أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | خطة خمسية للنهوض الثقافي..هل تسلك طريق التنفيذ؟
خطة خمسية للنهوض الثقافي..هل تسلك طريق التنفيذ؟
توزيع شهادات الفائزين في مسابقة الشعر والقصة القصيرة في معرض الكتاب العربي الجمعة

خطة خمسية للنهوض الثقافي..هل تسلك طريق التنفيذ؟

أعلن وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري الخطة الخمسيّة للنهوض الثقافي في لبنان خلال حفل في السراي الحكومي برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وفي حضور جمع من الوزراء والنواب وعدد من السفراء العرب والأجانب.
شمل الخطة قطاعات ثقافية عدة، ويُرجى منها تفعيل «الاستثمار الثقافي»، ليصبح القطاع الثقافي منتجاً، ولتحقيق ذلك تتطلّب الخطة تمويلاً بحوالى 180 مليون دولار، علماً أنّ موازنة وزارة الثقافة السنوية لا تتعدّى الـ40 مليار ليرة لبنانية، 36 ملياراً منها للرواتب والأجور. فهل سيُترجم هذا الاهتمام الرسمي بالإعلان عن الخطة عملياً بإقرارها ودعمها وتمويلها والحرص على حُسن تنفيذها وفاعليتها؟

خوري

أشار وزير الثقافة خلال إعلانه عن الخطة إلى «أننا تلقّفنا خطة أُعدّت في السابق من قبل الوزير روني عريجي، لكنها لم تبصر النور. فقمنا بتشذيبها وفتحنا حولها حواراً مع كل الفعاليات الثقافية، سواءٌ من خلال الوزارة أو من خلال المؤتمر الذي نظّمناه في قصر الأونيسكو لهذه الغاية، وشمل كافة المعنيين بالقطاع الثقافي الرسمي والشعبي، وكان مناسبة للاطلاع على خبرات وآراء الكثيرين والاستفادة منها».

واستعرض وضع وزارة الثقافة الحالي، «الوزارة المؤتمنة على كنوز لبنان الأثرية، وعلى التراث، والفنون، والآداب، والإنتاج الفكري، والصناعة الثقافية، وكل ذلك من خلال موازنة لا تتعدّى الـ40 مليار ليرة لبنانية، 36 ملياراً منها للرواتب والأجور».

وأكّد: «نحن بحاجة لخطة تبرز معالمنا التاريخية في كل لبنان، وتؤدّي إلى نهضة ثقافية تشكّل رافداً أساسياً من روافد النهوض الاقتصادي. نحن بحاجة للمحافظة على متاحفنا وبناء المزيد من المتاحف في صيدا وجبيل وصور وكل المناطق. ونحن نسعى لبناء متحف لمدينة بيروت في ساحة الشهداء، بهبة سخيّة من دولة الكويت. أما الكونسرفتوار الوطني، الذي يعلّم ستة آلاف تلميذ، ولديه أوركسترا غربية وأخرى شرق عربية، فقد قمنا أخيراً بتوقيع بروتوكول تعاون مع الصين، يقضي بمساهمة هذه الدولة الصديقة ببناء كونسرفتوار حديث، يتضمّن مدرسةً موسيقية وصالات فنّية، كهبة للوزارة، بحيث تنقل الموسيقى وتعليمها الى رحاب جديدة».

«البيكاديللي» على لائحة الجرد العام للأبنية التراثية

وتابع خوري: «كذلك المكتبة الوطنية، التي ساهم فخامة الرئيس العماد ميشال عون باستكمال الهبة، المقدّمة من قبل دولة قطر لإعادة تأهيلها. وهي ليست مكتبة بالمفهوم الكلاسيكي، بل هي مركز ثقافي متطوّر، نستعدّ لتدشينه وفتحه أمام المواطنين خلال الأشهر المقبلة، ليكون علامةً مميّزة من علامات بيروت الثقافية».

وأشار إلى أنّه ليستقيم العمل «لا بد من تعيين مجالس إدارة لهذه الهيئات؛ الكونسرفتوار، هيئة المتاحف، وكذلك المكتبة الوطنية وتعيين مدير عام لوزارة الثقافة».

