أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | جريج في أربعين يمن الأخوي: كم نحن بحاجة إلى أمثالها ليستعيد الاعلام رونقه
جريج في أربعين يمن الأخوي: كم نحن بحاجة إلى أمثالها ليستعيد الاعلام رونقه
وزير الاعلام رمزي جريج

جريج في أربعين يمن الأخوي: كم نحن بحاجة إلى أمثالها ليستعيد الاعلام رونقه

أقيم ظهر أمس، حفل تكريمي للاعلامية الراحلة يمن زيتون الاخوي، في ذكرى اربعين يوما على رحيلها برعاية وزير الاعلام رمزي جريج وحضوره في قصر الاونيسكو، قاعة انطوان حرب.

حضر الحفل: نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وزير العمل سجعان قزي ممثلا بالسيدة ميرنا الحايك، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بالعميد منير شعبان والنائبة السابقة نايلة معوض، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالعميد عامر خالد، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان وحشد من الاعلاميين وزملاء الراحلة المكرمة.

بعد النشيد الوطني، وكلمة لعريفة الاحتفال الزميلة في “اذاعة لبنان” ندى القوتلي، تم عرض فيلم وثائقي أعدته وقدمته الاعلامية الزميلة نتالي عيسى، من تنفيذ وإخراج صبحي أبو حبيب، تناول الحياة المهنية ليمن الأخوي مجسدة في مقابلات مع شخصيات عاصرتها أشادت بمسيرتها الاعلامية.

سليمان
وكانت كلمة لمديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور لسليمان، قالت فيها: “حين يتناهى إلى مسامعك أن إعلاميا مبدعا من بلادي قد لملم أوراقه ورحل عن هذه الدنيا، فإنك ربما تشعر بنوع من القشعريرة .. وقد تذهب بعيدا في تفكيرِك وتسأل نفسك، هل سيكون لنا في المستقبل إعلاميون مبدعون كهؤلاء الذين رحلوا؟ يحافظون على ما ائتمنوا عليه من رسالة اعلامية واخلاقية مهنية؟ على مثال من سبقنا؟”.

أضافت:”يمن زيتون الاخوي هي واحدة من الاعلاميين الذين رحلوا، رائدة من رواد الإذاعة اللبنانية، يوم كانت هذه الاذاعة في أيام عزها، رائدة بين الاذاعات العربية. يمن زيتون الاخوي كانت حاضرة دائما الى جانب شريك حياتها الاعلامي الكبير شريف الاخوي حيث اقترن اسماهما في برامج تثقيفية وتوجيهية في الاذاعة اللبنانية. برامج كثيرة عبر الاذاعة اللبنانية والاذاعات العربية سجلت باسم يمن الاخوي على مدى سبعة وثلاثين عاما، ولكن أحب البرامج الى قلبها كانت تلك التي شاركت فيها رفيق دربها، في الإذاعة اللبنانية، قبل اندلاع الحرب، في مرحلة “الزمن الجميل”، كما كانت تسمي تلك السنوات الذهبية من عمر لبنان”.

وتابعت: “الاذاعة اللبنانية بدأت عملها مع الكبار، وقد حمل غلاف العدد الاول من مجلة الاذاعة صورة للشاعر خليل مطران وهو يجلس أمام الميكروفون خلال لحظات افتتاح الاذاعة في العام 1938، وإلى جانبه رئيس الجمهورية في حينه إميل إده، وكان أول مدير للاذاعة الأديب ألبير أديب، والمذيع الأول فيها كان الشاعر سعيد عقل. إذا، الاذاعة كانت بداية مع الكبار منذ انطلاقتها وعلينا ان نعمل جميعا لاعادتها الى عصرها الذهبي، لأنه مهما تعددت الاذاعات تبقى الاذاعة اللبنانية هي الام والاساس. واليوم وفي احياء ذكرى اربعين يمن الاخوي، يجب علينا ان نهب جميعا لنصرة قضية، قضية دعم الاذاعة اللبنانية والاعلام الرسمي في لبنان عندها تكون يمن الاخوي قد ارتاحت في مثواها الاخير ونامت قريرة العين، لأن الاذاعة التي أحبت في الزمن الجميل تكون قد استعادت رونقها وعزتها وتألقها”.

