أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | لقاء صلاة مسيحي اسلامي في حريصا في اليوم العالمي للسلام الراعي: ليتحمل كل مسؤول واجبه أمام الله والضمير الوطني والتاريخ
لقاء صلاة مسيحي اسلامي في حريصا في اليوم العالمي للسلام الراعي: ليتحمل كل مسؤول واجبه أمام الله والضمير الوطني والتاريخ
حريصا

لقاء صلاة مسيحي اسلامي في حريصا في اليوم العالمي للسلام الراعي: ليتحمل كل مسؤول واجبه أمام الله والضمير الوطني والتاريخ

عقد في مزار سيدة لبنان حريصا لقاء للصلاة من اجل السلام، نظمته لجنة “عدالة وسلام” المنبثقة من مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، مواكبة لليوم العالمي للصلاة في اسيزي في ايطاليا الذي دعا اليه البابا فرنسيس في الذكرى الثلاثين لاعلان هذا اليوم من قبل البابا يوحنا بولس الثاني، بمشاركة مختلف الطوائف المسيحية والاسلامية.

حضر اللقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الشيخ الدكتور حسن مرعب ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الشيخ عباس الجوهري ممثلا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد عبد الامير قبلان، النائب البطريركي المطران مخائيل شمعون ممثلا بطريرك السريان الارثوذكس افرام الثاني، متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك المطران بسترس كيرلس ممثلا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، متروبوليت صور وصيدا وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري ممثلا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، المونسنيور جورج يغيايان ممثلا بطريرك الارمن الكاثوليك الكاثوليكوس غريغور بدروس العشرون، المعاون البطريركي المطران باسيليوس جرجس القس موسى ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكيل رئيس الطائفة الاشورية في لبنان الخوراسقف نيرون كوليانا، راعي الكنيسة الانجيلية المشيخية القس جورج مراد، راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان الاب انطونيوس مقار ابراهيم، رئيس الكنيسة القبطية الاورثوذكسية الاب رويس الاوراشليمي، النائب الاسقفي العام لابرشية بيروت الكلدانية المونسنيور رفائيل طرابلسي، الرئيس الاقليمي للرهبانية الكرملية في لبنان الاب مخول فرحا، عضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، قاضي الشرع الشيخ الدكتور محمد النقري، عضو المجلس الاسلامي العلوي الشيخ احمد الصايغ، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم وممثلون عن هيئات المجتمع المدني ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من المصلين.

الراعي
بعد كلمة للاعلامية سوزي الحاج ونشيد “الساعين الى السلام”، تحدث البطريرك الراعي، فقال: “إننا نلبي بين يدي أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان وسلطانة السلام، دعوة قداسة البابا فرنسيس لننضم إليه في الصلاة من أجل السلام، فيما هو يقيمها مع رؤساء الأديان قرب ضريح القديس فرنسيس في أسيزي. وها اللجنة الأسقفية عدالة وسلام، المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، تجمعنا في برنامج هذه الصلاة. فنشكر باسمكم رئيسها سيادة أخينا المطران شكرالله نبيل الحاج والأعضاء. ونحيي جميع المشاركين من مختلف الكنائس والمذاهب. أتينا كلنا لنصلي من أجل إحلال السلام في وطننا ومنطقة الشرق الأوسط، ولنلتزم بإحلال السلام حيث نحن، عملا بقول السيد المسيح: “طوبى لفاعلي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون” (متى 5: 9)”.

اضاف: “السلام هبة من الله لكل كائن بشري، أعطيت لنا بشخص المسيح ليلة ميلاده في بيت لحم. يشمل السلام كل ما يحتاج إليه كل واحد وواحدة منا من الخير، لكي يعيش في طمأنينة وكرامة واكتفاء وسعادة. والسلام هبة للجماعة البشرية، لكي تنعم بنظام هادئ سليم يؤمن الخير العام، ويعزز حقوق المواطنين وواجباتهم بالمساواة والتكامل والتضامن. والسلام في جوهره هو حالة كل شخص بشري يعيش بانسجام مع الله، مع ذاته، ومع الناس، ومع الطبيعة. من هذا السلام الداخلي نندفع لنبني السلام الخارجي (الكنيسة في الشرق الأوسط، 9)”. إننا متعطشون إلى هذا السلام بكل أبعاده. ساعدنا يا إله السلام لقبوله وعيشه وصنعه”.

وتابع: “يذكرنا القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون، في الرسالة العامة “سلام في الأرض”، أن السلام يبنى كل يوم على أسس أربعة: الحقيقة والعدالة والمحبة والحرية (الفقرة 89). على هذه الاربعة ترتكز وتنظم العلاقات بين الناس والجماعات السياسية. فالحقيقة تقر مبدأ المساواة بين الجميع، بحكم كرامة الطبيعة البشرية؛ والعدالة تقر الحقوق والواجبات المتبادلة؛ والحرية تقر روح المسؤولية والمبادرة، فلا ظلم أو استبداد من أحد على الآخر؛ والمحبة تدعو إلى التضامن على مختلف الأصعدة: الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية وسواها مما يختص بالحياة العامة السليمة. على هذه المرتكزات الأربعة ينبغي أن يبنى الحوار بين الأديان والثقافات، لكي يكون إرثا مشتركا بين الجميع، ورسالة يلتزم بها الجميع”.

