أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | جريج من القاهرة: لقيام نهضة فكرية راقية بموازاة حربنا على الارهاب ومن اولى من الأزهر الشريف بأن يكون المحرك الاول لها
جريج من القاهرة: لقيام نهضة فكرية راقية بموازاة حربنا على الارهاب ومن اولى من الأزهر الشريف بأن يكون المحرك الاول لها
وزير الاعلام رمزي جريج

جريج من القاهرة: لقيام نهضة فكرية راقية بموازاة حربنا على الارهاب ومن اولى من الأزهر الشريف بأن يكون المحرك الاول لها

أعلن وزير الاعلام رمزي جريج، في كلمة ألقاها في مؤتمر وزراء الاعلام العرب المنعقد في القاهرة “ان الارهابيين يستعملون في حربهم على لبنان الاسلحة المتنوعة ومنها سلاح الاعلام”، مؤكدا “ان ما يعانيه لبنان من هذا الارهاب تعاني منه سائر الدول العربية الشقيقة”.

وقال: “يشرفني ان امثل لبنان في هذا المؤتمر المنعقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة عاصمة مصر الشقيقة. وتدفعني هذه المناسبة الى التنويه بالروابط الوثيقة التي جمعت لبنان بمصر منذ انبلاج فجر الحضارة حتى يومنا هذا، كأن البحر الابيض المتوسط لا يذهب زبده جفاء بل يمكث في ثنايا التاريخ ناقلا من شاطئ الى شاطئ ارث حضارات الشعوب المحيطة به”.

اضاف: “على أن علاقات لبنان بمصر على صعيد الاعلام عموما والصحافة المقروءة خصوصا تشكل فصلا مشرقا من فصول العلاقات بين الشعبين والدولتين، اذ إن طلائع النهضة الصحافية في المشرق العربي كانت قد انطلقت من لبنان أولا حتى إذا اشتد الظلم عليها وأعدم كثير من المثقفين والصحافيين شنقا في ساحات بيروت لم يكن من ملاذ سوى ارض مصر تأوي إليه الاقلام الهاربة من استبداد الاحتلال. فسطعت في سماء الكنانة اسماء خليل مطران وبشاره تقلا وجرجي زيدان وفرح انطون وشبلي الشميل ويعقوب صروف وسواهم ممن جاؤوا الى ارض مصر طلبا للحرية وسعيا الى نشر النهضة الادبية في الاقطار العربية كافة، وأصدر بعضهم كبريات الصحف، مثل الاهرام والهلال وروز اليوسف والمقطم والمقتطف. انها بحق علاقة تمثل خير ما يرتجى من التواصل والتعاون والوحدة بين أبناء العروبة”.

وقال: “ينعقد مؤتمرنا هذا في الوقت الذي تواجه فيه أوطاننا خطرا داهما يتمثل بحركات تكفيرية وإرهابية، تشوه الوجه الحقيقي للدين الحنيف. فليس في تراث الدين الاسلامي سوى الرحمة والمحبة سبيلا للتواصل بين البشر؛ والمشاهد غير الإنسانية التي نراها على الشاشات، نعرف يقينا أن الإسلام منها براء. وهؤلاء الارهابيون يستعملون في حربهم سلاح الاعلام، من ضمن أسلحة الفتك والتدمير والتنكيل المتنوعة التي لا توفر حجرا ولا بشرا، لا تاريخا ولا مستقبلا. وذلك بهدف تخويف الناس وترهيبهم. من هنا فإن ما يعنينا، نحن وزراء الإعلام المسؤولين عن حرية الكلمة، هو أن نعمل على تضافر الجهود وتوحيد الرؤية من أجل مواجهة ما تتعرض له وسائلنا الاعلامية من غزو ممنهج على ايدي هؤلاء الارهابيين، الذين سخروا الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق مبتغاهم”.

واعلن “ان الدول العربية جميعها تعاني من هذه الظاهرة المتطرفة الغريبة عن تقاليدنا وحضارتنا. لكن وعي المسؤولين والتفاف الشعب حول مؤسساته الشرعية كفيلان بإجهاض ما ترمي إليه المخططات التدميرية، التي تستهدف وحدة مجتمعاتنا واستقرارها وسلمها الاهلي”.

وقال: “إن المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا تحتم علينا الخروج من هذا المؤتمر بخطة عمل واضحة الاهداف تساعد اعلامنا على جبه هذا الخطر الداهم، من اجل نشر الوعي لدى شعوبنا التواقة الى العيش بسلام وطمأنينة”.

اضاف: “انني باسم الدولة اللبنانية، التي تعاني ما تعانيه نتيجة هذه التداعيات، أشدد على توحيد كلمة العرب ورص الصفوف من اجل استئصال آفة الارهاب من أرضنا لكي يعود الى أوطاننا السلام المفتقد. وبموازاة حربنا ضد الارهاب، لا بد لنا من السعي لقيام نهضة فكرية راقية، في مناخ من الحوار بين الأديان والمذاهب، نظهر من خلالها للعالم بأسره ما يكتنزه الاسلام من قيم وفي طليعتها الانفتاح والتسامح وقبول الآخر. ومن اولى من الأزهر الشريف بأن يكون المحرك الاول لتلك النهضة الفكرية”.

وتابع: “في السياق ذاته، من واجب الاعلام العربي ان يجاري الاعلام الغربي في التصدي لحملة تهجير المسيحيين من اوطانهم، المتجذرين في ارضها منذ اقدم العصور.
وبالاضافة الى ذلك، ينبغي التأكيد على ان الحرية الاعلامية المكرسة في الدستور اللبناني، والمرادفة لحق المواطن في معرفة الحقيقة، يجب ان تمارس في جميع الظروف تحت سقف القانون الذي يضمن من جهة حقوق الناس، ويؤمن من جهة ثانية المصلحة الوطنية العليا. هذه هي القاعدة الأساسية في فهم الحرية وممارستها، في الظروف العادية، فكيف بنا في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يواجه فيها وطننا لبنان عدوانا ارهابيا، يصده الجيش اللبناني ببسالة”.

وقال: “مؤتمرنا اليوم، وهو السادس والاربعون، قد يكون مناسبة للخروج متفقين على خطة جديدة لتحرك اعلامي يستثمر كل الامكانيات المتاحة ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها، وذلك من اجل تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة السائدة لدى الغربيين عنا، والمتكونة منذ احداث الحادي عشر من ايلول، ومن أجل إظهار الحقائق كما هي، وإبراز ما تختزنه الحضارة العربية من خير وحق وجمال، لا كما يحاول البعض تصويرها وتشويهها. وهذا يقتضي منا العمل الحثيث على بلورة استراتيجية اعلامية عربية مشتركة، تكون قابلة للتنفيذ في أسرع وقت ممكن، لأجل صد الهجمة الاعلامية التي يشنها البعض علينا، عن قصد او عن جهل. هذه الاستراتيجية نأمل أن تكون تتويجا لليوم الاعلامي العربي المدرج على جدول اعمال المؤتمر”.

وختم متمنيا على “مجلس وزراء الإعلام العرب الموافقة على ان يكون للبنان شرف استضافة المؤتمر المقبل، معربا لكم جميعا عن تأييد لبنان لأي عمل مشترك يعبر عن التضامن العربي في المجال الاعلامي وفي سائر المجالات، لما لهذا التضامن من أهمية كبيرة تساعد شعوبنا المتألمة على الخروج من الواقع الدامي الذي يحاصرها. والسلام عليكم”.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).