أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مؤتمر انطلاق الفراشات لراهبات الراعي الصالح في إطار مناهضة العنف ضد المرأة كلودين عون: رسالة إنسانية تبشرنا بمستقبل أفضل يكرس العدالة
مؤتمر انطلاق الفراشات لراهبات الراعي الصالح في إطار مناهضة العنف ضد المرأة كلودين عون: رسالة إنسانية تبشرنا بمستقبل أفضل يكرس العدالة
مؤتمر

مؤتمر انطلاق الفراشات لراهبات الراعي الصالح في إطار مناهضة العنف ضد المرأة كلودين عون: رسالة إنسانية تبشرنا بمستقبل أفضل يكرس العدالة

عقدت راهبات الراعي الصالح، برعاية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، وبالتعاون مع بلدية جديدة المتن، مؤتمرا تحت عنوان Go Butterflies أو “انطلاق الفراشات”، في مركز البلدية، في إطار الحملة العالمية التي تنظم سنويا في مختلف أنحاء العالم، في فترة الـ 16 يوما الممتدة من 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، إلى 10 كانون الأول، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتشارك فيها 6 آلاف منظمة في 187 بلدا.

شارك في المؤتمر وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الأعمال جان أوغاسابيان، النائبان رولا الطبش وأنطوان حبشي، المنسق الخاص لأنشطة الأمم المتحدة المقيم في لبنان فيليب لازاريني، راعى أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، الرئيسة الإقليمية لراهبات سيدة المحبة للراعي الصالح في لبنان وسوريا الأخت سهيلة بو سمرا، ممثلة المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، الملازم أول الإدارية لارا كلاس، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري ورئيس بلدية جديدة المتن البوشرية – السد أنطوان جبارة، أمينة السر الأولى ومستشارة الشؤون الإنسانية وحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي في السفارة الفرنسية سابرينا اوبير، ممثل منتدى سفراء لبنان فريد سماحة وممثلة السيدة رباب الصدر ومؤسسة موسى الصدر السيدة لبنى كالوت، عقيلة رئيس اتحاد بلديات الشمال أحمد قمر الدين، صديقة كبي ورئيسة الجمعية المدنية لضمان حياة الطفل في لبنان اكسوفيل، مختارة بلدة الرابية نبيلة فارس. وحضر المؤتمر أيضا أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، إضافة الى جمع كبير من الشخصيات المعنية والفاعلة في مسيرة القضاء على العنف ضد المرأة والناشطين الاجتماعيين الذين يؤدون دورا أساسيا في هذه المسيرة.

الاخت بوسمرا
افتتحت الأخت بو سمرا المؤتمر موضحة رمزية العنوان “انطلاق الفراشات” الذي يشير إلى خروج الفراشات من شرنقتها باحثة عن الحرية. وقالت إن “اختيار هذا العنوان جاء تيمنا بحركة الفراشات في جمهورية الدومينيكان، حيث اغتيلت ثلاث فتيات شقيقات من عائلة ميرابال كن يلقبن أنفسهن بالفراشات وينتمين إلى حركة سرية كانت تناضل ضد الطغيان. وعام 1999، وتكريما لهن، جعلت الأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني من كل سنة، تاريخ اغتيال الفراشات عام 1960، يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة”.

ثم ألقت الشاعرة نهاد الحايك قصيدة مؤثرة عن وضع المرأة في الشرق، وما تعانيه من ظلم وما تكتنزه من قدرات.

الطبش
وبعد ذلك، ألقت الطبش كلمة تناولت فيها القوانين المعنية بالمرأة في لبنان. وقالت: “بصفتي محامية ومشرعة وناشطة في المجتمع لن أسمح بعد الآن بمزيد من الظلم بحق المرأة، فهناك قوانين تحتاج إلى الإلغاء أو التعديل لتواكب شرعة حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية، ونحن ككتلة المستقبل تقدمنا باقتراح قانون لرفع التحفظ عن اتفاقية سيداو والغاء التمييز بين الرجل والمرأة، ونعمل على تعديل بعض المواد في قانون العقوبات.
واليوم، نعيد التأكيد أننا سنستمر في جهودنا الرامية إلى صون أبسط الحقوق الإنسانية للنساء، أي حقهن بالعيش والعيش بالكرامة، وأولى الخطوات على هذا الطريق هي تعديل قانون حماية النساء من العنف الأسري”.