وختمت: “أجدد تعازي الحارة لعائلة الاعلامية الراحلة واصدقائها، وأخص بالتعزية نجلها الزميل الاعلامي جاد الاخوي، واقول له “مين خلف ما مات” فأنت خير من سيحمل اليراع ويكمل الرسالة. رحم الله يمن زيتون الاخوي وأسكنها فسيح جنانه. عشتم عاشت الاذاعة اللبنانية، عاشت وزارة الاعلام وعاش لبنان، وشكرا”.

عبدالله
ثم ألقى الشاعر عصام عبدالله، كلمة قال فيها: “امرأة سيدة تقف في باب، ورجل سيد يقف في الباب الآخر. للبيت بابان، البابان مفتوحان ابدا، والسيدة والسيد في الباب، اهلا وسهلا جملة واحدة مكررة للضيوف. المائدة عامرة والاصدقاء القدامى على احسن ما يرام، هذا على الغداء. اما في المساء عندما تغط المدينة في خوفها، يظل البابان مفتوحين والسهرة عامرة عامرة. السيدة هي يمن زيتون الاخوي والسيد هو شريف الاخوي.
لن احدثكم عن شريف، فقط بعض الجمل الخطافة. شريف الاخوي كان ارهابيا، كان يعتقل فؤاد حمدان مدير الاذاعة السابق ما ان نهم بالمغادرة على آخر الدوام من المكتب. كان يعتقل فؤاد او المدير كما كنا نناديه، يوميا ليأخذه الى الغداء. يستنجد فؤاد بي فأذهب معهما وتنعقد على الملح والخبز صداقة مع البيت وسكانه وضيوفه”.

أضاف: “يمن سيدة البيت، عندما لوح لها شريف وانصرف نحو البحر او جواره في صور ليقيم ابدا هناك ظلت يمن في الباب. والباب مفتوح والاصدقاء والقدامى يعزون كأن شريف لم يغب لأن يمن كانت شريف ايضا. السيدة التي كان ينقط من اصابعها العسل كانت تعرف ايضا كيف تشتغل وتتابع وتحاول ان تقوم بالدورين حتى تعبت. ليس من الضروري برأيي ان احدثكم عن يمن الاعلامية ومقدمة البرامج في الاذاعة اللبنانية الوحيدة في ذلك الزمان الجميل. لن احدثكم عن برنامج “نزهة” التي كانت تقدمه مع شريف. شريف الذي حمل فرشته وكان ينام في الاذاعة عندما سدت الطرق على الناس وكثر الموت والقتل والضحايا لأنه كان مضطرا للمتابعة وصارت الارواح تكاد تكون بين يديه، “سالكة وآمنة. غاب شريف وحضرت يمن، صورته في البيت كافية”.

وتابع عبدالله: “تعرفت على معظم الفنانين عند يمن. ممثلون، مطربون، مهرجون، موسيقيون وأدباء. فالسحر الذي كانت ترميه عليهم هي ثابتة في البيت وهم يدورون حولها. كلنا ندور حولها. هل هو كرمها الرائع في كل شيء. في كل شيء. في آخر حرب من الحروب الكثيرة والتي اتفق على تسميتها حرب عون، كنت هربت وعائلتي الى الجنوب، وكنت مضطرا ان اكون في بيروت وحدي بسبب العمل لأربعة ايام في الاسبوع. لم تقبل يمن ان انام في بيتي ثمة خطر في منطقتنا. كانت تفرش لي قرب الحائط المتين في الصالون. وتضع لي الشمعة ومنفضة السجائر وقنينة الماء. قد يخطر لي ان ادخن وانا في الحلم.
الطيبة التي تقفز اليك بالضحكة الحرة الرائعة. يصير وجهها كأنه اضواء. تقبلك كطفل في السابعة.
هل احدثكم عنها بعد؟ ربما غفلت عن بعض التفاصيل ولكن لن انسى ابدا انها المباركة بين النساء والمباركة بين الرجال والمباركة في قلبي.
ما زال على يدي رائحة خبزها ورنين ضحكتها وما زال في رأسي غيم من عنبها، من عصير عنبها، وما زالت تقف في الباب تلم الاصدقاء وتفرش قلبها فاكهة على المائدة”.

