أختر اللغة
الرئيسية | مقالات | جسد القائم القسم الثالث بقلم عدي توما
جسد القائم القسم الثالث بقلم عدي توما

جسد القائم القسم الثالث بقلم عدي توما

يقول راتزنغَر (بنديكتس السادس عشر ) : ” إنّ حياة القائم من الموت ، لم تعُد كيانا Bios ، ولا شكلا كيانيّا بيولوجيّا لحياتنا الفانية ضمن التاريخ . إنّها حياةٌ جديدة ، مختلفة ، نهائيّة .

حياةٌ تجاوزت دائرة موت ِتاريخ الكيان ، دائرة الموت ِ هذه التي تغلّبت عليها قوّة أعظم ” .

إذن ، لقد دخلَ القائم في الأبديّة التي تمنحها المحبّة . فهو قد قامَ للحياة النهائيّة ، التي لم تعُد مرتبطة بالنواميس الكيماويّة والجسديّة .

يقول الأسقف الدكتور يوسف توما الدومنيكيّ بخصوص جسد يسوع القائم: ماذا نفهمُ بكلمة ” جسد ” ؟! فالجسدُ البشريّ نسبيٌّ ، ويمكننا أن نراهُ من جوانب عديدة : الكيمياء ترى فيه مجموعة من ذرّات الهيدروجين وأوكسجين وآزوتْ . عالِم الحياة والجرّاح ، يريانه بصورة ٍ أكثر شمولا ، لكنّهما – مثل عالِم الكيمياء – يعتبرانه من الخارج فقط .

مشكلتنا هي أننا نريدُ أن نفهمَ القيامة من وجهة نظر كيماويّة وحياتيّة فيما يخصّ جسد المسيح القائم ، فنقول : ماذا حدثَ لذرّات الأوكسجين والآزوت في القبر الخالي ؟ أليس هناكَ تعريفٌ آخر لكلمة “جسد” أقربُ  إلى عالم الإيمان ..؟! .

إذا فكّر كلّ واحد ٍ في نفسه : من أنا ؟ عندي جسد ، فهذا تفكيرٌ مجرّد وخارجيّ . لإنّ خبرتي في حياتي ، لا تميّزني عن جسدي .. “فأنا جسدي” ، أو بمعنى آخر : ” جسدي هو أنا ” في حالة الإحساس بالآخرين والإتصال بهم . فعندما أصافحُ أحدًا ، أو أبتسمُ له ، أو أتكلّم معهُ ، أو أعانقهُ ، كلّ هذه العمليّات يقومُ بها جسدي . وإذ نقولُ : إنّ يسوع القائم ، يمكنهُ أن يدخل في علاقة صداقة مع غيره ؛ فإنّما نعني بذلك ” إنسانيّته ” ، أي إنه قام كإنسان كامل . وأذكرُ هنا وصفٌ جميلٌ للكاردينال فالتر كاسبر يقول : الجسد الروحانيّ للقائم ، إنه الإنسان بجملته ( ليس فقط النفس ) ، الذي هو في بُعد الله إلى الأبد ، الذي دخل تمامًا في سيادة الله . وما يُفهَم من ” جسدانيّة القيامة ” ، هو أنّ شخص الربّ كلّه هو عند الله نهائيّا .. ولكن ، جسدانيّة القيامة تعني أيضا ، أنّ القائم من الموت ، لا يزالُ على علاقة بالعالم وبنا ، كمَنْ هو الآن عند الله . فهو إذن حاضرٌ عندنا بطريقةٍ إلهيّة.

(يتبع)

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).