أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | دماغ الأطفال يتطور بشكل أفضل في حال كانوا في رعاية أمهاتهم خلال سنوات ما قبل المدرسة
دماغ الأطفال يتطور بشكل أفضل في حال كانوا في رعاية أمهاتهم خلال سنوات ما قبل المدرسة
طفل يحدث خضّة في العالم وولد بطريقة عجيبة

دماغ الأطفال يتطور بشكل أفضل في حال كانوا في رعاية أمهاتهم خلال سنوات ما قبل المدرسة

دماغ الطفل المحروم من التفاعل والتحفيز “أصغر من المعدل” ويعاني “على مستوى الغشاء من نمو غير سليم”

قد تكونوا قد شاهدتم صورتَي رنين مغنطيسي تقارنان الفرق في نمو دماغَي طفليَن يبلغان من العمر ٣ سنوات. تعود الصورة الأولى لطفل تهتم به والدته اهتماماً جيداً أما الثانيّة فهي لطفل يختبر العكس تماماً، أي اهمال كبير.

وكان البروفيسور بروس بيري أوّل من نشر هذه المقارنة في العام ١٩٩٧ وهو طبيب معروف مختص في طب نفس الأطفال ونموهم ودرس بشكل خاص تأثير قلّة الحب والحنان على الأطفال.

إن الفرق بين الصورتَين واضح فهو يُظهر كيف أن دماغ الطفل المحروم من التفاعل والتحفيز “أصغر من المعدل” ويعاني “على مستوى الغشاء من نمو غير سليم”.

ولحسن الحظ ان هذا النوع من الإهمال المبكر لا يطال إلا قلّة قليلة من الأطفال. لكن، حالات متطرفة مثل هذه تساعدنا على فهم تابعات انعدام الحب والرعاية وتشدد على ان البيئة الأمثل لنمو الفرد هي بيئة من الحنان والعناية وتفاعل صحي من خلال التواصل مع العائلة والأصدقاء. وعندما يُحرم طفل من هذه الظروف، تكون التابعات خطيرة جداً.

وتتحدث دراسة حديثة عن أهميّة علاقة الأم بأولادها خلال الطفولة المبكرة وتأثير ذلك على دماغهم ومشاعرهم. ونشرت الصحيفة العلميّة PNAS دراسة تؤكد على ذلك في العام 2016. وتفسر ان الدراسة استخدمت بيانات 127 طفلا خضعوا للتصوير المغناطسي خلال فترات الطفولة وبداية المراهقة. ودرس العلماء “آثار دعم الأم خلال فترات ما قبل المدرسة وخلال المدرسة على حجم الحُصين. والنتيجة: كلما حصل الطفل على دعم الوالدة، كبر الحصين في الدماغ. وتشير الدراسة الى ان الحُصين يلعب دور مهم جداً على مستوى إدارة الإجهاد والتكيّف والصحة النفسيّة.

ويعني ذلك آن الاثار المتوسطة والطويلة الأمد لدعم الأم خلال سنوات الطفولة الأولى قابلة للقياس وايجابيّة.

وتفيد الدراسات ان سنوات الطفولة الأولى فترة حساسة والدعم والحب ضروريان لنمو الدماغ. ويرتبط نمو الحُصين بسيطرة أفضل على المشاعر في بداية فترة المراهقة. وأشارت النتائج الى ان الدعم الأمومي يعزز نمو دماغي ونفسي صحي.

وما المقصود بـ”دعم الأم”؟ يعتبره العلماء “المقاربة الإيجابيّة والمحبة التي تعتمدها الأم مع أولادها وجهدها لكي تكون مدركة نفسياً ومعرفياً لرفاه أطفالها.”

ويوصي الخبراء بأن ينتج عن هذه الدراسة اجراءات وسياسات تهدف الى حماية مراحل النمو الأولى عند الطفل.

 أليتيا

عن ucip_Admin