صادق

وألقى الفنان احسان صادق كلمة نقابة الفنانين المحترفين بعنوان “سفيرة الأحبة”، وقال:” يا سفيرة الأحبة إلى دنيا البقاء وعالم المحبة، في ذكرى سفرك الأربعيني، تستوقفني محطات الكلمات، لإختيار ما يساعدني منها في الإضاءة على صورتك المطبوعة بذاكرة كل من عايشك ، وعاصرك وعرفك مترجمة بامتياز لسيرة المخلوق المدرك لتعاليم الخالق الغنية بالنعم السماوية والقيم الإنسانية والأخلاقية. عزيزتي يمن، يا سفيرة الأحبة ، يا من كنت للمحبة وجها مشعا بالنور وللتعامل الإنساني والأخلاقي مثالا وقدوة. يا من كنت حاضنة للأصدقاء ومجالسهم الأدبية والفكرية ، في رحاب دارك العامرة بالروح الوطنية”.

أضاف: “أيتها الأخت الحبيبة يمن، يا من عززت فينا عصب الأخوة الصادقة وجعلت طريقها بيننا سالكة وآمنة، كما رسمها لطرقات الوطن الإعلامي الكبير الأخوي الشريف، رفيق دربك وشريك عمرك، فكنتما يمن وشريف علمين في مسار الإعلام النظيف، ولطالما أغنيتما بأعمالكما الإذاعة اللبنانية ومعظم الإذاعات العربية، فكانت الشاهد على نجاحكما في خدمة الفن الإذاعي والإنساني أينما كان”.

وتابع: “أختي الحبيبة يمن، ما بدي إستطرد بالحكي أكتر بس مش قادر إتجاهل أمر خطير مصيري معتم يوميات حياتنا وشاغل بال كتار وبالي .. وبحياة أخوتنا بدي منك تسألي ساكن العالي يتمجد إسمو، لأيمتى رح يترك جوقات المستحكمين فينا، ومكربجين البلد وغايبين عن هريان الحالة ، ومش آخد عقلن غير المناطحة والمحاصصة وتقاسم المغانم بحسب المصالح الشخصية، وعمرو ما يكون وطن ورئاسة جمهورية؟ مصيبة يا أختي مصيبة، بس التاريخ بقدرة ساكن العالي، دايما كان شاهد على موت أزمنة المصايب، بفعل استنهاض حركة حياة الوحدة، وفعل الإيمان بقيامة وطن الرسالة لبنان”.

وختم: “يمن، يا سفيرتنا إلى ما ورائيات الكونية، لك أصدق تحية من نقابة الفنانين المحترفين مع كل الحب والوفاء”.

جريج
ثم كانت كلمة راعي الاحتفال الوزير جريج، قال فيها: “في أربعين المأسوف عليها يمن الاخوي نجتمع بدعوة من الاذاعة التي أحبت، إذاعة لبنان، لنتذكر ونذكر. نتذكر تلك الاعلامية التي كانت لها بصمات واضحة على العمل الاذاعي، وكانت لها مع شريك حياتها المرحوم شريف الاخوي، صولات وجولات وتاريخ حافل بالانجازات الاذاعية”.

أضاف: “إطلالتها الاولى كانت في إذاعة لبنان عبر برنامج “نزهة”، الذي جابت فيه كل المناطق اللبنانية ناقلة الى المستمعين ما في البلدات اللبنانية من نشاطات تراثية وثقافية ومهرجانات. وقد تعرفت خلاله الى من رافقها الدرب، في الحياة الزوجية وفي العمل الاعلامي. وقدمت أيضا برامج كثيرة منها على “اهلا بهالطلة” و”مرآة الذاكرة” و”لقاء الاحد” و”جولة”، وغيرها من البرامج التي يحن إليها اللبنانيون، حنينهم الى الايام التي كان فيها للكلمة المسؤولة قيمة ورونق”.

