أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ: القطاع الخاص يطلق مبادراته الخضراء والمحققة للأرباح
في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ: القطاع الخاص يطلق مبادراته الخضراء والمحققة للأرباح
المركز التربوي أطلق رؤيته لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وتركيز على أن التربية هي من أجل الحياة وليست منظومة منعزلة

في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ: القطاع الخاص يطلق مبادراته الخضراء والمحققة للأرباح

مع دخول المؤتمر المصيري للأمم المتحدة حول التغير المناخي (COP24) أسبوعه الثاني في مدينة كاتوفيتسا في بولندا، تسلطت الأضواء بشكل خاص على قطاع الأعمال والشركات، لا كمجرد متسبب رئيسي في انبعاث الغازات الدفيئة ، بل كشركاء لا غنى عنهم في العمل المناخي، مما يمكنهم في الواقع من تحقيق أرباح كبيرة، إذا ما وجهت أعمالها نحو “الاقتصاد الأخضر”.

وكانت أصابع الاتهام قد وجهت لسنوات نحو شركات البناء والنقل والزراعة والصيادين وتجار التجزئة وقطاع المطاعم وغير ذلك من الشركات الخاصة الضخمة أو الصغيرة، باعتبارهم مساهمين رئيسيين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، وأن القطاع يسعى لجني الأرباح على حساب حماية البيئة.

ولكن التكنولوجيات ونماذجها الجديدة صارت تعمل اليوم بشكل متزايد، على تحويل هذا القطاع الخاص إلى اقتصاد أخضر، بحيث لا تضطر الشركات إلى الاختيار بين تحقيق الأرباح والارتقاء ببيئة الكرة الأرضية في ظل واقع التغيير المناخي.

وقالت ليز كينجو التي ترأس تحالفا عريضا يضم 9500 شركة خاصة حول العالم تلتزم جميعها بموجهات التنمية المستدامة إنها تدعو “جميع الشركات في كافة القطاعات والمناطق لترفع أهدافها المستندة على العلم إلى مستوى جديد من الطموح ليتوافق مع هدف الحد من ارتفاع حرارة العالم كيل يتخطى 1.5 درجة مئوية” والذي دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى الحفاظ عليه لحماية الأرض.

وأكدت المتحدثة في مؤتمر صحفي في المؤتمر الرابع والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، برفقة رؤساء شركات ميرسك للنقل، ومارس المنتجة للحلويات وشركة السويس العاملة في إدارة المياه والنفايات، أن هذه الجهود في قطاع الأعمال هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى ما يطمح له اتفاق باريس، وإلى أهـداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ووفقا للمتحدثة باسم هذا التحالف، فإن ما يقرب من نصف الشركات المدرجة في قائمة فورتشن 500 لكبريات الشركات قد وضعت أهدافا واضحة للطاقة أو لخفض غازات الاحتباس الحراري. علاوة على ذلك، تمكنت هذه الشركات من توفير 3.7 مليون دولار أميركي عام 2016 بفضل تدابير اتخذتها لخفض الانبعاثات.

ألف حل بيئي لحماية الكوكب، مع تحقيق الأرباح

ولتشجيع شركات القطاع الخاص باعتماد حلول صديقة للبيئة، مع تحقيق غاياتها الربحية، قامت مؤسسة غير حكومية بعرض مشروع يجمع طائفة من الحلول البيئية المستخدمة حاليا بعد فحص تأثيرها الإيجابي وميزاتها الربحية، بهدف تقديمها للحكومات والقطاع الخاص على نطاق واسع.

وقال مؤسس هيئة إمبالس للطاقة الشمسية، بيرتراند بيكارد، الذي كان أول شخص يكمل رحلة حول العالم بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، “ما يمكن أن يحدث فرقا كبيرا لحماية البيئة هو أن نبين (أن استخدام الطاقة النظيفة) مربح للشركات، ويتيح المجال لخلق فرص العمل الجديدة”.

وقد تم إطلاق هذه المبادرة منذ أكثر من عام، وانضمت إليها حتى الآن أكثر من 1500 شركة، وهناك أكثر من 600 مشروع للطاقة الصديقة للبيئة والمربحة في مرحلة الاختبار، وتلقى بالفعل 58 مشروعا لحلول الطاقة علامة الاستدامة والربحية.

