع المعلمين الذين يطالبون بتنفيذ القانون 46 ودفع رواتبهم كاملة بموجبه، وينذرون باضرابات في شهر أيار تعطل السنة الدراسية، ومع أهالي الطلاب الذين يرفضون أية زيادة على الأقساط”

وقال: “بسعدني أن أشارك باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، في افتتاح هذا المؤتمر الفرنكوفوني، الذي ينعقد بمبادرة من المونسنيور Pascal GOLLNISCH، المدير العام لمؤسسة L’OEUVRE D’ORIENT، بموضوع: “تحديات وتطلعات المدارس الكاثوليكية الفركوفونية في الشرق الأدنى والأوسط”. باسم المجلس نشكر على المبادرة الكريمة، وعلى مداخلات المشاركين، وتحملهم مشقات السفر. وهذا دليل محبة واهتمام بمدارسنا الكاثوليكية الفرنكوفونية في هذا المشرق، وعلامة تضامن معها وتقدير لرسالتها. وقد خرجت أجيالا وأجيالا بثقافة عالية وحضارة فرنكوفونية غنية بالعلم والقيم ومبادئ الحداثة والنمط المنطقي في التفكير”.

أضاف: “سنستمع في المداخلات إلى تحديات وتطلعات هذه المدارس التي تتأثر إلى حد بعيد بالأوضاع الراهنة في هذه البلدان التي تطغى عليها حروب وتدمير وتهجير واعتداءات وقتل وعنف وإرهاب. أما في لبنان، فالمشكلة من نوع آخر وتنذر بخطر إقفال العديد من مدارسنا الكاثوليكية، وربما معظمها، وبخاصة تلك المجانية، بسبب القانون 46/2017 الذي أصدره مجلس النواب في 17 آب الماضي، ويختص بسلسلة الرتب والرواتب. وجاء من دون دراسة علمية ودقيقة وأرهق المدرسة الخاصة بزيادات مرتفعة للغاية في رواتب المعلمين، وليس بمقدور أية مدرسة أن تتحملها، لكونها تقتضي بالمقابل زيادات باهظة في الأقساط المدرسية، وليس بإمكان أهالي الطلاب تحملها، ذلك ان الطبقة المتوسطة في لبنان شبه تلاشت، وأصبح ثلث الشعب اللبناني تحت مستوى الفقر، والدولة مرهقة بالدين العام والعجز المالي، والحياة الاقتصادية مشلولة، وثلاثون بالمئة من القوى اللبنانية الحية والمنتجة في حالة بطالة.

وأصبحت المدرسة الخاصة في مواجهة خطيرة مع المعلمين الذين يطالبون بتنفيذ القانون 46 ودفع رواتبهم كاملة بموجبه، وينذرون باضرابات في شهر أيار تعطل السنة الدراسية، ومع أهالي الطلاب الذين يرفضون أية زيادة على الأقساط، بل وعدد كبير منهم لا يسدد الأقساط الحالية، ما يجعل المدرسة عاجزة عن دفع رواتب المعلمين، ومرغمة على إقفال أبوابها”.

وأكد الراعي أن “اتحاد المؤسسات التربوية والخاصة، يطالب الدولة أن تتحمل العبء مع المدرسة: فهذه تتحمل السلسلة وفقا للجدول 17 المضاف إلى القانون 46، فيما الدولة تمول الدرجات الاستثنائية الست. إن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يدعم هذا المطلب، على أساس مبدأين وهدف:

المبدأ الأول: المدرسة الخاصة هي ذات منفعة عامة، تماما مثل المدرسة الرسمية، وبالتالي يجب على الدولة دعمها ماليا.

المبدأ الثاني: التشريع يستوجب التمويل. فكما تشرع الدولة وتفرض رواتب وأجور على المدرسة الخاصة، كذلك عليها أن تساهم في تمويلها.

أما الهدف: فحماية التعليم النوعي الذي تقدمه المدرسة الخاصة، كما يعرفه كل اللبنانيين، وحماية النظام التربوي في لبنان”.

وجزم أن “العلم والثقافة هما ثروة لبنان الطبيعية. ولذلك، يضحي الأهل بالكثير من مالهم لكي يؤمنوا لأولدهم أفضل علم وأوسع ثقافة. والتاريخ شاهد على المستوى العلمي في لبنان، وعلى براعة اللبنانيين العلمية الخلاقة في مختلف الميادين، أكانوا في لبنان أم في أي بلد آخر”.

وختم: “إن العناية بتأمين التعليم النوعي والثقافة الواسعة والتربية المسيحية في مدارسنا الكاثوليكية هي من تقليد الكنيسة المدعوة لأن تكون مربية الأشخاص والشعوب، بحيث تجعل منهم مسيحيين ناشطين، وشهودا للانجيل، ومواطنين مسؤولين، كما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي: “رجاء جديد للبنان” (الفقرة 106).
نأمل أن يبلغ المؤتمر مبتغاه، راجين له تمام النجاح لخير المدرسة والأجيال الطالعة والأوطان”.

التويني
وأخيرا تحدث ممثل رئيس الجمهورية الوزير نقولا التويني فاكد “فوائد المؤتمر في هذه الظروف صعبة، متمنيا له التوفيق باسم الرئيس، كما ركز على دور المدارس الكاثوليكية في تربية الأجيال اللبنانية من كل الطوائف، وهو ما جعل هذا البلد مميزا على الصعيدين الثقافي والاجتماعي، خصوصا وإن اللغة الفرنسية كرست التنوع الثقافي في لبنان منذ زمن طويل وكرست للبنان حضورا مميزا على كل المستويات”.

وطنية

عن ucip_Admin