أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | محاضرة عن الكنيسة الأرثوذكسية في الأشرفية
محاضرة عن الكنيسة الأرثوذكسية في الأشرفية
اللقاء الارثوذكسي

محاضرة عن الكنيسة الأرثوذكسية في الأشرفية

نظمت اللجنة الثقافية في اللقاء الارثوذكسي في مقر اللقاء في الاشرفية، محاضرة بعنوان “الكنيسة الارثوذكسية بع انحلال الدولة العثمانية والامبراطورية الروسية”، حاضرت فيها الدكتورة سعاد أبو الروس سليم، في حضور الأمين العام للقاء مروان أبو فاضل ودولة الرئيس إيلي الفرزلي وعدد من أعضاء اللقاء ومهتمين.

بعد تقديم لرئيسة اللجنة الثقافية الدكتورة أمل ديبو، استهلت سليم محاضرتها بعرض الإطار التاريخي لوجود الأرثوذكس في السلطنة العثمانية وتأثرهم سلبا بهذا الانهيار المزدوج، قبل أن تعرض تأقلمهم مع المتغيرات ومع تحديات الحداثة في القرن العشرين واستمرارهم كجماعة دينية واجتماعية في الشرق الاوسط.

وفي الإطار التاريخي أشارت سليم إلى أن “الأرثوذكس، أكبر أقلية غير مسلمة في السلطنة العثمانية، تمتعوا بامتيازات خاصة في السلطنة نتيجة اتفاقية بين السلطان محمد الفاتح والبطريرك المسكوني أجناديوس وأكسبهم نشاطهم التجاري مع الخارج، لاسيما مع أوروبا، قوة اقتصادية كبيرة وتمتعوا بموقع دبلوماسي مهم إذ كانوا مترجمي السفراء، كما شغلوا مناصب وزارية واستشارية في الولايات العثمانية، ونزعت عنهم صفة الذمية وأعطيت لهم صفة المواطنية”.

ولفتت إلى أنه “بعد حرب القرم ونتيجة الحماية الروسية، بدأ إنشاء الجمعيات والمدارس الأرثوذكسية الروسية التي وصل عددها مطلع القرن العشرين الى 106 مدارس في لبنان وسوريا وفلسطين. أما نتيجة الاصلاحات العثمانية فكانت، إلى حصولهم على صفة المواطنية، المساواة مع المسلمين ودخولهم الى الجيش ودخول العلمانيين إلى إدارة الكنيسة فضلا عن إنشاء المؤسسات الارثوذكسية وكانت نهضة أرثوذكسية كبيرة سرعان ما تأثرت بانهيار كل من السلطنة العثمانية والإمبراطورية الروسية”.

أضافت:”في الحرب العالمية الأولى تفككت السلطنة العثمانية وظهرت الثورة البولشيفية ففقد الأرثوذكس تلقائيا وضعهم المميز في السلطنة وخسروا المساعدات التي كانت تقدمها لهم الامبراطورية الروسية كما ضاعت شبكة علاقاتهم التجارية مع أوروبا. ومع الانتداب وتقسيم الشرق الأوسط (اراضي السلطنة) الى دول عدة، كانت النتيجة هجرة الأرثوذكس وتراجع معدل الولادات في صفوفهم، لاسيما في المدن، متأثرين بالحداثة الغربية، ما أدى تاليا إلى تراجعهم ديموغرافيا في المنطقة. وتشير إحصاءات أجرتها السلطات الفرنسية المنتدبة في هذا الشأن إلى أن عدد الارثوذكس تراجع في لبنان من 13,4 في المئة في 1922 إلى 9,8 في 1932 وتراجع في سوريا في الفترة اياها من 14,1 في المئة إلى 7,9 في المئة”.

وأشارت إلى أن “تراجع عددهم لم يمنع الأرثوذكس من أن يكونوا قوة نخبوية فاعلة في المجتمع اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، فكان الأرثوذكسي شارل دباس أول رئيس للجمهورية اللبنانية في عهد الانتداب”.

وتحدثت عن “موجات الهجرة الأرثوذكسية من مناطق مختلفة في الشرق الوسط إلى لبنان وما نتج عنها من بناء مدارس وكنائس وإنشاء جمعيات، وعن الحوار الذي أجروه مع البروتستانت والكاثوليك وعن دورهم في التحرر من الانتداب الفرنسي وفي الحداثة من خلال نشاطهم الاقتصادي والتعليمي والسياسي واعتماد الحوار مع الآخر، بالإضافة إلى دورهم في إنشاء أحزاب سياسية لا طائفية كانوا يعتبرونها الوسيلة الصحيحة لصناعة السياسة”.

وأشارت الى “النهضة الأرثوذكسية مع انطلاق حركة الشبيبة الأرثوذكسية وموقف الأرثوذكس من الحرب اللبنانية وهجرتهم الداخلية التي أدت إلى بناء كنائس ومؤسسات في مناطق لم يكن لهم فيها وجود منظم قبل الحرب، مشيرة أيضا إلى مواقفهم من أمور وطنية أساسية مثل رفض التقسيم ومد جسور الحوار الداخلي مع مختلف الأطياف والأفرقاء اللبنانيين”.

تلت المحاضرة تعليقات واستفسارات ومناقشات أوضحت تأثير الأحداث وتداعياتها على الواقع التي نعيشه ما أدى الى استتباع الأرثوذكس وتهميش دورهم، بفعل تجاذبات المصالح الدولية مما يفرض على أرثوذكس اليوم تبصرا وبحثا وجدية أكثر في التعامل مع الواقع إثباتا للوجود وأمانة لتاريخهم ومواهبهم وبرا بتحمل مسؤولياتهم وواجباتهم في صناعة الوطن، وإحياء دورهم.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).