أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | كنوز سانتا ماريا انتيكوا حيث تنبثق المسيحية من تحت ركام روما
كنوز سانتا ماريا انتيكوا حيث تنبثق المسيحية من تحت ركام روما
سانتا ماريا انتيكوا

كنوز سانتا ماريا انتيكوا حيث تنبثق المسيحية من تحت ركام روما

كان المنتدى الروماني لفترة 1200 سنة العصب المركزي التشريعي والديني والإداري لروما. وازدهرت المنطقة الصغيرة المفتوحة من سوقٍ الى مركز للمدينة قبل ان يتحول محوراً عالمياً. لكنـ ما الذي حصل بعدها؟ هل زال المنتدى مع زوال الإمبراطورية في العام 476؟
كلا، فعلى الرغم من انهيار الحكومة الرومانية، استمر المنتدى في تطوره خاصةً مع توافد أسياد جدد للاستقرار على التلة البيلاطية. إلا أن غريزة البقاء لم تعد تتغذى بفضل الآلهة الوثنين القدامى بل بفضل المسيحية فتوازياً لترك المعابد شيئاً فشيئاً، أتت الكنائس المسيحية لتُعديد تحديد معالم المنتدى.
يُجسد معرضاً متشح بالألوان هذه السنوات الغامضة التي يطلق عليها سوأً اسم الأزمنة السوداء لغياب السجلات التاريخية وذلك في المنتدى الروماني حتى 30 أكتوبر 2016. وتكشف كنيسة “سانتا ماريا انتيكوا” 300 عام من التاريخ بعد ان خروج الأباطرة الرومان.
وتستضيف كنيسة سانتا ماريا انتيكوا – وهي كنيسة ترقى الى القرن السابع تقع بين بقايا القصر الإمبراطوري – المعرض. ودفنت الكنيسة تحت الركام بعد هزة أرضية عام 847 واكتُشفت عام 1904 فخضعت لدراسة وجيزة قبل اغلاقها مدة 40 عاماً لإعادة ترميمها وهي عملية لم تنتهي إلا منذ بضع سنوات. وسيتمكن الجمهور من خلال هذا المعرض من وضع رجله داخل الكنيسة للمرة الأولى منذ نصف قرن.
يُخيّل للمرء عند دخوله الكنيسة أنه يدخل حقبة تاريخية بأكملها فيمر تحت منصات معابد آلهة الرومان كما ويمر بجانب الجدران الشاهقة وبقايا قصر الإمبراطور دوميتيان كما ويدوس أرضاً تحمل آثار نافورة كاليجولا، الباقية لتشهد على حياة هذا الامبراطور المتقلب الهوى.
أما الكنيسة فهي تحبس الانفاس لأكثر من سبب فكل جدار وكل بقعة وكل عمود يحمل آثار لوحات جدارية – فبيضة فابرجيه هذه كنزٌ فني يخبر عن الحياة الروحية في المنتدى من ملوك القوط الشرقيين الذين القوا قبضتهم على روما مروراً بالجدل الذي قام حول التماثيل الدينية، وصولاً الى حقبة شارلمان التي بزغت قبل فترةً وجيزة من طمر الكنيسة بفعل الانهيارات الأرضية.
ويتبع المعرض مساراً مختاراً بعناية. يقف الزوار عند دخولهم في صحن الكنيسة حيث يصطف عدد من التماثيل – حكام روما الجدد الذين سمحوا للمسيحية بالازدهار في المنتدى كما ويرجح أن تكون احدى التماثيل عائدة لأمالاسونتا، ابنة تيودوريكو، الراعي لأول كنيسة مسيحية في المنتدى، كنيسة القديسَين قزمان ودميان، التي بنيت في العام 525.
وتجد في وسط الكنيسة، أيقونة للعذراء وابنها معلقة بطريقة سحرية وهي ترقى الى ما بين العامَين 575 و600 وتم انقاذها واخراجها من الكنيسة بعد أن برزت فوق الركام فنُقلت الى كنيسة جديدة وهي كنيسة سانتا ماريا نوفا في معبد فينوس وروما.
أما نجم المعرض فهو البابا يوحنا السابع الذي اتى، خلال حبريته القصيرة الممتدة بين العامَين 705 و707، بتغييرات كبيرة للكنيسة. فكان يوحنا، نجل نائب الملك البيزنطي، ملماً في الثقافتَين الإغريقية واللاتينية كما وكان يحب الفنون، فاستخدم هذه الكنيسة كمصلى خاص. فيضم المعرض عدد من الفسيفساء واللوحات التي صمدت على الرغم من دمار الكنيسة ومن الممكن رؤية توقيع البابا على احداها “يوحنا، خادم مريم”.
وتتضمن كنيسة سانتا ماريا أنتيكوا أوائل الكنائس الجانبية الصغيرة وأقدم كنيسة كرسها علماني. وقد جرى تزيين الكنيسة الأولى لجهة اليمين خلال حبرية البابا يوحنا السابع وقُدمت لقديسي الأمور الطبية. فقد تم رسم صور خمسة قديسين عُرفوا لقدرتهم الشفائية الواحدة بعد الأخرى ونذكر منهم الشهيدَين قزمان ودميان وهما طبيبان توأمان قدما الى روما من أجل الحد من التوترات الثقافية.
وتجذب الكنيسة الأولى لجهة اليسار الاهتمام أكثر بعد فقد بناها ثيودوروس الذي كان مسؤول قضائي بارز، في أواسط القرن الثامن وقد تم تجريد الجدران من بعض الحجارة والزينة لإبراز صورة القديسَين غوديتا وكويريكو، الأم وابنها الشهيد.
إن هذه الصور مُجزأة الى حد كبير إلا ان الرسومات المتطورة من خلال الحاسوب تمكنت من تعبئة الأقسام المفقودة فيتمكن الزائر من مشاهدة الكنيسة كما كانت لتكون خلال فترة مجدها. إنه تطبيق رائع للتكنولوجيا في الفن.
إن الكنيسة قديمة جداً إلا أنها تتضمن أجمل ما قدمه الفن للكنائس وهو فن تمكن من الصمود في وجه المعتقدات التقليدية والبدع الفنية كما وكان من الممكن إيجاد بعض ما تحتويه في كنيسة أسيزي العليا أو الكنيسة السيستينية بعد ألف سنة من الزمن.
تؤكد كنيسة سانتا ماريا أنتيكوا ان الجمال القديم الجديد لطالما كان محور عمل الكنيسة.
أليتيا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).