أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ماذا نعرف عن جسد القيامة؟ بقلم عدي توما
ماذا نعرف عن جسد القيامة؟ بقلم عدي توما
قيامة الرب يسوع

ماذا نعرف عن جسد القيامة؟ بقلم عدي توما

في القيامة ، يفقد الإنسان جسده الترابيّ الذي كان يعوق وحدته مع ذاته ومع الآخرين ومع الكون ، وأخيرًا مع الله ، ليكتسب في القيامة جسدًا نورانيّا قادرا دائما على تنفيذ رغبات الروح ، ولا تنبع منه شهوات أو رغبات معاندة ، جسدًا يعيشُ في حالة تجدّد دائم ، لا يمرض ولا يشيخ كما هو الحال في الجسد العتيق الترابيّ ، جسدًا قادرًا على الوحدة بالروح المطلق ، فتتحقّق للروح رغباتها في الكمال ، وتُكلّل مجهوداتها في هذا المجال ، وهكذا تتمّ للإنسان وحدته مع ذاته ، فيولَد لذاته ثانية وإلى المنتهى .

معلومٌ أنّ الإنسان : جسد – نفس – روح ؛ والعلمُ يخبرنا بأنّ كلّ سبع سنوات لا تبقى خليّة واحدة من جسدك قائمة كما كانت ، أي إنّ جسمك يكون قد تغيّر كليّة طوال هذه المدّة ، فبأيّ جسد أقوم ؟ هل بجسدي في لحظة الموت ، أم بجسدنا في ذروة شبابنا ؟

جسمي هو هيكلٌ مستعار لأحقّق من خلاله ذاتي الحقيقيّة ، وهي النواة والعنصر الخالد الذي لا يفنى ، ” الأنا ” التي تكوّنت من خلال جسدي وعلاقاتي يوما بعد يوم . وبعد القيامة تخلع الجسد الأرضيّ هذا لنلبسَ جسدًا بحجمنا النهائيّ . جسدُ القيامة هو جسد شفّاف ، رقيق ، خفيف الكثافة يسيرُ فوق الماء (كما سارَ المسيح الممجّد) .. كثافته في عمق الإتحاد مع الله !

الإنسان في صورة بذرة يُدفّن في الأرض حتّى يحيا وينبُت ثانية ، وشتّان ما بين البذرة والشجرة التي تخرج منها ، هكذا نحن الآن على شكل ” بذرة ” ستدفن في الأرض ليخرج منها إنسان القيامة .

نعجزُ عن تصوّر جسد القيامة ” ما لم تره عينٌ وما لم تسمع به أذنٌ ولا خطر على قلب بشر ، ما أعدّه الله للذين يحبّونه ” (1 كور 2 : 9 ). ” للذين يحبّونه ” ، فالحبّ هو سرّ خلودنا وقيامتنا ، والعلاقة والإتحاد مع الله .

طبيعة جسد القيامة : 1 – كان يخترق الجدران والحواجز ( يوحنا 20 : 26 ) . غير مقيّد بحدود الزمان والمكان ، غير مقيّد بالحاجات الماديّة والبيولوجيّة والغريزيّة ، ولا بقوانين الطبيعة كالجاذبيّة الأرضيّة . يقول هنا الأب هنري بولاد اليسوعيّ ، في كتابه ” الولادة في الموت ” : ” … هذا يعني أنّ الجسد هذا مصنوعٌ من مادّة غير التي نألفها ، إذ إنّ قوانين الطبيعة كما نعلمها ليست قوانين نهائيّة ، وبالتأكيد هناك صور أخرى للمادّة ، منها ما أعلنه العلماء عمّا أسموه ” المادّة المضادّة ” .

عندما نتكلّم عن جسد القيامة ، فنحن لا نتكلّم ولا نفكّر في نوع من الأساطير والخرافات البطوليّة .

2 – جسد القيامة سيكون خاضعــــًا تمامًا لرغباتي ، بإمكاني أن أشكّله كالعجينة في يد النحّات ، خاضع تمامــًا لرغبة الروح ، ويحقّق جميع أحلامي ، فها هو المسيح يترك المجدليّة ، لينتقل في التوّ واللحظة إلى الجليل (متى 28 : 10 ) ، وقد عاش بعض القدّيسين ما نطلق عليه أسمَ ” السياحة الروحيّة ” ، بأن ينتقل من مكان ٍ إلى مكان في التوّ ، عاشوا القيامة وهم على الأرض واختبروا جسد القيامة مبكّرا .

جسدُ القيامة سيعطي الإنسانَ الداخليّ الكامن فينا صورة حقيقيّة . يبقول الأب أ . بوسيه : هناك أشجار بلّوط وثمارها البلوطات . مَن لم ير إلا الثمار لا يستطيع أن يتصوّر شجرة البلّوط . لا نستطيع أن نتصوّر أجسادنا القائمة من الموت . لكنّ من رأى شجرة البلّوط لا يجوزُ له أن يسأل بأي شكل خاص تبقى الثمرة فيها . لا تبقى فيها بشكل يختلف عن شكل الشجرة ” .

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).