أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | زيارة تاريخية لإمام الأزهر للفاتيكان ولقاء “ودّي جداً” والبابا مناقشة وضع المسيحيين في الشرق ودعوة إلى نبذ الإرهاب
زيارة تاريخية لإمام الأزهر للفاتيكان ولقاء “ودّي جداً” والبابا مناقشة وضع المسيحيين في الشرق ودعوة إلى نبذ الإرهاب
من اليمين إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب والبابا فرنسيس في مكتبة الفاتيكان

زيارة تاريخية لإمام الأزهر للفاتيكان ولقاء “ودّي جداً” والبابا مناقشة وضع المسيحيين في الشرق ودعوة إلى نبذ الإرهاب

في لقاء تاريخي “ودي جداً”، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان أمس إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، بعد عشر سنين من العلاقات المتوترة بين المؤسستين الدينيتين، الأمر الذي من شأنه أن يعيد فتح قناة مهمة للحوار الإسلامي – المسيحي في زمن زيادة هجمات المتشددين على المسيحيين في الشرق.

قال البابا للصحافيين إن الرسالة من هذا اللقاء الذي شهد عناقاً له ولإمام الأزهر، هي “لقاؤنا” بحد ذاته، وقد استغرق قرابة نصف ساعة.
وهي المرة الأولى يعقد لقاء كهذا في الفاتيكان. وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زار شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي في القاهرة في 27 شباط 2000.
وعقد اللقاء في مكتبة الفاتيكان واستُعين بسكرتير خاص مصري لدى الكرسي الرسولي للترجمة، وقدم البابا إلى ضيفه ميدالية السلام ونسخة من رسالته العامة عن البيئة. ودعا إلى إعادة التوازن في العلاقة الاقتصادية بين الدول الصناعية والنامية.
وشكل اللقاء مرحلة جديدة في المصالحة بعد عشر سنين من العلاقات المتوترة بسبب تصريحات أدلى بها البابا السابق بينيديكتوس السادس عشر في ألمانيا عام 2006 وفُسرت بأنها تربط بين الإسلام والعنف.
وتحدّث الحوار شيئاً فشيئاً بعد اعتلاء البابا فرنسيس سدة الكنيسة الكاثوليكية عام 2013 مع تبادل الموفدين وتلقي فرنسيس رسالة تهنئة من الطيب.
وأشاد القطبان الدينيان بـ”الدلالات المهمة لهذا اللقاء الجديد في اطار الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام”.
وأفاد الفاتيكان أن البابا وشيخ الأزهر “بحثا خصوصاً في المشاكل المشتركة لدى سلطات الديانات الكبرى في العالم وأتباعها”، و”السلام في العالم ونبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في إطار النزاعات والتوتر في الشرق الأوسط، وكذلك حمايتهم”.
وأورد الأزهر في موقعه الالكتروني أن الطيب قبِل دعوة من البابا لـ”البحث في جهود نشر السلام والتعايش المشترك”.
وصرح وكيل الازهر عباس شومان: “ما كان اللقاء ليحدث لولا هذه المواقف الجيدة (للبابا فرنسيس)”. وقال إن شيخ الأزهر حمل معه رسالة للترويج “للإسلام الصحيح وتصحيح مواضع سوء الفهم التي رسختها جماعات إرهابية متطرفة”. وأضاف أن الطيب “يشجع الدول ألا تتعامل مع مواطنيها المسلمين كجماعات تشكل خطراً”، كما انه “يشجع المسلمين في الغرب على الاندماج في مجتمعاتهم. إنها رسالة للجهتين”.
ويذكر أن من مبادرات البابا التي تركت أثراً كبيراً بين المسلمين، زيارته جزيرة ليسبوس اليونانية التي تشهد أزمة هجرة خانقة وإحضاره معه ثلاث أسر سورية مسلمة لإيوائها في الفاتيكان.
وقبل ذلك زار الأردن واسرائيل عام 2014 ورافقه الحاخام ابراهام سكوركا وأستاذ الدراسات الاسلامية عمر عبود.
وفي المقابل، أخذ الطيب على عاتقه مهمة تحديث الفكر الديني لمواجهة الايديولوجيات الجهادية والتكفيرية مع دفاعه عن التراث الإسلامي التقليدي. وهو عُين شيخاً للأزهر عام 2010 بقرار من الرئيس المصري سابقاً حسني مبارك وكان يُنظر اليه، نظراً الى عضويته في الحزب الوطني الديموقراطي الذي كان مبارك يتزعمه، على أنه أحد رجال الدين الموالين للسلطة. ولكن تبين أن الإمام، وهو أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية والحائز شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس، واسع الثقافة وسياسي محنك، اغتنم فرصة الثورة التي أطاحت مبارك عام 2011 للحصول على بعض الاستقلالية للأزهر الذي يُنظر اليه كأهم مؤسسة تعليمية للإسلام في العالم. وأثمرت جهوده التوصل إلى الحق في انتخاب شيخ الأزهر بعدما ظل لعقود طويلة يُعين بقرار رئاسي.
والطيب ندّد بتنظيم “الدولة الإسلامية” واصفاً إياه بأنه “إرهابي”. وعندما كان رئيساً لجامعة الأزهر قبل أن يصير مسؤولاً عن المؤسسة كلها، كان يحض طلابه على التحلي بعقول منفتحة أثناء دراستهم للفلسفة الاسلامية.
وقد غادر الفاتيكان إلى باريس لافتتاح مؤتمر إسلامي – كاثوليكي عن العلاقات بين الشرق والغرب.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).