أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | المستغرقون في اللذات بقلم المطران جورج خضر
المستغرقون في اللذات بقلم المطران جورج خضر
المطران جورج خضر

المستغرقون في اللذات بقلم المطران جورج خضر

ليس من إنسان مستقر. القديسون وحدهم يعيشون في سلام. سبب ذلك ان أكثرنا يضطرب بسبب ما يحدث حوله. كل مضطرب بسبب ما يحدث فيه. بتعميق أكبر أقول إنك في سلام إن لم تجئ من أحداث الدنيا ومن أحداث نفسك، ان نزلت من فوق.

كلنا في الدنيا. قلة ليست من الدنيا. انها من فوق. هذه وحدها لا تضطرب. عندما قال يسوع لتلاميذه: سلامي لكم، سلامي اعطيكم أراد ان يقول هذا سلام الله فيّ اعطيكم. ما كان من الناس فقط فيه هموم الناس أي الخلل الذي فيهم. قول يسوع لتلاميذه السلام لكم كان بعد قيامته أي عند تحرره من الموت. ما دمنا في الموت الروحي ليس عندنا سلام. وأنت اذا سلمت على الناس بعبارات السلام لا تعطيهم شيئا من عندك. تبلغهم سلام الله اذ قبل ذلك ليس فيهم قرار.
عندما تقول لإنسان السلام لك أو السلام عليك أنت لا تعني انك تعطيه سلامك اذ ليس هذا فيك. أنت تريد انك تبلغه سلام الله. ولكن لا ينتقل إليه بمجرد قولك. يجيئه من الرضاء الإلهي.
السلام نادر جدًا ولا يتوفر في الحقيقة إلا عند القديسين. ولكن على المرء ان يسعى. في الحقيقة لست مصالحا الله إلا في اليوم الأخير أي في آخر الأزمنة أو قبيل انتهاء حياتك لكونك تحت الخطيئة وهي عداوة الله. لست أعرف إنسانا في واقعه لا يعادي الله. انه قد لا يريد ذلك. ولكن كل خطيئة ترتكبها عمداً عداوة لله لأنك في كل خطيئة تعلن نفسك ضمناً إلها اذ تعترف بنفسك حراً منه ومن كلمته.
مشكلة الإنسان الوحيدة هي الموت وبتعبير آخر هي الخطيئة. الموت الجسدي وحده ليس المشكلة الكبرى. فناء النفس في أحزان المعصية هو الموت. حزن المعصية فينا اكتشافنا عجزنا عن القداسة. بلا معصية نحتمل كل شيء. كل مسعى للاستقرار خارج الله ضرب من المحال لأنه اضطراب. الصعوبة الحقيقية عندنا اننا لا نصل إلى الله أو لا نسعى. بلا إله بماذا يتغذى الإنسان؟ ان التشديد على الإنسان وحده في الثقافة الغربية منذ القرن الثامن عشر كان بدء هلاكه. وجد الإنسان في نفسه أشياء جميلة ولكن هل كانت كل الإنسان؟
الإنسان وحيداً، مستقلاً عن الله هو العزلة. كيف يأتي بنفسه من نفسه؟ اذا وجد نفسه مصحراً ماذا يفعل؟
كيف تتغلب على الموت وأنت في قيد الحياة، أي كيف تكون لك الحياة الحق مهما تقلبت عليك الأحوال الصحية أو النفسية؟ أين تكون في الحقيقة؟ من أي شيء يأتيك سلامك: من اللذة أم من المال؟ المشتهون الكبار يقولون ليس من فرح يأتي من اللذة. الفرح يأتيك من هذا الذي لا يعتريه فساد اذ كل ما يفسد يزول. هل سمعت المستغرقين في اللذات يتكلمون عن الفرح؟

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).