أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | اللاجئون السوريون المسيحيون في محنتهم: نتعرض لمجزرة كل بضع سنين بقلم بيار عطاالله
اللاجئون السوريون المسيحيون في محنتهم: نتعرض لمجزرة كل بضع سنين بقلم بيار عطاالله

اللاجئون السوريون المسيحيون في محنتهم: نتعرض لمجزرة كل بضع سنين بقلم بيار عطاالله

لا تكفي الكلمات لوصف حال اللاجئين السوريين المسيحيين من مناطق سوريا الشرقية – الشمالية. بين الذهول والغضب والحيرة والشعور بتخلي العالم كله عنهم والحزن على فقد كل شيء من بيت وذكريات وتاريخ وكنائس عاشوا فيها مئات السنين وارض تضم رفات اجدادهم في منطقة الجزيرة التي تضم الحسكة والقامشلي وغيرهما، حيث عاش السريان منذ مئات السنين الى جانب الاكراد وتعرضوا لمحن لا تقاس بشيء أمام حرب الابادة والتطهير التي يشنها التكفيريون على الاقليات في تلك الانحاء والتي لم تعف عن سرياني ولا عن كردي ولا أشوري ولا حتى عن السنة المعتدلين، الذين اضطروا جميعاً الى الهجرة من المناطق التي سيطرت عليها الحركات التكفيرية.

850 عائلة سورية سريانية، أي حوالى عشرة الاف نسمة تهتم “الرابطة السريانية” بتأمين اشكال الدعم لهم مثل الاوراق الثبوتية من الامن العام، والطبابة والمساعدات الاجتماعية والمدرسية الى غيره من وسائط الدعم، لكن المشكلة الكبرى تبقى في تأمين أماكن الايواء أو المنازل لإقامة هذه العائلات التي بالكاد يستطيع غالبيتها دفع اجور الغرف الصغيرة التي يلتجئون اليها.
يقول حبيب افرام رئيس “الرابطة السريانية” أنه لو استطاعت الجهات المعنية، سواء الكنسية أو المدنية تأمين فرص عمل وألف وحدة سكنية من البيوت الجاهزة لتحسنت احوال هذه العائلات وما عادت تفكر في الهجرة، ولكن بين الامنيات والواقع مسافة كبيرة من المعوقات.
يردد اللاجئون السوريون الذين اجتمعوا في غداء ميلادي نظمته “الرابطة”، وتدل ملامحهم وملابسهم على أنهم من “اصحاب الكرامات” لازمة شديدة اللهجة يشهرونها في وجه من يحدثهم، قائلين: “لسنا متسولين ونحن اصحاب قضية ونريد أن نعود الى بلادنا”. الغداء الذي استهله الاب حجار من الحسكة بصلاة الربانية وكلمة للحاضرين بأنهم ليسوا لاجئين ولا مهجرين “بل هم ضيوف وأهل” تغمر الحاضرين بجو من الطمأنينة. وهم بالفعل يرفضون التعامل معهم كلاجئين او شحاذين لكن التعامل مع الملف يحتاج الى جهود جبارة وأنفاق الكثير من الاموال، في حين أن الدول الغربية لا يبدو أنها تفكر في اعادة اللاجئين المسيحيين ولا غيرهم الى ديارهم، بل أن جل اهتمامها ينصب على نقل المسيحيين الى اوروبا تحت عناوين اللجوء الانساني والسياسي لتعويض النقص في الخصوبة عند الاوروبيين. واخيراً كان اقتراح “لم الشمل” الذي يتيح نقل من تبقى من المسيحيين الى ديار الله الواسعة. وفي رأي افرام أن الكلام الاميركي على ثلاثة أعوام لتغيير المعادلة مع “داعش” اكذوبة كبيرة، امام تجربة انهيار جيش صدام حسين في ثلاثة أيام.
أكثر ما يغيظ اللاجئين السوريين المسيحيين هو تخلي المجتمع الدولي عن قضيتهم، وعدم اكتراثه لمصير الاقليات، ويشيرون خصوصاً الى موقف الفاتيكان اللامبالي. ويشرح بعضهم بصوت عال، أن المسالة ليست في التهجير بل في انعدام الثقة بالدولة والمجتمع، والأخطر في مقاربتهم لما يجري هو الفكر التكفيري والالغائي لدى جيرانهم، والذي يسعى الى استئصالهم من جذورهم. ويقولون: “تركنا سوريا غصباً عنا، ولا يجوز أن نتعرض الى مجزرة كل بضع سنين (…)”.
وألقى افرام كلمة داعياً الى الصبر والاقتداء بمسيحيي لبنان الذين قاوموا المخططات الاميركية لتهجيرهم في العام 1975 وصمدوا مقدمين الالاف من الشهداء والتضحيات”. وقال: “أنتم في مرحلة مؤقتة والهدف هو العودة الى سوريا والتمسك بالارض والبيوت والكنائس(…)”. وأضاف: “حتى السُنّة لا يقبلون بما يجري و”داعش” قتلت المئات من قبيلة شعيطات السنية، ولتكن مقاومة الاكراد ومسيحيي لبنان نموذجاً لنا في الصمود والبقاء”.

عن النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).