أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الراعي: لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد والسعي لدى الدول المعنية والصديقة لتسهيله
الراعي: لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد والسعي لدى الدول المعنية والصديقة لتسهيله
البطريرك الراعي

الراعي: لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد والسعي لدى الدول المعنية والصديقة لتسهيله

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان، سيمون فضول وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، السفير شربل اسطفان، الامينة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام البستاني، مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “ان شئت انت قادر ان تطهرني” (مر1: 40)،
قال فيها:”إطلالة يسوع الأولى، بعد أن قضى أربعين يوما وليلة في الصوم والصلاة، كانت في عرس قانا الجليل، حيث حول الماء إلى خمر فائق الجودة. وبهذه الآية كشف عن أنه آت لإسعاد كل إنسان وتحويله إلى كائن جديد. في جو من الصلاة والكرازة بالملكوت وطرد الأرواح، أتاه أبرص بإيمان كبير متواضع، وارتمى على رجليه متوسلا: “إن شئت، أنت قادر أن تطهرني” (مر1: 40).

أضاف: “نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن في بداية الصوم الكبير، زمن التجدد بنعمة الفداء وبفعل الروح القدس. ثلاثة وسائل مترابطة تضعنا في الطريق المؤدي إلى التوبة الداخلية وإلى التجدد، وتخلق لنا ولسوانا الجو الملائم لهذا التجدد، وهي الصيام والصلاة والصدقة أي القيام بأفعال المحبة والرحمة. لقد وجهت رسالتي الرابعة لزمن الصوم، التي ستوزع عليكم بعد القداس، وتوسعت في مفاهيم هذه الثلاثة. أرجو أن تساعدكم على الدخول في مسيرة الصوم، وأن نبلغ جميعا إلى التجدد الروحي”.

وتابع: “إني أحييكم وأرحب بكم جميعا، وبخاصة بعائلة المرحومة جانو بشاره مسابكي، أرملة المرحوم الدكتور فيليب سرحال. وقد ودعناها مع العائلة منذ أكثر من أسبوعين. وأعربنا عن مؤاساتنا لبناتها وابنيها وعائلاتهم. ونحن نذكرها اليوم معهم بالصلاة، في هذه الذبيحة الإلهية، ملتمسين لها، بشفاعة نسيبها الطوباوي الشهيد عبد المعطي مسابكي، الراحة في الملكوت السماوي، ولأسرتها العزاء. إننا نلتقي بعد عودتي من روما حاملا بركة وصلاة قداسة البابا فرنسيس الذي يحمل في قلبه وصلاته هم لبنان ومسيحييه وهم المنطقة وكل مسيحييها، وقد التقيته في مقابلة خاصة، قدمت له فيها تقريرا مفصلا بقسمين: الأول تناول قراءة تحليلية للأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، ولتداعياتها على المسيحيين المشرقيين، ولنتائجها الوخيمة على لبنان، سياسيا واقتصاديا وأمنيا. والثاني تناول شؤونا كنسية تختص بكنيستنا وبالكنائس الشرقية الكاثوليكية، كنا قد تداولناها مع إخواننا أصحاب الغبطة بطاركة هذه الكنائس”.

أضاف: “كما إني أحمل تحية قداسة البابا بندكتوس السادس عشر وصلاته وبركته. وقد التقيناه في بازيليك القديس بطرس، أثناء الاحتفال برتبة ترقية الكرادلة الجدد العشرين. وما إن سلمت عليه حتى هتف: “لبنان! أحبه وأصلي من أجله ومن أجل شعبه! إن ذكريات زيارتي له ما زالت حية في قلبي وخاطري!” فقلت له: “قداستك حاضر في قلوب جميع اللبنانيين وصلاتهم”.

وقال: “إن شئت، أنت قادر أن تطهرني” (مر1: 40). هكذا التمس الأبرص شفاءه من الرب يسوع، بإيمان مميز. آمن بقدرة يسوع على شفائه، لكنه بتواضع وتسليم ترك القرار لإرادته. جميل هذا الإيمان! نتعلمه من هذا المصاب بالبرص، وقد أمرته شريعة موسى بأن يعيش بعيدا عن الجماعة البشرية لأن مرضه معد، وبعيدا عن هيكل الرب لأن إصابته بالبرص – كما كان يعتقد – كانت علامة لضربة من الله وقصاص بسبب خطيئته أو خطيئة والديه، وقد أضحى بالتالي “نجاسة”(راجع سفر الأحبار، 13). لكن الأبرص، بمجيئه إلى يسوع تحدى الشريعة، لا من أجل مخالفتها، بل لإيمانه بأن يسوع هو رب الشريعة”.

وتابع: “لما رآه يسوع، “تحنن عليه ومد يده ولمسه وقال، مستعملا كلمات الأبرص: “لقد شئت! فاطهر”. فزال للحال برصه”(مر1: 41). كانت الشريعة تنهى عن لمس الأبرص وثيابه لئلا تصل، إلى من لمسه، عدوى النجاسة. يسوع بفعله هذا لم يخالف الشريعة بل كملها، إذ وصل بها إلى غايتها: خير الانسان وخلاصه. وهو الذي قال يوما: إن السبت جعل للانسان، لا الإنسان للسبت”(مر2: 27).

