أختر اللغة
الرئيسية | مقالات | حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) بقلم عدي توما
حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) بقلم عدي توما
حين نموت .. أين نذهب

حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) بقلم عدي توما

لعلّكم ستقولون : بإنّ كلّ الأجزاء السابقة كانت مجرّد إفتراضات  ونظريّات وإجتهادات فكريّة من ذهني . صراحة ً ، لم آتي بأيّ شيء من فكري  ونظريّاتي التي تظهر بمجرّد أن أكون مستلقيًا على كرسيّ المتحرّك متأمّلا  في الحياة وبيديّ قلمي ودفتري، أيّ أمر ٍ يخطُر ببالي أضعهُ لكمْ …! ليس  الأمرُ بهذه الطريقة أبدًا ، وللعلم : أنّ الأفكار والطروحات السابقة الذكر  في الحلقات 1 – 2 – 3 ، كانت من تعليم الكنيسة والباباوات ، ومؤكّد هم لا  يقولونَ أيّ شيء مخالفٌ لتعليم الكنيسة ، وحتى وإن لم تذكره الكنيسة بصورة  ٍحرفيّة في تعاليمها ؛ فالآباءُ واللاهوتيين يضعون الشروحات والتفاسير  الضروريّة التي تُقشّر ما تريدُ الكنيسة أن تقولهُ .

على كلّ حال ٍ ، الآن في هذا الجزء الرابع من موضوع (أ و ب ) .. ( أين  يذهبُ المتوفّى بعد الموت !) ، سنرى بعض من أفكار وطروحات البابا الفخري  بنديكتوس السادس عشر ، وبعض من اللاهوتيين. وما ذكروه بخصوص الموت وما بعده  ، وأيضا معنى ” الزمن الأبديّ ” . قد يكونُ التفسير – نوعًا ما – صعبًا  عليكم ؛ لكن لابدّ من معرفته لإنه ممتعٌ جدّا . فهلمّ معنا لنرى ما يقوله  البابا بهذا الخصوص …

يدعو التقليد المسيحيّ الموتَ ، نهاية سفر الإنسان . وهو يقصدُ بذلك أنّ  الموت هو النهايةُ الأخيرة للإمكانيّة المتوفّرة للإنسان ليكوّن حياته  الأرضيّة ، ويعملُ لخلاصه بمؤازرة نعمة الله . ومن ثمّ يجدرُ العمل ، ما  دام الأوان . عندما يموت الإنسان ، تكونُ النهاية ( نهاية العالم ) بالنسبة  لهُ شخصيّا بفقدانه الإتصال العضويّ بالكون ( لكنّه لا يفقد الإتصال  نهائيّا بالعالم وبالتاريخ ! ) .

الأبديّة ، لا تعني مجرّد حياة ٍ تستمرّ إلى اللانهاية دون َ أن ترتوي  أبدًا ، بل الإمتلاك ” المتزامن ” والكليّ والكامل لحياة ٍ لا تنتهي أبدًا .  وبما أنّ الحياة هي الله (المسيح )، فالله ذاته – المسيح ، هو الحياة  الأبديّة الدائمة  ، هي أن يكون الإنسان مقبولا دائمًا . لقد أعوز التقليد  المسيحيّ الإيمانيّ زمنٌ طويل ليتوصّل إلى أن يصوغ صياغة ً واضحة الحقيقة  عن الحياة الجديدة (الأبديّة مع الله ) ، التي تنفتحُ بالموت للإنسان الفرد  . وهذا يكشفُ عجزنا عن أعطاء تعريف ٍ واف ٍ بحياة ما بعد الموت ، وكيف  تكون وأين ؟!. التقمّص : يناقضُ مناقضة ً تامّة التقليد الإيمانيّ المسيحيّ  والتعليم الكنسيّ ، الذي يقول: بعودة النفس بعد الموت لحياة ٍ جديدة في  هذا العالم .  كما ذكرنا في الأجزاء السابقة ، بإن الإنسان لا ينقسمُ ( جسد  – نفس – روح ) كأنه يمتلكٌ جسدًا ، ونفسًا وروحًا كقطعٍ يمكن ُ أن تُبعثر  هنا وهناك وتنفصلُ ! .. النفسُ هي محور الشخص ، والجسد هو الإنسان ذاتهُ في  علاقته بالبيئة والمحيط .

لهذا ، التعليمُ الذي يقول بعدم ” إنقسام الإنسان ” الذي يُنعَت بإنه  مفهومٌ كتابيّ ، يتّفقُ مع الإنثروبولوجيا المعاصرة ذات الطابع العلميّ  التي ترى إنّ الإنسان  في كامل كيانه قائمٌ في جسده ، ولا تستطيعُ أن تعرف  شيئا عن نفس ٍ يمكنُ أن تنفصلَ عنه.  يتبعُ الجزء 4 ب

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).