وأعلن ان “من أهم مظاهر السلام، المصالحة التي بادرنا بها الله بيسوع المسيح. واعتبرها الرب يسوع أسمى من أي فعل عبادة، إذ قال: “إذهب أولا، وصالح أخاك. ثم عد وقدم قربانك” (متى 5: 24). المصالحة التزام تدريجي: تبدأ شخصية مع الله والذات، لتصير مصالحة إجتماعية تصلح العلاقات مع الأخصام ومع الذين في حالة فقر وحاجة، ثم لتصبح مصالحة سياسية بين رجال السياسة، ومع العمل السياسي بحد ذاته كالتزام بتأمين الخير العام لجميع المواطنين، وتنتهي أخيرا بمصالحة وطنية مقوماتها إحترام الدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية”.

وختم الراعي كلمته بالدعاء الآتي: “إليك نصلي يا رب، يا إله السلام، من أجل إحلال السلام عندنا وفيما بيننا. نصلي من أجل السلام في لبنان وبلدان الشرق الأوسط. نصلي إليك من أجل المصالحة بين الأفرقاء وحل النزاع السياسي بشأن انتخاب رئيس للجمهورية وما يتصل به؛ ومن أجل المصالحة في بلدان الشرق الأوسط وحل النزاعات وإيقاف الحروب المتعددة الوجوه: بين دولة ودولة، بين مذهب ومذهب، بين منظمات إرهابية وأنظمة محلية، بين معارضة وحكم، بين ظلم وحقوق. ونسألك يا رب أن تمس ضمائر الجميع، فيتحمل كل مسؤول واجبه أمام الله والضمير الوطني والتاريخ، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، وسلطانة السلام، ممجدين ومسبحين الثالوث القدوس الإله الواحد، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

النقري
ثم تحدث القاضي الشيخ النقري الذي اكد “اهمية هذا اللقاء الذي اسسه البابا يوحنا بولس الثاني والذي يسير على خطاه البابا فرنسوا ليكون نسمة خير يفوح عطرها على المؤمنين بالله جميعا، بل ليكون بستانا تنبت من على ارضه الطيبة رايات الامل والرجاء بعد ان ظن المبغضون والحاقدون والاشرار انهم أتلفوا تربته وافسدوا ماءه وهواءه”، وقال: “هاتان الصفتان: الامل والرجاء هما من الصفات التي يحملها المسيحيون والمسلمون على حد سواء”.

اضاف: “هذا الجمع الفاتيكاني الكبير في مدينة اسيزي والذي نقتدي به في لبنان، من هذا المكان الشامخ الذي يطل على رمزية امنا جميعا مريم العذراء، يجب على تلك التساؤلات المطروحة بالقول، والذي نتمنى ان يكون بالفعل ايضا، بأن يجتمع المسيحيون والمسلمون على المحبة والثقة المتبادلة والاحترام بل على البحث على المشتركات التي بينهم وما اكثرها وترك الخلافات والتصدعات”.

كلمة قبلان
والقى الشيخ الجوهري كلمة المفتي أحمد قبلان، فقال: “مبارك لكنيستكم هذا الاجتماع المبارك الذي يدعو الى السلام، مبارك هذا المكان ونتبارك منه وبه”.

اضاف: “في لحظة تفشي الحروب والقتل والقتال، ان تنبري كنيسة من اسيزي من مزار امنا العذراء وتدعو الناس ليصلوا للسلام والمحبة، فانا اخجل ان يسبقني غيري الى الدعوة الى السلام. وتغمرني النعمة بان فريقا، ان طائفة او امة او شعبا، تحسست هذه اللحظة المصيرية والتاريخية الصعبة التي يمر بها عالمنا المشرقي، كما تفضل سيدنا البطريرك الراعي، ومع تفشي ظاهرة القتل بالمجان تنبري هذه الوجوه الطيبة الممتلئة نعمة ومحبة لتدعونا الى الصلاة والتضرع الى الله، لكي يتوقف القتل والدمار الذي اخذ الالاف ومئات الالاف من الناس. لذلك أسال الله سبحانه وتعالى واتضرع اليه ببركة العذراء مريم وبركة سيد الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم وببركة امام المحبة علي ابن ابي طالب وكل الصحابة الاجلاء، اتضرع الى الله من هذا الصرح، ان يعم السلام ربوع لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل بلاد المشرق والعالم، وان يتحسس بسلامنا”.

واكد ان الدعاء مهم لكن مع العمل، وقال: “ندعو الله ان يوفقنا مع هذه الوجوه التي تمثل كل اطياف المجتمع والديانات المحترمة للعمل من اجل اقامة السلام في النفوس وفي الاوطان”.

أدعية
وفي ختام اللقاء، ادى ممثلون عن مختلف الطوائف، تباعا، صلوات وادعية ليحل السلام في لبنان والعالم وتتوقف الحروب، والسير في نهج التلاقي والحوار ونشر رسالة الرحمة والمحبة.

كما تلا المونسنيور ايفان سانتسر رسالة البابا في هذه المناسبة.
وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).