أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | لا خوف على لبنان مع يسوع والقديسين… الأب خضره: “هجرتنا تسمح للغريب بتلف قبور أجدادنا وزوالنا من هذه الارض
لا خوف على لبنان مع يسوع والقديسين… الأب خضره: “هجرتنا تسمح للغريب بتلف قبور أجدادنا وزوالنا من هذه الارض
الأب طوني خضره وأسرة آفاق الشباب

لا خوف على لبنان مع يسوع والقديسين… الأب خضره: “هجرتنا تسمح للغريب بتلف قبور أجدادنا وزوالنا من هذه الارض

عاش لبنان 15 سنة من الوصاية السورية التي أثرت على شبابه عموماً ومسيحييه خصوصاً وحاولت التخفيف من عزمهم وإرادتهم وشغفهم في خدمة البلد، ممارِسةً كافة الضغوطات لإبعادهم عن المؤسسات الوطنية. ورغم خروج الجيش السوري من لبنان إلا ان تداعيات أفعاله لا تزال تنعكس سلباً على شجاعة الشباب المسيحي للانخراط في مؤسسات الدولة.

من هنا أنشأ الاب طوني خضرا مؤسسة “لابورا” التي تهدف الى تأمين فرص عمل للشباب المسيحي في السوق المحلية وتسعى لإعادته  الى مؤسسات الدولة من خلال تشجيع هؤلاء على التقدم الى وظائف القطاع العام والحد من الهجرة. Horizon التقت الاب خضرة لتقف على رأيه في التطورات المحلية في لبنان وتأثير Labora على انخراط الشباب المسيحي في الدولة وأهمية هذا الانخراط.

 

أين هم مسيحيو الشرق ولبنان في ظلّ تنامي الأصوليات؟

 

نحن أبناء المسيح لا نخاف ولا نضعف وينقصنا راعٍ صالح 

اعتبر الأب خضره ان وجود المسيحيين في الشرق ولبنان رائع جداً لأن هذا الوجود يرتكز على يسوع المسيح الذي يدرك كيفية الدفاع عن هذا الوطن وعن أبنائه، كما أن لبنان يتميز بوجود قديسيه، لذلك لن يُمَسّ مهما حاولت اصوليات العالم الاستلاء عليه. ورأى أن على المسيحيين في لبنان والشرق العمل على تنفيذ مشاريع واستراتيجيات تحفظ بقاءهم كي يبرزوا قوة يسوع المسيح ويجسدوا اعماله في المجتمع، مضيفاً: “لا يجب علينا ان نظهر ضعفنا وخوفنا فنحن ابناء المسيح لا نخاف ولا نضعف ولا نيأس”. وشدد على ان المسيحيين ينقصهم راعٍ صالح يسهر على حمايتهم وبقائهم، اي سياسيين صالحين يعملون على حمايتهم وتحقيق أهدافهم.

 

ما هي انعكاسات الشغور الرئاسي على الشباب المسيحي؟

 

وجودنا في الدولة أساس في قدرتنا على التحكم بالأمور

 

أكد الأب حضره ان الرئاسة في لبنان تحمل اهمية معنوية للشعب المسيحي، فهي تحقق التوازن في الدولة وتساوي المسيحيين بالطوائف الاخرى، خصوصاً انهم في الدول العربية الاخرى يفتقدون هذه النقطة القوية، فلبنان هو البلد العربي الوحيد الذي يتمتع برئيس مسيحي.

وأشار الى ان غياب الرئيس يؤثر سلباً في قدرة المسيحيين بالمشاركة الحقيقية في ظل عدم تكافؤ السلطات، كما تضعف ثقة المغترب المسيحي، مشدداً على ان العيب الاكبر يكمن في محاولة بعض المسيحيين تعطيل وصول الرئيس والقبول بالفراغ.

وتأسف لأن هذا الوضع ينعكس سلباً على انخراط الشباب المسيحي واندفاعه في مؤسسات الدولة، متمنياً ان تحل هذه الازمة قريباً لتعيد التوازن الى الطائفة المسيحية.