وتابع: “ان ننسى فلن ننسى تكل الحقبة من الحرب اللبنانية، حيث كان اللبنانيون ينتظرون بملء جوارحهم برنامج “سالكة وآمنة” الذي كان يقدمه شريف الاخوي، ودائما من اذاعة لبنان، وما فيه من ارشادات وتوجيهات كانوا يعتمدون عليها، اتقاء لقنص من هنا وخطف وخطف مضاد من هناك. تلك أيام نتمنى أن تبقى مجرد ذكرى. أما التذكير، فبماض غالبا ما كان مشرقا إزاء الكم الهائل من البرامج الاذاعية والتلفزيونية، التي تبث في هذه الايام، وتبدو في بعض الاحيان بعيدة عما يؤمل من الاعلام المسؤول ان يكون عليه. فالواجب الاعلامي يفرض تناولا معمقا للمواضيع المطروحة بغية معالجتها والخروج بخلاصات تساعد على تحسين الاداء الاعلامي بما يتوافق وحجم المشاكل التي يعانيها اللبنانيون. وهذا ما يحصل بكل اسف في كثير من البرامج المتنوعة التي تبث عبر الاثير صوتا وصورة”.

وقال: “إن تكريمنا اليوم للراحلة يمن الأخوي يشكل عرفانا بالجميل لما قامت به خلال رسالتها الاعلامية، فهي التي استحقت التكريم في حياتها المليئة بالعطاء والتفاني، وهي التي كانت تردد أن الاذاعة هي أداة تعليم وتثقيف وترفيه موجه وهادف، وهي التي لم تنجر يوما الى ما كان يريده المستمعون من مواضيع مثيرة وجذابة، بل ما كانت تسعى يوما الا وراء ما هو ممتع ومفيد، وبعيد عن الغرائز وعن الجدالات غير المجدية”.

أضاف: “كم نحن بحاجة اليوم إلى أمثال يمن وشريف الأخوي ليستعيد الاعلام رونقه الذي كاد يخبو، لولا ما تقوم به مشكورة اذاعة لبنان، عبر ما تقدمه من برامج لا تلتفت فيها الى الربح الاعلاني بل الى تثقيف المستمعين والمحافظة على تراث هذه الاذاعة العريقة”.

وختم: “في هذه الذكرى استمطر لروح فقيدتنا شآبيب الرحمة، وأؤكد انها باقية معنا بالروح من خلال أعمالها ومن خلال أبنائها، وأخصهم الاعلامي جاد الاخوي، وجميع محبيها والذين تتلمذوا على يديها، وهم كثر، علنا بالاقتداء بمسيرتها نصل الى اعلام مسؤول وواعد. وشكرا”.

جاد الأخوي
وقبل إلقائه كلمة العائلة، تسلم جاد الأخوي نجل الراحلة درعا من وزير الاعلام. وقال الأخوي: “حضرة راعي الإحتفال، معالي وزير الإعلام الأستاذ رمزي جريج، أصدقاء يمن، عندما صرنا يافعين ، لم نعد نشعر بالأم والأب. صرنا أصدقاء، البابا شريف، صار شريف فقط، والماما يمن، صارت يمن فقط. هكذا دارت بنا الأيام كعائلة صغيرة متمدنة، من أصول بحرية وبرية، ونقيم في بيروت”.

وأضاف:”بخصوص يمن، فهي تكبرني فقط بسبعة عشر سنة، لذلك، فعلا كنا أصدقاء. البيت واسع، ولنا غرفنا، وباقي البيت لأصدقاء شريف ويمن. نادرا ما تجولنا في البيت. لا مكان لنا، فالضيوف كثر، حتى أننا كنا نشعر بالاحتلال. وعندما انتقل شريف إلى جوار البحر وأقام هناك إلى الأبد، في غرفة ضيقة تحت الأرض، انكسر نصف البيت، وخفنا. ولكن يمن اللبوة الرائعة، كانت على قدر مسؤوليتها، فنهضت بنا ونهضنا بها، وظل باب البيت مفتوحا كما كان، وظل شريف في الصورة على الجدار، سعيدا ومنشرحا. تابعت يمن مسيرته، مسيرتهما، حتى تعبت، وركبت لنا أجنحة، فطرنا إلى بلاد الله الواسعة، نعمل ونغيب ونعود، تماما كالطيور الأليفة”.

وتابع:” لم نبك كثيرا عندما غادرت يمن، ولكن فجوة كبيرة حدثت في البيت، علنا نستطيع أن نردمها. زينة ورامي وأنا، قد نستطيع ملء الفراغ الكبير، وخصوصا أن رامي أنجب يمن الصغيرة، وصرنا نحلم بها. أشكر لكم حضوركم، فيمن كانت صديقتنا جميعا.

وختاما توجه الاخوي بشكر خاص الى وزير الاعلام والسيدة لور سليمان.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).