أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | بسترس خلال صلاة غروب في عيد دخول المسيح إلى الهيكل : ننتظر أن يسفر الحوار عن وفاق شامل يجمع كل الفرقاء في وحدة وطنية
بسترس خلال صلاة غروب في عيد دخول المسيح إلى الهيكل : ننتظر أن يسفر الحوار عن وفاق شامل يجمع كل الفرقاء في وحدة وطنية
المطران كيرللس بسترس

بسترس خلال صلاة غروب في عيد دخول المسيح إلى الهيكل : ننتظر أن يسفر الحوار عن وفاق شامل يجمع كل الفرقاء في وحدة وطنية

أقيمت صلاة غروب احتفالية في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم- مطرانية بيروت طريق الشام، وذلك لمناسبة عيد دخول المسيح إلى الهيكل.

ترأس الصلاة المتروبوليت كيرلس بسترس واحتفل بالصلاة القاضي المونسينيور اندره فرح بحضور ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية والرهبان والراهبات والرئيس العام الارشمندريت ايلي معلوف بحضور شخصيات سياسية وقضائية وعسكرية واجتماعية ووزير السياحة الوزير ميشال فرعون والوزير السابق نقولا صحناوي والدكتور داود الصايغ والوزير السابق الياس حنا والقاضي فوزي خميس والاستاذ كميل منسى ومدير كازينو لبنان السيد ادغار معلوف والاستاذ مسعود الاشقر ورئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون ابو رجيلي وعضو بلدية بيروت ايلي حاصباني

بسترس
وخلال الصلاة القى المطران بسترس كلمة جاء فيها:”الآن تطلق عبدك أيها السيد بسلام، فإن عيني قد أبصرتا خلاصك”. أيها الأحباء! عيدنا اليوم هو عيد اللقاء: لقاء سمعان الشيخ مع الطفل الإلهي، لقاء الأرض مع السماء. انتظر سمعان الشيخ، باسم كل صديقي وأنبياء العهد القديم، هذه اللحظة التي فيها تحقق وعد الله بإرسال المخلص إلى العالم نورا لهداية الأمم. في الإنسان رغبة للوصول إلى الله، إلى المطلق، إلى الكمال. ما يميز المسيحية عن سائر الأديان هو أن الأديان الأخرى تسعى من خلال الجهد البشري للوصول إلى الله، وذلك إما من خلال طقوس وصلوات بشرية وإما من خلال تقدمة ذبائح حيوانات. أما في المسيحية فالله نفسه هو الذي أتى إلينا ليلتقينا ويخلصنا في شخص ابنه وكلمته يسوع المسيح، “الذي هو ضياء مجده، وصورة جوهره، وضابط كل شيء بكلمة قدرته” (عبرانيين 3:1). نعيد اليوم لدخول المسيح إلى الهيكل ليقدم ذاته ذبيحة لخلاص العالم. وما يريده هو أن يدخل إلى قلب كل إنسان، ليخلصه من خطاياه ومن كل ما يحويه من ظلمات، ويجعل منه هيكلا مقدسا مستنيرا بنور الله. نقرأ في الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله. وتلك الصورة هي صورة المحبة، لأن “الله محبة” (1 يو 16:4). لكن الإنسان شوه تلك الصورة، فساد القتل، منذ أن قتل قايين أخاه هابيل، ولا يزال الناس اليوم يقتل بعضهم بعضا. إن الله لم يخلق الناس ليتقاتلوا بل ليتعاونوا لبناء مجتمعات تليق بكرامة الإنسان المخلوق على صورة الله. وإذا خطئوا أن يعودوا ويتصالحوا، كما أوصانا بولس الرسول بقوله: “إن الله هو الذي صالح، في المسيح، العالم مع نفْسه، وائتمننا على خدمة المصالحة” (2 كورنثس 18:5).” وفي موضع آخر يقول: “إن الناموس كله يتمم في هذه الوصية الواحدة: أحببْ قريبك كنفْسك”. ثم يضيف هذه العبارة الرهيبفاذا كنتم تنْهشون وتأْكلون بعْضكمْ بعْضا، فاحْذروا أن تفنوا بعْضكمْ بعْضا” (غلاطية 14:5-15). لقد تمت منذ مدة وجيزة المصالحة التاريخية بين فريقين مسيحيين تقاتلا، كما تقاتل غيرهم في أثناء الحرب الأهلية، وكادا أن يفني أحدهما الآخر. فنرحب بهذه المصالحة، ونطلب أن تنتقل هذه المصالحة إلى جميع الأفرقاء. الأوطان، أيها الأحباء، تبنى على اتفاق إرادات جميع المواطنين بأن يعيشوا معا في سلام، ويسعوا إلى خير الجميع. هذا ما أراده مؤسسو الوطن اللبناني، رافعين معا من كل الطوائف التي تمثل الجسم اللبناني شعار الاستقلال عن الدول الأخرى، سواء في الشرق أم في الغرب. وهذا الاستقلال قد أرادوه في الوقت عينه انفتاحا على جميع الدول وإنشاء صداقات مع جميع الدول، لمصلحة وطنهم. لكن هذا الانفتاح قد أمسى اليوم، مع الأسف الشديد، ارتهانا لدول الأخرى، فكأن لبنان قد أضحى مسرحا للدول الأخرى لتعزيز مصالحها الخاصة المتناقضة مع مصلحة لبنان ومصلحة جميع مواطنيه. نحن اليوم، على مثال سمعان الشيخ، ننتظر الخلاص: الخلاص من التقاتل والتنابذ والتفرقة والبغضاء. ننتظر أن يسفر الحوار الذي يتم بين مختلف الأحزاب والتكتلات والتيارات عن وفاق شامل يجمع كل الفرقاء في وحدة وطنية حقيقية، في وجه ما نشهده حولنا من إرهاب حول شرقنا الذي فيه نشأت أدياننا السماوية إلى جحيم من البغض والكراهية. لذلك نؤكد مع الشعب كله ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وفي الاتفاق على قانون عادل للانتخابات النيابية يضمن المساواة بين جميع الطوائف. ونطالب الحكومة بأن تستمر في اجتماعاتها لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الكثيرة التي يعاني منها الشعب، ولا سيما لمسألة النفايات التي أصبحت سما يتنشقه اللبنانيون. ونعجب من المسؤولين في الدولة كيف يرضون على أنفسهم، هم الذين يفتخرون بأن لبنان قد ورث حضارة عمرها ستة آلاف سنة، أن يناموا ملء جفونهم، فيما النفايات تتكدس أكواما في زوايا الشوارع. ونسأل: ألا يرون، ألا يسمعون، ألا يشمون؟ إلا إذا كانوا من الأصنام التي قال عنها سفر المزامير: “أوثان الأمم فضة وذهب، صنع أيدي البشر، لها أفواه ولا تتكلم، لها عيون ولا تبصر، لها آذان ولا تسمع، لها أنوف ولا تشم” (مز 4:115-6). نشكر لجميع أبنائنا من كهنة ووكلاء أوقاف وعلمانيين ورسميين وجمعيات ومنظمات من مختلف رعايا الأبرشية مشاركتهم إيانا في هذا اللقاء مع المسيح نور العالم. ونستمطر على الجميع بركات الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
وطنيّة

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).