ولفت خوري إلى أنّ «بيروت، عاصمة العرب الثقافية وعاصمة حوار الحضارات في العالم، لا تمتلك مسرحاً مناسباً، يليق بمكانتها ودورها. صحيح أننا في طور بناء ما تمّ ذكره آنفا، ونعمل على ترميم قصر الاونيسكو، ولكن يبقى مسرح قصر البيكاديلّي، ذلك المعلم التراثي الذي لا يغيب عن ذاكرة بيروت ولبنان، ولا يوجد سبيل لإنقاذه من الخراب، رغم مرور أكثر من 15 عاماً على احتراقه. ولقد حاولت جاهداً التوصل إلى حلّ مع المؤسسة الوطنية لضمان الودائع، بصفتها الجهة التي تملك المسرح، ولكن دون جدوى». وأكّد: «لن أترك هذا المسرح ضحيّة للخراب والتعطيل، وهو سيكون في عهدة وزارة الثقافة». وأعلن عن قرار وضعه على لائحة الجرد العام للأبنية التراثية والتاريخية، تمهيداً لاستملاكه.

عرض للخطة

ومن ثمّ، قدّم مدير عام الآثار سركيس خوري عرضاً عن الخطة مطالِباً بتأمين إعتمادات إضافية لموازنة وزارة الثقافة تبلغ حوالى 180 مليون دولار تُصرف على مدى خمـس سـنوات لإنجاح الاستراتيجية الثقافية.

ولفت إلى أنّ الخطة الخمسية لوزارة الثقافة ستساهم قي دعم مكوّنات القاعدة الثقافية علـى اختلاف أنواعها (الفنون، السـينما، المسرح، الموسيقى، المكتبات العامة) وإطلاق ورش ترميم وتأهيل كافة المواقع الأثرية، واسـتثمار الأبنية التاريخية… وبالتالي تحقيـق النفع الاقتصادي للعاملين في هـذا القطاع وللمجتمعات المحيطة بالمراكز الثقافية والمواقع الأثرية والتاريخية، وتوفير فرص عمل وزيادة الدخل القومي لشريحة واسعة مـن المواطنين.

الحريري

وفي الختام، تحدّث الرئيس الحريري وقال: «الخطة التي نراها اليوم تمتد على خمس سنوات وتبلغ تكلفتها 180 مليون دولار، ولكنني أرى أنها ليست بالتكلفة الكبيرة لأنها قد تدرّ على لبنان مبالغ تصل إلى مليار وثمانمئة مليون دولار. يجب أن نفكر على هذا النحو حين نريد أن نستثمر في الثقافة، وعلينا أن نحافظ على ثقافتنا وثقافة هذا البلد، فإذا كان هذا البلد يتعرّض إلى التشويه في أماكن معيّنة، إلّا أنه إذا حافظنا على ثقافتنا وتراثنا فإننا سنُظهر لشبابنا وأولادنا معنى لبنان وتاريخه وماهيّته الفعلية».

وأضاف: «لذلك، فإنّ الاستثمار في هذه الخطة الخمسية هو استثمار في مكانه، وأنا سأعمل مع معالي الوزير على ألّا تكون هذه الخطة مجرّدَ حلم بل حقيقة، وإذا كانت هناك من وزارة يجب أن تكون وزارة سيادية فهي وزارة الثقافة، فهي تراثنا وتاريخنا وما تركه لنا آباؤنا وأجدادنا وهي ما تمثلنا في التاريخ. ومَن لا تاريخ له لا مستقبل له. لذلك يجب أن نكرّس هذا التاريخ ونقول هذا هو لبنان».

بالنسبة إلى قانون الحفاظ على التراث والمباني التراثية، أشار الحريري إلى أنّ «هذا القانون لم يُقرّ منذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد آن الأوان أن يتم البتّ به. فمن غير الطبيعي أن نسمع كل يوم خبراً عن هدم مبنى تراثي أو أنّ فلاناً يريد أن يهدم مبنىً تراثياً ليبني ناطحة سحاب مكانه. الناس بالتأكيد محتاجة للاستثمار، ولكن يمكننا أن نجد معادلة بين الحالتين، بين أن نحافظ على التراث وتأمين مصلحة أصحاب هذه المباني ومصلحة أبنائهم، بحسب ما ينصّ عليه التنظيم المدني، لكي نحافظ على تراثنا».

الحريري: إذا كانت هناك من وزارة يجب أن تكون وزارة سيادية فهي وزارة الثقافة.

الجمهورية

عن ucip_Admin