أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | فوضى تعمّ سوق العمل… التوجيه ضمانٌ للتوظيف
فوضى تعمّ سوق العمل… التوجيه ضمانٌ للتوظيف
مدير قسم التوجيه في لابورا الأستاذ جرجس سمعان

فوضى تعمّ سوق العمل… التوجيه ضمانٌ للتوظيف

أكثر من 30 ألف طالب يتخرج سنوياً من المعاهد والجامعات في لبنان، يعاني غالبيتهم من إيجاد الوظيفة الملائمة، فسوق العمل عاجز عن إستيعاب الكم الهائل من الخريجين نظراً لعدم التجانس بين مهاراتهم ومتطلبات سوق العمل، لجملة من الأسباب، أبرزها النقص في التوجيه المهني والاكاديمي. ما هي الوظائف المطلوبة؟ كيف يمكن للطلاب إختيار الإختصاص المناسب؟… تساؤلات شكلت محور اللقاء مع مدير قسم التوجيه في مؤسسة لابورا جرجس سمعان.

• كيف يمكن للطالب أن يختار تخصّصَه المناسب؟

– في البداية تقوم المدارس الرسمية والخاصة في لبنان بوضع برامج توجيهية لطلابها بالتعاون مع الجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية وبعض المؤسسات والجمعيات التي تعنى بالتوجيه ومنهم لابورا، افساحا في المجال أمام طلابهم للتعرف على الاختصاصات كافة وربط سوق العمل بالاختصاص المناسب، حيث تتم مواكبة الطلاب من صف البريفيه وصولا الى صفوف القسم الثاني أو ما يعادلها.

من هنا تكمن أهمية التوجيه وخصوصا التوجيه المهني حيث يتم من خلاله التركيز على المهنة قبل الاختصاص وعندما يقرر الطالب نوع العمل الذي يريده يمكن تحديد الاختصاص المناسب الذي يتلاءم مع هذا العمل.

• على مَن تقع مسؤولية التوجيه؟ الجامعة؟ المدرسة؟ الأهل؟

– مسؤولية التوجيه تقع على الأهل والمدرسة والجامعة معا، كل طرف يتحمل جزءا من المسؤولية. في ما خصّ الأهل يجب عليهم مساندة أولادهم دون الضغط عليهم لاختيار الاختصاص، لأننا نرى عددا كبيرا من الأهل وخصوصا في زياراتنا التوجيهية الى المدارس حيث يكون التوجيه في حضور الاهل والادارة والطلاب فاننا نرى في أغلب الأحيان أن الاهل هم من يقومون بطرح الأسئلة عن أولادهم وهم من يقررون أي من الاختصاصات هو الأفضل، بالرغم من وجود متخصصين يقومون بشرح كل النقاط المتعلقة بسوق العمل، نجد في النهاية أن الأهل هم الذين يحددون اختصاص أولادهم وهذا ما ينعكس سلبا عليهم في الجامعات حيث نجد عددا كبيرا من الطلاب يضيّعون سنة أو أكثر من حياتهم ومن ثم ينتقلون الى الاختصاص الذي يريدونه هذا اذا لم يتركوا الجامعة نهائيا ويتحولون الى أمور أخرى.

أما في ما خصّ المدارس فهي تتحمّل مسؤولية كبيرة من خلال اختيار الجامعة التي ستقوم بعرض ما لديها من اختصاصات أمام طلاب المدرسة، على أن تتمتع بمستوى جيد وسمعة حسنة وتكون الاختصاصات لديها مستوفية للشروط القانونية التي تضعها وزارة التربية من ناحية التصديق والمعادلة. تكمن مسؤولية الجامعات من خلال مواكبة سوق العمل والاطلاع على واقع التوظيف والوظائف ليتم تحديد جدول بالاختصاصات حسب الأولوية.

• بعض الطلّاب يَميل إلى اختيار التخصّصات ذات السنوات الدراسية الأطول لاعتبارها أربحَ للمستقبل، ما رأيُكم؟

– خلال تواجدنا مع طلاب المدارس في المحاضرات التوجيهية ومعارض التوظيف وغيرها نجد من يفتش عن التخصصات ذات السنوات الدراسية الأطول وفي المقابل نجد الجزء الأكبر يتجه نحو التخصصات ذات السنوات الدراسية الأقصر لكي يدخل بشكل سريع الى سوق العمل.

كما نجد لدى استقبالنا مقدمي طلبات العمل في مكتبنا وخصوصا للخريجين الجدد نلاحظ ظاهرة غريبة وهي طلب رواتب مرتفعة «يمكن أن يكون طلبا محقا» شرط ارتباطه بعدد من التدريبات التي يجب أن يخضع لها الطالب خلال دراسته ومن ثم جزء منها بعد الدراسة ليصبح من بعدها حاضرا لطلب الوظيفة التي تليق بشهادته. ولكن للأسف نسبة هؤلاء كبيرة جدا وهذا ينعكس سلبا عليهم في التوظيف.

