أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | “صلاة الأُم اللجوجة”… في شهر أيار المريمي، شهر العذراء “أم الله”
“صلاة الأُم اللجوجة”… في شهر أيار المريمي، شهر العذراء “أم الله”
السيدة العذراء

“صلاة الأُم اللجوجة”… في شهر أيار المريمي، شهر العذراء “أم الله”

عندنا خبرة جميلة للأم تسرد لنا خبرتها في الصلاة بلجاجة ومثابرة فتقول :

+ لم أكن أظن أني سأحب أحداً حبّاً حقيقياً ومُطلقاً وبلا شروط،،فصرتُ أتعلَّم المحبة لأطفالي الأربعة، ومنهم واحد كان مُعوَّقاً، وقاسيتُ معه ومن أجله محبة شديدة.

صدِّقوني لقد قضيتُ مئات الليالي وأنا لا أفعل شيئاً إلاَّ أن أُصلِّي، طالبة من الله الحكمة والشفاء والسلامة لابني هذا ولباقي أطفالي بل ولكل الأطفال.

ولكني أعترف أني كثيراً ما أصابني الخَوَر. لذلك لم أجد مخرجاً إلاَّ بموقف تلك الأُم المثابرة المُلحة التي تحَاوَرَ معها الرب يسوع المسيح (المرأة الكنعانية: مت 15: 21-28؛ مر 7: 24-30)، فقد صار لي إيمان راسخ يجعلني أظل أصرخ إلى الله طالبة المعونة والشفاء.

+ففي هذه القصة نقرأ أن الرب يسوع كان يزور مدينة صور على شاطئ البحر. ففي إنجيل مرقص يذكر أن الرب دخل بيتاً وهو يريد أن لا يَعْلَم أحد بوجوده. لكنه لم يقدر أن يختفي لأن هذه المرأة كان بابنتها روح نجس، وهي قد سمعتْ بمجيء الرب فأتت وخرَّت عند قدميه. ويذكر الإنجيل أن المرأة لم تكن يهودية، بل من الأُمم أي من الوثنيين سكان سوريا. هذه المرأة أتت وقد تركت ابنتها في البيت، ولازمت المسيح وخرَّت عند قدميه، وسألته أن يُخرِج الشيطان من ابنتها. وكانت تلحُّ وتصيح.

+تقول القصة إن التلاميذ ضجوا من صياحها وقالوا للمسيح: اصرفْها، لأنها تصيح وراءنا. فهُم لم يشعروا بالألم الذي يُصيبها كونها أُمّاً، ولكون ابنتها مريضة بلا شفاء.

+لكن لحسن الحظ فإن الرب يسوع لا يملُّ ولا يتعب من احتياجاتنا المُلحَّة، ولا هو يكلُّ من سماع التوسُّلات المتكررة من أُمٍّ لجوجة مثل هذه الأُم.

أما الحوار العجيب الذي تمَّ بين الرب يسوع والأُم اللجوجة فكان كالآتي (بكلمات من عندنا لزيادة الإيضاح):

+ لا أستطيع مساعدتك. فأنا لم أُرسَل إلاَّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة (أي إلى اليهود فقط ).

+ طيِّب، ساعدني بأية طريقة من فضلك.

+ لا، ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُعطَى للكلاب (كما هو مكتوب في التقليد اليهودي أنَّ كل مَن هو غير يهودي محسوب مثل الكلاب).

(المسيح هنا يريد أن يظهر علانية، وأمام اليهود الحاضرين، عَظَمَة إيمان هذه المرأة التي لم يجد مثلها في كل اليهودية ! ليروا ماذا سيفعل مع هذه المرأة غير المؤمنة).

وهنا تُظهِر المرأة غير المؤمنة (بموجب الوضع الاجتماعي) عَظَمَة إيمانها (بموجب النعمة الإلهية)، فتقول:

+ هذا صحيح، ما تقوله يا سيد، ولكن حتى الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها!

وعند هذا الإلحاح والثقة والإيمان، مع تواضع النفس أمام خالقها، قال  المسيح:

+ يا امرأة، عظيمٌ إيمانكِ. لأجل هذه الكلمة، اذهبي، ليكن لكِ ما تريدين. قد خرج الشيطان من ابنتك.

+لقد تجاهلت المرأة ردَّ فعل التلاميذ الذي يُعبِّر عن أتباع تقاليد الناس على تعليم الله، ومن إحباط البشر للإنسان المتألِّم؛ وتمسَّكت بالقلب المُحِب الممتلئ رحمة الذي للرب يسوع. وكل أب وكل أُم يمكنهما أن يفعلا نفس الشيء.

+فعرفتُ ماذا عليَّ أن أفعل، أن أُصلِّي الصلاة التي يجب على كل أُم أن تصليها من أجل ابنها، سواء شُفِيَ أم لم يُشفَ:

++ ” بقوة دم صليبك يا ربي يسوع المسيح، ضع كل فكر وتصوُّر يجول في ذهن ابني، وكل حركة تتحرك في قلبه، وكل عمل يجري من تحت يديه، وكل خطوة يخطوها؛ اجعلها كلها تحت سلطان ربوبيتك، يا رب. لتكن له مُعيناً أن يُحبك من كل قلبه وكل فكره وكل نفسه، وأن يحب قريبه كنفسه” .

قالت أمرآة من خبرتها :

ما زلتُ أُصلِّي من أجل ابني، ولكني أُصلِّي بثقة وإيمان بدلاً من القنوط والخوف اللذين كانا عندي. وكمثل المرأة اللجوجة، وضعتُ ابني عند أقدام المسيح، واثقة أن محبته تشفيه. ولم أشكَّ في أن الرب يسوع هو أيضاً يريد أن ابني يكون معافى.

ثم بدأتُ “صلاة الأُم اللجوجة” مع أُمهات وجدَّات كثيرات أُخريات من أجل أن يجعل المسيح أطفالهم في صحة روحية كاملة، في عالم يسعى الشيطان فيه أن يُدمِّرهم تماماً. وسنظل جاثين على رُكبنا عند قدَمَي المسيح متوسلين إليه من أجل شفاء نفوس أبنائنا وبناتنا، وحتى ننال ما نريده من المسيح، واثقين كل الثقة في محبة الرب يسوع القوية القادرة أن تشفيهم .

+ ويا ليت الجميع يُشاركوننا في هذا الشهر المريمي المبارك  “صلاة الأُم اللجوجة”  نصلي للرب يسوع وأمه مريم العذراء القديسة، التي ترافقنا دائما بصلواتها وتضرعاتها أمام الرب الإله ، من أجل أبنائنا وبناتنا وعائلاتنا .

تضرعي للأجلنا  ياوالدة الله القديسة لكي نستحق مواعيد المسيح . أمين

الأب بيوس فرح ادمون فرح
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).