أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | حسنات انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها
حسنات انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها
حسنات انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها

حسنات انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها

منذ بدء انتشار الوباء، والعالم بأكمله ينتظر ذروة الإصابات وانحسارها، وانخفاض عدد المصابين والموتى، ونهاية فترة الحجر والعودة إلى الحياة الطبيعية. لكن ماذا لو غيّر هذا الانتظار الناس؟

في الحقيقة، الانتظار ليس فضيلة؛ فالكلب الذي ينتظر شريحة اللحم بهدوء ليس أفضل من الطفل الذي يصرخ للحصول على الحليب. لقد اعتدنا ألّا نجعل الناس ينتظرون كي لا تمرّ برؤوسهم أفكار سيئة! ومع ذلك، دعونا نكتشف قيمة الانتظار، سواء فُرض علينا أم خُيّرنا به؛ فهو يكشف ويغير أمورًا عدّة.مدرسة من الإيمان والإخلاص

تجعلنا لحظات الانتظار نواجه واقع حياتنا، فتؤدّي دورًا مهمًا في كشف الحقائق. وهذه أولى فضائل الانتظار التي تكشف لنا ثروات حياتنا أو تنبهنا من الصعوبات التي سنواجهها خلال تغيّرنا.
حتى خلال انتظارنا، يمرّ الوقت بشكلٍ طبيعي، فنتخيل المستقبل غير الموجود، ثم نتذكر الماضي الذي ولّى. وهكذا، عندما نؤجل مشاريعنا كما في الوقت الحاضر، نفسح المجال للتفكير بأمورٍ أخرى كالعودة إلى الذات، فنجد في الانتظار فرصة لإعادة النظر في قِيَم أهدافنا بفضل الخبرة التي كنّا قد اكسبناها.ويتيح لنا اتساع الوقت أن ننظر إلى الأمور بإمعان، فيحررنا هذا التأمل باكتشافنا حقائق غير ملموسة. إذًا، يُعد الانتظار مدرسة من الإيمان والإخلاص.

مدرسة من الأمل والصبر والخير

 فلنستفد من الانتظار عبر ترك مكان في داخلنا للأحداث غير المتوقعة، حتى لو لم نقم بأي جهد حيال ذلك. من الطبيعي أن يؤدي انتظار حدث جيّد إلى المعاناة أو الشعور بالقلق أو رُبما التمرّد، لكن هذه الفترة تسمح لنا بتوقّع الأحداث غير المنتظرة واستقبالها. وهذه مدرسة من الأمل.ويتيح لنا الانتظار الفرصة لنتعلم الصبر واللطف والتواضع عبر التفكير في الآخرين قبل أنفسنا. لذا، فلنجعل من لحظات الانتظار هذه مدرسة من الخير وأسلوبًا للتغيير والتطور بدلًا من إضاعتها دون فائدة، ولنسبّح الرب الذي يُفاجئنا دائمًا بأعماله ويواسينا أثناء انتظارنا ويحفظنا.
أليتيا

عن ucip_Admin