التوجيه الجامعي

• إلى أيّ مدى يؤثّر التوجيه الجامعي في اختيار الوظيفة المناسبة للمستقبل؟

– هناك تأثير كبير للتوجيه على الطلاب لاختيار الاختصاص المناسب وبالتالي الوصول الى الوظيفة المناسبة في المستقبل حيث يؤمن التوجيه الصحيح الطريق الأفضل والأنسب الى أفضل الوظائف. وأعيد وأذكر بضرورة الفصل بين التوجيه الجامعي الذي تقدمه الجامعات حيث يتوجه الطلاب اليها والتوجيه المهني الذي تقدمه بعض المؤسسات ومنها لابورا من خلال توجيههم الى اختيار الوظيفة الأنسب بناء على الاحصاءات الوظيفية التي تحدد الاختصاصات الأكثر طلبا في سوق العمل.

• كيف تصِفون واقعَ التوظيف في لبنان؟

– التوظيف في لبنان يتراجع شيئا فشيئا وخصوصا في السنوات الاخيرة بعد دخول النازحين السوريين بأعداد كبيرة وسيطرتهم على سوق العمل وبأسعار متدنية مما نافس وبشكل كبير اليد العاملة المحلية، وهنا يكمن دور وزارة العمل وأصحاب المؤسسات للعمل سويا على تطبيق القوانين وحماية اليد العاملة اللبنانية واعادة الثقة بالعمل داخل لبنان والحد من الهجرة.

البطالة

• هل مِن أرقام تقديرية عن واقع البَطالة؟

– ليس هناك من احصاء دقيق عن نسبة البطالة في لبنان فالنسب تتراوح بين مؤسسة وأخرى ولكننا استطعنا الجمع بين مختلف الاحصاءات التي تشير الى أن نسبة البطالة وصلت إلى أكثر من 16% مع نهاية العام 2011.

وأفاد التقرير الذي أعدته لابورا بناء على المعطيات المتعلقة بنسب التوظيف في القطاعين العام والخاص أن هذه النسبة تخطت الـ 50 % في صفوف الشباب المقبلين على سوق العمل الأمر الذي يدفع هؤلاء إما إلى الهجرة أو إلى البطالة المقنعة، كما تعمل لابورا حاليا على اعداد جدول جديد سيصدر قريبا عن نسب البطالة لدى مختلف الفئات العمرية وحسب المناطق.

وأوضح التقرير عن حاجة السوق إلى استحداث ما بين 30 و50 ألف فرصة عمل يتوفر منها حاليا ما يترواح بين 12 و14 ألف فرصة معظمها في القطاع الخاص والسلك العسكري التي يفتح باب التطوع.

وحسب آخر احصاء في أواخر عام 2014 فان نسبة البطالة ارتفت الى 32% تقريبا، وهذا مؤشر سلبي يهدد اليد العاملة اللبنانية وبالتالي لاحظنا نسبة الهجرة المتزايدة وخصوصا أنه في المقابل بعض السفارات تهاونت في اعطاء فيزا السفر وانتقال عدد كبير من فئة الشباب.

• ما هي الوظائف المطلوبة للسنوات المقبِلة؟

– الوظائف الأكثر طلبا للسنوات المقبلة تنحصر في بعض فروع الهندسة مثل الهندسة المعمارية والمدنية وهندسة الميكانيك ومن ثم هندسة البترول على أمل بداية البحث واستخراج البترول في لبنان حيث يؤمن فرص عمل كثيرة.وهناك وظائف المحاسبة وتدقيق الحسابات التابعة لكلية ادارة الأعمال اضافة الى اختصاص المساحة والتمريض (هناك نقص كبير في هذا الاختصاص) ومن ثم اختصاص الحقوق حيث نستطيع من خلاله التقدم الى كتاب العدل والقضاء والضباط ورؤساء الدوائر ورؤساء الأقلام وأستاذ في التعليم الثانوي وغيرها من الوظائف.

وأخيرا اختصاص التصميم الغرافيكي وعلم التغذية. مع الاشارة الى أن الوظائف المتعلقة بالاختصاصات المهنية والعلوم التطبيقية هي في حاجة الى أعداد كبيرة لسد النقص في هذه المجالات.

• ما هي الوظائف التي تعاني التخمةَ؟

– العديد من الوظائف تعاني التخمة ولكن تفتقر الى الكفاءة في أغلب الأحيان، من بين هذه الوظائف التعليم في مختلف الاختصاصات التعليمية (الفيزياء، الكيمياء، علم الحياة، أدب عربي، أدب فرنسي، تاريخ، جغرافيا…) الهندسة الداخلية، الكومبيوتر، الاعلام، المسرح، العلاج الفيزيائي، العلاقات العامة والتسويق، علم النفس، …

• أي دور لمكتب التوجيه في لابورا؟

– يقوم قسم التوجيه في لابورا باعداد لقاءات توجيهية في كل من المدارس والمعاهد والجامعات والبلديات والجمعيات والأحزاب وغيرها … حيث يتم التحدث عن وظائف القطاع العام (السلك الاداري والعسكري) وكيفية الدخول اليها وتحفيزهم من خلال اعلامهم بالحوافز الوظيفية بالتفصيل عن كل وظيفة وصولا الى تدريبهم ومساعدتهم في تقديم الطلبات. كذلك توجيههم نحو الاختصاصات الأكثر طلبا في سوق العمل من خلال التوجيه المهني عن كل اختصاص ومعرفة نسبة التوظيف في هذه الاختصاصات.

ناتالي إقليموس / الجمهورية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).