أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | تقييم لفيلم “ابن الله” بقلم أنطوان نعنوع
تقييم لفيلم “ابن الله” بقلم أنطوان نعنوع
فيلم Son Of God

تقييم لفيلم “ابن الله” بقلم أنطوان نعنوع

Director: Christopher Spencer

Writers: Richard Bedser, Christopher Spencer, Nic Young,  Colin Swash

Starring: Diogo Morgado, Roma Downey, Louise Delamere, Darwin Shaw, Amber Rose Revah

Category: Drama-Biographical Film

Release Date: 2014

Length: 138 min (PG 13)

“ابن الله” فيلم أميركي من انتاج العام 2014 يعرض لحياة يسوع المسيح من الولادة حتى الموت فالقيامة.

سمعنا الكثير عن هذا الفيلم خلال فترة  إنتاجه، أخباراً، في مجملها توقّعات، ولكنّها كانت بمعظمها إيجابية ما جعل محبيّ هذا النوع ينتظرون بشوق إطلاقه. ولا بد من الاقرار بصعوبة حصر حياة يسوع المسيح في عمل مدته ساعتان وعشرون دقيقة تقريباً ولكن هذا هو فقط مقدار التعاطف الذي أبديه، لأنّه وللأسف فقد أتى فيلم “ابن الله” مخيباً جداً للآمال كمضمون وكعمل سينمائي.

لن يمكنك، مهما حاولت، أن تغض النظر عن عشرات المغالطات الموجودة في الفيلم. صحيح أنّ المعالجة الدراميّة للأفلام الروائية التي تعرض لسير حياة أشخاص تسمح لمنتجي هذا النوع ببعض الإضافات إن كان من ناحية الشخصيّات أو الأحداث، على أن تكون في خدمة هذه المعالجة الدراميّة. ولكن الإضافات شيء وتغيير أحداث وحوارات مكتوبة وموثّقة هو شيء  آخر مختلف تماماً.

“ابن الله” قد راعى التسلسل التاريخي لأحداث حياة يسوع المسيح ولكن يبدو أنّ هذا هو فقط ما راعاه. الكثير من الأحداث والحوارات مختلفة جداً عن أصلها الإنجيلي. فالفصل الثامن من إنجيل يوحنا مثلاً  يتحدّث عن المرأة الزانية التي أراد الجمع رجمها وسألوا يسوع عن رأيه. يخبرنا النص أن يسوع لم يردّ بل انحنى يكتب على الأرض، ولمّا ألحوا عليه وقف وقال:”من منكم بلا خطيئة فليرجمها بأول حجر”. أما في الفيلم فيسوع انحنى ليلتقط حجراً وقام بحركة مسرحيّة توحي بأنه سيرميها بالحجر ولكنه يقول:”فليأخذ حجري من لم يرتكب خطيئة”. هذا ليس ما قاله ولا ما عمله يسوع بحسب الإنجيل.

سأكتفي بهذا المثل ولكنك ستجد الكثير مثله في سياق الفيلم. سأنتقل الى موضوع آخر لا يقل أهمية.

التلميذ الـ 13. نعم الـ13. نحن نعلم أنّ تلاميذ يسوع كانوا 12 ولكن يبدو أنّ هناك تلميذاً آخر لم تذكره الأناجيل وغفلت عنه الكنيسة الكاثوليكيّة والارثوذكسيّة والبروتستانتيّة، ولكن منتجي الفيلم اكتشفوه ووضعوه في الفيلم. هذا التلميذ أو “التلميذة” هي مريم المجدليّة. طبعاً ليس من المستغرب وجود المجدليّة في الفيلم، ما هو مستغرب هو وجودها الدائم مع التلاميذ في كل مكان. منذ بداية الفيلم ومروراً بجميع الأحداث وفي كل الأماكن، وأيضاً في بستان الزيتون وعند صعود يسوع الى السماء وحتى إنّها انطلقت كالتلاميذ للتبشير. هو حضور كثيف ، فاعل وغير صامت. وواضح  جداً، لا يمكنك ان تنساها، لقد حرص المخرج على ذلك.  ان وجودها في “ابن الله” يتبع بعض الأفكار التي بدأت بالظهوربشكل علني منذ العام 1997 مع بعض المؤلفين، والتي تحاول، ولأسباب أقل ما يمكن القول عنها بأنّها ملتبسة، إعطاء دور لمريم المجدليّة في تاريخ الخلاص وحياة يسوع أكبر بكثير مما هو بالفعل. هذا الحضور وهذا الدور طبعاً غير مذكورين في أيّ من الأناجيل ولكن لا يهم فيبدو أنّ للفيلم، كما لأولئك المؤلفين، إنجيلهم الخاص.

سأنتقل الى ما هو برأيي أهم نقطة في الفيلم : يسوع المسيح، فالفيلم في النهاية هو عنه، “ابن الله”.

يسوع في فيلم “ابن الله”هو شاب جميل، لطيف، هادئ ودائم الإبتسام. ولكن هذا هو تقريباً كل شيء. فهنا يسوع هو أقرب الى سياسي منه الى معلّم. حين يتحدّث (أقلّه قبل الوصول الى العشاء الأخير وما يليه) يبدو كمن لديه مشروع سياسي يريد تسويقه وليس كإله متجسّد أتى ليخلّص العالم. استطاع المخرج  كريستوفر سبنسر الإستفادة من ملامح الممثل البرتغالي ديوغو موركادو لخدمة هذا الهدف ولكنّه فشل هو والممثل في بلوغ أي عمق، لـتأتي شخصيّة يسوع لطيفة ولكن مسطّحة. سوف تفتقد في “ابن الله” ليسوع المعلّم، يسوع القادر،صانع العجائب، يسوع القوي، ولكن إذا لم لديك مشكلة في هذا فأعتقد أنك ستسر بأداء ديوغو كما هو.

لن يتسنى لي في هذا المقال التطرّق الى كيفيّة معالجة الشخصيات الأخرى في الفيلم كالعذراء مريم، نيقوديمس، يهوذا وغيرهم ولا الى أحداث أخرى تستحق التوقف عندها ولا حتى الى مناقشة القيمة السينمائية الفعليّة والمتدنيّة للفيلم وهي كلها مواضيع لمقال آخر.

على الأرجح انك اذا لم تكن ملماً بالإنجيل فلن يزعجك هذا الفيلم لأنّه يقدم نوعاً ما، وإن بطريق ناقصة ومجتزأة، صورة شبه إيجابيّة عن يسوع. ولكن يبقى السؤال : أي يسوع؟ إنه بالتأكيد ليس يسوع الذي يبشر به الإنجيل، قد يكون جانباً منه، يسوع على قياس البشر وحتماً ليس يسوع ابن الله“.

أنطوان نعنوع مؤسس ومدير Art Pulse Productions. عمِل لمدة 10أعوام كمدير الدائرة الفنيّة في تلفزيون تيلي لوميار، فضائيّة مسيحيّة لبنانيّة، وقبلها  لمدة 13 عاماً في الـ LBCI، فضائيّة لبنانيّة.وهو أيضاً مؤسس “تجمّع خليقة جديدة” المسيحي.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).