 

من المعروف أن نوعاً من الإحباط يجتاح الشباب اليوم في ظلّ الخلل الأمني، ما هو الحل برأيك؟

 

أجاب: هذا الاحباط الموجود لدى الشباب أدى الى تأسيس لابورا التي تحاول اليوم ان تعوض الفراغ الحاصل وتبعد الاحباط واليأس والهجرة عنهم. وأضاف: “لابورا تمشي عكس التيار وتعمل لعودة الشباب الى مؤسسات الدولة، ولحسن الحظ النتائج بدأت تظهر مع ارتفاع نسبة طلبات الشباب المسيحي المقدمة الى وظائف الدولة”، مستعيناً بدراسات تبين ان نسبة الطلبات المقبولة ارتفعت من 14% عام 2008 الى 35% هذا العام، ومذكراً ان هذه النسبة وصلت الى 48% عام 1990. وأوضح ان لابورا تتعاون مع جميع الاحزاب المسيحية كي تعيد ثقة الشباب المسيحي بالدولة ومؤسساتها. والحل هو بتعاون الأحزاب مع لابورا لدفع الشباب اللبناني نحو الخط المستقيم لبناء الدولة التي يرغب بها.

 

ما مدى أهميّة إنخراط الشباب المسيحي في الدولة؟

 

فسر الأب خضره اهمية هذا الانخراط الذي يثبّت المسيحيين في الدولة من الناحية الاقتصادية، شارحاً ان موازنة الدولة المقسمة بين رواتب الموظفين والضرائب تصل الى 17 ملياراً، يصرف 10 مليارات منها على الضرائب ليكون ما تبقى من حصة الموظفين الذي ينال المسيحيون منه فقط مليارين لعددهم الضئيل، ويضيف ان زيادة هذا العدد يساهم في زيادة الانماء وتعيش من خلاله عائلات كثيرة. ويبرهن من الناحية الاخرى ان الدولة للجميع، وللمسيحيين سلطة فيها كباقي الطوائف تمنع اي هيمنة عليها، مذكراً ان هذه المشاركة تساعد على زيادة نسبة حصول المسيحيين على اهم المراكز في الدولة، ما يقوي القدرة والقوة السياسية، فالسلطة تتكامل مع وجود الشباب في الدولة.

 

كلمة أخيرة للشباب اللبناني

ووجّه الأب خضره رسالة الى كل من يئس من هذا البلد ويريد أن يهاجر، قائلاً إن لبنان لم ولن يكون يوماً “اوتيل” يغادره الفرد عندما ينزعج منه. وأضاف: “هذا تفكير خاطئ، عندما نغادر لبنان نترك مجالاً لشخص آخر ان يحل مكاننا، ما يمنع ذلك الفرد وأولاده من العودة من جديد”. وبجملة “لبنان هو لبناننا، لبنان الجميع، من يغادره لا يستحقه”، يكمل الأب خضره حديثه، مشدداً على ان هدف المرء ليس العمل فقط بل العيش بكرامة للحفاظ على بقائه في هذا البلد واستمرارية المسيحية في هذا الشرق، فيغرس المسيحيون الصلبان على كل صخرة في لبنان.

وأكد ان المهاجر يتعذب مع ترك بلده والتوجه الى بلد غريب حيث يكافح لسنوات طويلة قبل تأسيس نفسه، مطالباً الشباب التمسك بلبنان لأن قبور الشهداء والاجداد هي في حماية كل مسيحي ولد في هذا البلد، وبمغادرته نسمح للغير بنبش هذه القبور وتلفها وإنهاء تاريخنا، مشدداً على أنه “ممنوع ان نفكر هكذا، ممنوع الاستلام واليأس”.

كما اعتبر ان العيد من دون الشباب لا طعم له، محملاً هؤلاء مسؤولية بناء لبنان من خلال عملهم المتواصل وسعيهم لتحسين ما من حولهم، من بلداتهم وأماكن سكنهم، بطموح وأمل كبيرين يجعل من العيد حالة يومية يعيشها لبنان. وختم بالقول: “في المسيحية، الألم والموت هما حياة تتطلب التعب والالم كي نصل الى ما نحلم به في النهاية، وواجبنا ان نتوحد يداً بيد ونتجاهل المشاكل الصغيرة التي تفرقنا ونجتمع على قضيتنا الكبرى”.

أسرة آفاق الشباب

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).