أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | كنيسة الروم الكاثوليك: كُلُّنا مَسْؤولٌ!
كنيسة الروم الكاثوليك: كُلُّنا مَسْؤولٌ!
الروم الكاثوليك: لمعالجة ملف أمن الدولة واحترام الأنظمة

كنيسة الروم الكاثوليك: كُلُّنا مَسْؤولٌ!

ما جرى في سينودوس طائفة الروم الكاثوليك، هذه السنة، أمرٌ فظيعٌ وغَيْرُ مسبوقٍ في تاريخ كنيستنا الرُّوميِّةِ الكاثوليكية! إِنَّهُ أَمْرٌ يَسْتَوْجِبُ التوقُّفَ عنده كثيراً، لأنّه يشي بالكثيرِ منَ المخاطِر، على مستوى العلاقةِ بين الرَّعِيّةِ والرعاة، وعلى صعيدِ مَفْهومِ التكامُلِ، بينَ كَنيسةِ المناصِبِ، وكنيسة الناس .

وَمَنْ حَيْثُ أننّي ابنُ هذه الكنيسة العريقةِ بإيمانها وتراثها وروحانيّتها، أرى نفسي مُتَضَرِّراً ومَعنِيّاً بالتصريحات والبيانات التي رافقتَ أَزَمَةِ السينودوس التي تَمَّ تظْهيرُها علَنَاً، وكذلك بمَوْقِفِ الأساقفة مِنْ البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام الذي رافقته مدّةَ خَمسَةَ عَشَرَ عاماً، مُسْتشاراً إعلامياً للبطريركية، فمنحني كامِلَ ثِقَتِه وبركتِه، اللتينِ لا أزالُ أَعْتَزُّ بهما،
على رُغْمَ إستقالتي من مهماتي الاستشارية في السنة الماضية لأسباب شخصيّة!
وبناءً على ذَلِكَ، وانطلاقاً من الحرص على كرامة الكنيسة والرُعاة والمؤمنين، أعتبر :
١- أنً كنيستنا تعيشُ أزمةَ علاقةٍ حادَّةٍ بين الرّعيّةِ والرُعاة، حيثُ المؤمنونَ يبتعِدونَ عَنْ الممارسة الإيمانيّة، وحيثُ بعضِ رجال الدين، يُبْعِدونَ الْمُؤْمِنِينَ عن الكنيسة، بممارساتِهم وعدم اهتمامهم المباشر بالناس وأحوالهم الروحية والاجتماعيّة.
٢- أنَّ البطريركَ لا يتحمَّلُ وَحْدَهُ، ما آلتْ إليهِ أوضاعُ الكنيسةِ تنظيميّاً واجتماعِياً. فكلُّنا مَسْؤولٌ عن الصَّمتِ الذي نمارسه حتى الآن.
3- مِنْ واجبي أنْ أطرَحَ السؤال الآتي: مَنْ ورَّطَ البطريرك، في ما سِيقَ حولَ أدائِهِ الإداري والمالي من اتهامات، بِحَسَبِ ما تضمنتهُ رسالة المطارنة الى الكرسي البابوي وتصريحاتهم؟ وَمَنْ سيُتابِعُ مضمونً هذه الاتهاماتِ ويسْتَرْجعُ أموالَ الكنيسة وحقوقها، إذا ثَبتَتِ الاتهامات ؟
٤- كَثيرونَ يعرفونَ أنَّ الأداءَ الإقتصادي والمالي والاداري للدوائر في البطريركية، هو أداءٌ مُتمادٍ في الزَّمَنِ، ويعرفونَ مَنْ هو المُستفيد مَنْ الفوضى القائمةِ والمُنَظَّمَة التي تحكمُ الوضعَ في البطريركية!
٥- مِنْ حَقِّ كُلِّ شخصٍ رومي ملكي كاثوليكي وواجِبه ، أنْ يتحرَّكَ ويسألَ عَنْ مصيرِ الكنيسة والاوقاف والمداخيل والمصروفات، وعنْ دورهِ كَشَريكٍ كاملِ المسؤوليّةِ في الكنيسةِ، لا ضَيْفَ شَرَفٍ ولا عَبْداً في أَرْوِقَتِها وبلاطاتِ بعضِ المُمْسِكينَ بسُلْطتها.
٦- أرْفَعُ الصَّوْتَ الى الكرسي الرسولي، للتَدّخُلِ بسرعةٍ في إجلاء الأمور، وإظْهارِ الحَقَّ، وطمأنةِ المؤمنين الى مصيرهم ومصير كنيستهم، في هذه الظروف المصيريّة والاستثنائيِّة من تاريخ وجودنا، المُهَدَّدِ بالأخطار الكبيرة.
٧- أدعو السادة المطارنة الى مشاركة (كنيسة الناس) في موضوع نهضةِ الكنيسة، ومناقشة أحوال المجتمع وكيفيّة تحصين الكنيسة، وحمايتها مَنْ كلِّ خَطَرٍ أَوْ انتقاد؟
٨- أطلبُ، من أحبارِ الكنيسة والرهبانيات العمل على عقدِ مؤتمرٍ للتفكيرِ معاً، من أَجْل بناءِ كَنيسةِ الغَدْ، كنيسةٍ تستحقّها الأجيالُ الشّابة… كنيسةٍ تسترجِعُ النَّاسَ اليها.
٩- تشجيعُ الفكرِ النَّقدي البنّاء، وتعزيزُ الشَّفافيّة في إدارة الأوقاف، والاستثمارات العقاريّةِ ومداخيلِ المؤسسّات التابعة للكنيسة.
١٠- ماذا ننتظِرُ لنلَبّيَ صرْخَةَ الكنيسةِ ودَعْمَ مسيرتها والنّهوض بها. فَإِنْ سَقَطَتِ الكنيسةُ، سقطَ المُجْتَمَعُ وماتَ الوطنُ .
نعمٌ … نَحْنُ الكنيسة… الشعبُ هو الكنيسة.
ولا نريدُ الخروجَ عَنْ روحيّةِ الكنيسة الراعية التي هي مرْجَعِيَّتنا روحِيّاً ووطنِيّاً. كلُّ ما نريده، هو أنْ نبقى أبناءَ كرامة، في مُجتمعٍ اخْتلَّت فيه التوازنات وضاعت فيه القِيَم، وأن نستعيد دورنا ونؤكِّد حضورنا وأهميّة تراثنا الروحي في المحافظة على نوعيّة التنوّعِ الطائفي والمذْهبي في هذه المنطقة المليئَة بالتناقضات. نعم، المطارنة قالوا كلمتهم، وشرحوا واقع الحال بالنسبة الى وضع الطائفة ومأزوميّة الواقع الذي تعيشه… بقيَ أن ينهضَ أبناء الكنيسة من سباتهم… وأنٍ يتلَقَّف المثقَّفون هذه المناسبة، لإعمالِ الحقِّ، ويتنادون لعقْدِ لِقاءاتٍ مُكَثّفة، لإنقاذ طائفتنا وردّ الاعتبار الى مُثَلَّث: الكنيسة والرعية والراعي.
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).