وقال مؤسس هيئة إمبالس للطاقة الشمسية في حديث لأخبار الأمم المتحدة “ما أحاول أن أوصله للناس هو أن أكبر سوق صناعي وفرصة ربحية في هذا القرن تتمثل في تحويل الأجهزة والأنظمة والبنى التحتية القديمة التي لا تتسم بالكفاءة وتسبب التلوث، إلى تقنيات وحلول جديدة تتسم بالكفاءة والفعالية والنظافة البيئية، وبالربحية الأكبر.”

من الحلول والتقنيات التي تجعل المساكن “محايدة كربونيا”، إلى الطرق الجديدة في تخزين الطاقة والحرارة، إلى تطوير أنظمة التبريد النظيفة، أو إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ بكفاءة أكبر وأوفر اقتصاديا، يأمل مثل هؤلاء الرواد في أن يساعد تجميع هذه الحلول النظيفة على أن يبدأ العمل المناخي منذ الآن، لا الانتظار حتى عام 2050.

كما يوضح السيد بيكارد أن هذه الحلول والتقنيات مهمة بشكل خاص للمجتمعات الأفقر والبعيدة عن المراكز والتي تعتمد في الغالب على الآخرين للحصول على الطاقة، ويقول:

“إذا أُنتجت الطاقة محليا بالشمس أو الرياح أو الأمواج أو عبر الطاقة الكهرومائية في نهر صغير، فسوف تتاح لهذه المجتمعات تنمية ثرواتها والحفاظ على استقرارها الاجتماعي والسلام. فلن يكون الناس بحاجة إلى القتال من أجل الطاقة لأنهم سينتجونها بأنفسهم.”

وأضاف أن هذا التحول يتطلب استثمارا أوليا من قبل كيان خارجي يرغب في تقاسم الأرباح مع هذه المجتمعات.

العلامات التجارية الكبرى المنتجة للملابس والأزياء تلتزم بتعبيد الطريق نحو الممارسات المستدامة

إلى جانب قطاع الإنشاءات والمباني ومنتجي الطاقة من الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط)، غالبا ما توصم صناعة الأزياء بممارساتها غير المستدامة والملوثة للبيئة. ولعكس هذا الوضع قامت عشرات الشركات الرائدة في صناعة الأزياء بالتوقيع يوم الاثنين في مؤتمر المناخ (COP24) على ميثاق صناعة الأزياء من أجل العمل المناخي، وذلك تحت رعاية أمانة اتفاقية تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ومن بين الشركات الموقعة ، بربري ، إسبريت ، غيس، غاب ، هوغو بوس ، إتش آند إم ، ليفي شتراوس وشركاه وغيرها من العلامات التجارية البارزة.

وأكدت باتريسيا إسبينوزا رئيسة الاتفاقية الإطارية أن “قطاع صناعة الأزياء يسبق الجميع دائما بخطوتين، متقدما دائما فيما يخص تعريف الثقافة العالمية وتشكيلها، لذا يسرني أن أرى أنه يقود الطريق الآن نحو العمل المناخي”.

ويتضمن الميثاق المفتوح للجميع للانضمام إليه، أهدافا متوافقة مع اتـفاق باريس ويقدم الرؤية الخاصة لهذا القطاع الساعي لوصول صافي انبعاثات صناعاته إلى الصفر بحلول عام 2050. كما تحدد الوثيقة القضايا التي يجب معالجتها فيما يخص منتجات الأزياء، بما في ذلك: استخدام المواد المستدامة بيئيا، والنقل منخفض الكربون، وزيادة وعي المستهلك، وتحفيز الحلول القابلة للتوسع بحشد الموارد وبالتعبئة السياسية، واستكشاف طرق جيدة لإطالة العمر الافتراضي للمنتجات، بالإضافة إلى إمكانيات إعادة التدوير.

وقالت باتريسيا إسبينوزا “أهنئ الموقعين على هذا الميثاق المهم، الذي يمثل التزاما وتعاونا فريدا من مجموعة من قادة قطاع الأزياء.” وأضافت أن “عرض هذا الميثاق يشبه عروض مدارج الموضة الشهيرة في العالم، فهو يقدم مثالا أتمنى أن يتبعه الآخرون.”

نور نيوز

عن ucip_Admin