أضاف: “من يلمس الأبرص يتنجس، أما يسوع فعندما لمسه طهره. مد اليد هو علامة قدرة الله الفاعلة. لقد أصبح مد اليد أو اليدين معتمدا في الليتورجيا، في كل مرة يلتمس المحتفل نعمة من الله أو حلول بركته على الجماعة، أو نعمة شفاء. إن المسيح الرب في حالة لمس دائم لنفوسنا بكلمة الإنجيل، ونعمة الأسرار، وبجسده ودمه القربانيين عندما نتناولهما، فننال النعمة الإلهية الشافية والحياة الجديدة وكل الخير الروحي”.

وقال: “بعد أن رفع يسوع الشريعة إلى أسمى غايتها وهي خلاص الانسان وخيره، أمر الرجل بأن “يذهب إلى الكاهن ويريه نفسه”، لأن الشريعة كانت تقضي بأن يعلن الكاهن الإصابة بالبرص، بعد التحقق منها؛ ويأمره بانفصاله عن الجماعة، معلنا انه نجاسة. وكانت تقضي، في حال شفاء المصاب، بأن يتحقق الكاهن من شفائه ويعلن عودته إلى الجماعة، ونهاية حالة نجاسته. وبموجب الشريعة أمره يسوع “بتقديم ذبيحة الشكر عن طهره”. فلا يمكن نسيان عطية الله، بل تجب العودة إليه لاداء صلاة الشكر. هكذا فعل احد البرص العشرة الذين طهرهم يسوع، فطالب بالتسعة الآخرين الذين لم يشكروا (راجع لو 11:17-17). هذا كله كان “للشهادة” على عودة الرجل الذي شفي إلى دائرة حياته مع الله ومع الجماعة، من بعد انفصاله عنهما بحكم نجاسته الجسدية والروحية”.

وتابع: “هذا إياه يجري في العهد الجديد، ولكن بطريقة ووسيلة أخريين: في سر التوبة ينال الخاطئ الغفران عن خطاياه، ويتصالح مع الله والذات والناس ومع الجماعة الكنسية التي ينتمي إليها؛ وفي سر القربان، في القداس، يقدم ذبيحة التعويض والتكفير، ويرفع صلاة الشكر، ويتناول نعمة جسد الرب ودمه للحياة الجديدة”.

وقال: “يمثل الأبرص كل مريض في جسده، أو في أخلاقه، وكل مريض في روحه بالخطيئة والأميال المنحرفة، وكل مريض في تصرفاته وأعماله السيئة. ولا أحد من البشر منزه عن هذه الأمراض الشخصية التي تظهر في نتائجها السيئة: في خلافات ونزاعات الحياة الزوجية والعائلية والاجتماعية، كما تظهر في الممارسة السياسية السيئة، حيث تغيب خدمة الخير العام، ويحل محلها السعي إلى المصالح والمكاسب الشخصية والفئوية والمذهبية. وتظهر في مخالفة الدستور والميثاق الوطني وصيغة العيش معا بتعاون وتكامل. وقد بلغت هذه المخالفة ذروتها في عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر، وبالتالي في تعثر ممارسة صلاحيات المجلس النيابي، وأعمال الحكومة التي تختلط صلاحياتها الدستورية بصلاحيات رئيس الجمهورية هذه التي تتولاها بالوكالة، ولا مجال لممارستها إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال لا بابتكار آليات تتنافى والدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي. فالطريق الأقرب والأسلم والأضمن لهاتين المؤسستين الدستوريتين من أجل استعادة مسارهما الطبيعي والدستوري، إنما هو انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، ما يقتضي السعي مع ذوي الارادات الطيبة ولدى الدول المعنية والصديقة لتسهيل إجراء هذا الانتخاب، يجب ان نقر بالخطيئة السياسية، كما يجب ان نقر أن واحدا يشفي هو يسوع المسيح”.

وختم الراعي: “زمن الصوم الكبير، إذا عشناه كلنا صياما وصلاة وصدقة، أصبح زمنا مقبولا، زمن النعمة (2كور6: 2). فبفضل الإلتزام بموجبات الصوم، وبفضل توبة العديدين واستحقاقاتهم، السماء مفتوحة، والخير السماوي فائض على الأرض، كما نصلي في ليتورجيتنا: “بالصوم تنفتح أبواب الفردوس”.
إننا نصلي معا من اجل أن تنفتح النفوس والقلوب على الله، لكي يتجدد الجميع بنعمته، وبتجددهم تتجدد حياة العائلة والمجتمع، وحياة الكنيسة والدولة. فنستحق أن نرفع من قلوب، مستها نعمة المسيح وشفتها، أناشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).