أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في النسخة الثامنة والثلاثين من لقاء “الصداقة بين الشعوب” في ريميني
رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في النسخة الثامنة والثلاثين من لقاء “الصداقة بين الشعوب” في ريميني
البابا فرنسيس

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في النسخة الثامنة والثلاثين من لقاء “الصداقة بين الشعوب” في ريميني

بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في النسخة الثامنة والثلاثين من لقاء “الصداقة بين الشعوب” والذي يُعقد سنويا في مدينة ريميني الإيطالية. حملت الرسالة توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان ووُجهت إلى أسقف أبرشية ريميني المطران فرنشيسكو لامبايزي وعبر فيها البابا عن أطيب التمنيات لمنظمي اللقاء وجميع المشاركين فيه وأكد أن هذا الموعد السنوي يشكل مناسبة للتوقف والتفكير بالتساؤلات الكبرى المتعلقة بكوننا بشر والتي لا يمكن التغاضي عنها على الإطلاق.
وتطرق البابا إلى أحد المشاكل التي تعاني منها المجتمعات العصرية ألا وهو فقدان الذاكرة إذ تميل الأجيال الفتية إلى التخلّص مما تركه الماضي وترى فيه عبئا ثقيلا. مع ذلك أكد البابا أن المسيحيين لا ينظرون إلى الماضي كمن يبكي على الأطلال بل يتطلعون إلى المستقبل بثقة، لافتا في هذا السياق إلى البصمات العديدة لحضور الله في الزمن عبر التاريخ بدءا من رواية الخلق، كما أن الله الحي شاء أن يتجسد ويأتي إلى عالمنا إذ يقول إنجيل القديس يوحنا “الكلمة صار جسدا وحلّ بيننا”.
هذا ثم حّذر البابا أناس زماننا الحاضر من خطر الإصابة بمرض يسميه “الألزهايمر الروحي” الذي يتمثل في فقدان تاريخ علاقتنا الشخصية مع الله، هذه المحبة التي جعلتنا أبناء له. واعتبر البابا أنه إذا فقدنا ذاكرة اللقاء مع الرب، نفقد الثقة بأي شيء آخر، ويسود في قلوبنا الخوفُ الذي يعيق حركتنا. وأكد البابا فرنسيس أنه بغية الوقاية من هذا المرض يتعين علينا أن نتذكر “حبنا الأول”، وذاكرتنا هذه تعطينا دفعا إلى الأمام وتساعدنا على مواجهة التحديات المطروحة أمامنا وتُبقينا منفتحين دوما على الروح القدس الذي يهب حيث يشاء.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن الأعداد الكبيرة من الشهود المسيحيين الذين عرفتهم الكنيسة على مدى القرون العشرين الماضية، وهؤلاء الأشخاص يجددون إعلان “الله معنا”، وذكّر البابا بالعظة التي ألقاها عشية الاحتفال بعيد الفصح في التاسع عشر من أبريل نيسان 2014 عندما شدد على ضرورة أن يعود المؤمنون إلى “الجليل” ألا وهو مكان الدعوة الأولى وحيث بدأ كل شيء. هذا ثم شجع البابا فرنسيس المشاركين في لقاء ريميني للصداقة بين الشعوب على إعادة اكتساب الإرث المتروك لنا، وهذه الدعوة توجهها الكنيسة إلى جميع الأجيال، وشدد على أهمية ألا يخاف المؤمنون من الحواجز والعراقيل التي تعترض مسيرتهم، كما ينبغي أن يساهموا في صناعة الواقع إذ لا يمكن الاكتفاء بالتفرّج على ما يدور من حولنا كمن يشاهد فيلما على التلفاز. لذا من الأهمية بمكان أن نسعى إلى إعادة اكتساب الأمور الجميلة والطيبة التي تركها لنا الآباء وبهذه الطريقة تُتاح أمامنا فرصة للتغيير ولنقل بشارة الإنجيل بفرح إلى الآخرين.
في هذا السياق شجع البابا فرنسيس المشاركين في لقاء ريميني ومنظميه والمتطوعين على النظر بدقة ليتمكنوا من قراءة علامات الحاجة إلى الله كالمعزى الأسمى للوجود وبهذه الطريقة فقط نستطيع أن نقدم للأشخاص أجوبة على الأسئلة الكبرى التي يطرحها القلب البشري. وتمنى البابا فرنسيس في ختام رسالته أن يتمكن جميع المشاركين والزوار من النظر إلى المنظمين والمتطوعين على أنهم شهود للرجاء الذي لا يخيّب. هذا ثم أكد الكاردينال بارولين للجميع أن البابا يمنحهم بركاته الرسولية النابعة من أعماق القلب ويطلب من الجميع أن يصلوا من أجله. وضم بارولين صوته إلى صوت البابا معربا هو أيضا عن أطيب التمنيات للجميع.
وطنية

عن ucip_Admin