كلاس
وتحدثت الملازم أول كلاس عن الإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية لوضع حد للعنف ضد المرأة. فشرحت أن في الامن العام “الخط الساخن 1717هو لتلقي تقارير عن إساءة المعاملة وشكاوى العمال الأجانب بما في ذلك الاتجار بالبشر. وفي قوى الامن الداخلي، صدرت مؤخرا مذكرة عن حضرة المدير العام لأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بإنشاء الخط الساخن 1745 وهو مخصص للإبلاغ عن مشاكل العنف الأسري بشكل خاص وفوري. اما في المديرية العامة لأمن الدولة كون طبيعة عملنا تختلف عن باقي الأجهزة، فموضوع المرأة والاهتمام بها لم يتغيب عن حضرة المدير العام اللواء طوني صليبا اذ أمر بتشكيل لجنة داخلية قوامها نحن الضباط النساء الثلاث لمتابعة أوضاع النساء العسكريين والمدنيين ضد أي اعتداء عليهن من الداخل والخارج ولحمايتهن والاستماع لمشاكلهن”.

ورأى انه “لا يمكن للمرأة أن تصل الى مراكز قيادية ولا ان تحتفل بقوانين معاقبة المعنف ولا بقوانين حماية القاصرات الا بدعم ومساندة رجال يؤمنون بأهمية ودور المرأة.”

لازاريني
أما لازاريني، فتحدث عن الفرص المتاحة للقضاء على العنف ضد المرأة، ولا سيما من خلال العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة، والتحديات التي تعرقل هذه المساعي. وقال: “علينا أن نغير الرؤية والصور النمطية لنفهم بشكل أفضل الأسباب الجذرية للعنف ضد المرأة لكي نؤثر على القواعد الاجتماعية ونغيرها. في هذا الصدد، علينا أن نشجع الحوار بين مختلف الفئات في المجتمع وأن نضع هذا الموضوع على لائحة أولويات الرجال وغيرهم من صانعي القرار. العنف ضد المرأة سيصبح من الماضي فقط عندما تصبح المساواة وتمكين المرأة حقيقة”.

فارس
ثم تحدثت الكاتبة نبيلة فارس، رئيسة جمعية “أكسوفيل” ومختارة بلدة الرابية، عن مسيرة النساء عبر التاريخ.

ابو فرحات
وشارك في المؤتمر أيضا كل من الممثلة ندى أبو فرحات التي تناولت العنف ضد المرأة انطلاقا من تجربتها الشخصية، والممثل بديع أبو شقرا الذي سلط الضوء على المساواة بين الجنسين بناء على تجربته الشخصية.

ثم تم تقديم شهادتين مؤثرتين لناجيتين من العنف الأسري، إحداهما روتها الناجية بنفسها والأخرى روتها الممثلة مروى الخليل.

كلودين عون
واختتم اللقاء مع السيدة كلودين عون روكز، فقالت: “من الثابت والمؤكد أن مختلف الأديان السماوية، ترفض العنف وتدينه، وتدعو إلى السلام والمحبة والتسامح بين البشر. أما المجتمع الذي يسمح بانتهاك حقوق الإنسان فيه، ويتيح ممارسة العنف المعنوي واللفظي والجسدي والجنسي ضد مواطناته ومواطنيه، هو مجتمع يعيق نفسه بنفسه، وهو مجتمع بحاجة إلى جهود مشتركة بين الجهات الرسمية والخاصة فيه، لإعادة التوازن إليه وإلى كل مكوناته”.

وأضافت: “أما على الصعيد العملي والتطبيقي، فلا بد لنا أن ننوه بالدور الأساسي والجوهري الذي تقوم به الجمعيات الأهلية في هذا الإطار، حيث يكمل دورها، دور المؤسسات الرسمية على الصعيد التشريعي والتوعوي”.

وتابعت: “يأتي عمل راهبات الراعي الصالح مع النساء المعنفات والأطفال المهمشين، ليجسد مبادئ الديانة المسيحية الحقيقية، ولينشر رسالة المحبة والرحمة والمسامحة في مجتمعنا وعائلاتنا. فعملهن على التنمية الإنسانية والاجتماعية والروحية للنساء والفتيات اللواتي يعانين من غياب العدالة الاجتماعية، وللنساء والأطفال الذين يعيشون وسط الفقر وبدون ملجأ، هو رسالة إنسانية سامية تبشرنا بمستقبل أفضل يكرس مبدأ العدالة، واحترام حقوق الإنسان، وكرامة كل الناس، وخصوصا المنبوذين منهم.
إن ثقافة المحبة التي نسعى جميعا إلى إحقاقها، هي ثقافة كونية، تتخطى الأماكن والظروف والأوقات، هي ثقافة مرتبطة بتكويننا الإنساني وبطبيعتنا البشرية”.

وختمت: “فلنساهم كل من موقعه وضمن إمكانياته، في نشر هذه الثقافة، ولنساهم في جعل عائلاتنا الصغيرة مركزا للأمان والسلام، بدلا من العنف والاستغلال، ولنجعل من مجتمعنا ووطننا، صورة حقيقية عن طبيعتنا الإنسانية الخيرة التي خلقها الله فينا”.

وأقيم في موازاة المؤتمر معرض لوحات تشكيلية وصور فوتوغرافية تعبر عن المرأة وقضية العنف الذي يمارس ضدها.

وطنية

عن ucip_Admin