أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مطر إفتتح السنة الطقسية في أبرشية بيروت: مدعوون للخروج نحو عالم يحتاج إلى أن نقول له الحقيقة
مطر إفتتح السنة الطقسية في أبرشية بيروت: مدعوون للخروج نحو عالم يحتاج إلى أن نقول له الحقيقة
المطران بولس مطر

مطر إفتتح السنة الطقسية في أبرشية بيروت: مدعوون للخروج نحو عالم يحتاج إلى أن نقول له الحقيقة

إفتتح رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، السنة الطقسية في القداس الإلهي الذي ترأسه في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت بمشاركة المطران يوسف أنيس أبي عاد ورؤساء مدارس الحكمة وكهنة الأبرشية ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد من الهيئة التنفيذية للمجلس ولجان الأوقاف والأخويات والهيئات الرعوية والإجتماعية والأكاديمية والتربوية التابعة لرعايا الأبرشية ساحلا وجبلا ومؤمنين.

وألقى المطران مطر، الذي عاونه في القداس النائب الأسقفي المونسنيور أنطوان عساف والآباء دومنيك لبكي وخليل شلفون وجان شماس، عظة من وحي المناسبة، جاء فيها:
“نحتفل معكم بهذا القداس الإلهي، إكليروسا وعلمانيين في أبرشية بيروت العزيزة، سائلين الله بشفاعة العذراء مريم وجميع القديسين الذين نعيد لهم اليوم أيضا، وبخاصة في الكنيسة الغربية الشقيقة. وقد أردنا القيام بهذا الاحتفال على نية الأبرشية كلها، بالإضافة إلى القداسات التي تقام في كل رعية من رعاياها، لنزداد انتماء إلى جسم كنسي واحد وإلى أبرشية هي عائلتنا الكنسية الكبرى في بيروت وفي المناطق المحيطة بها شمالا وجنوبا وشرقا.
إن الكنيسة الأبرشية هي جزء من شعب الله، تتجسد فيه وتعلن معه إيمانها بالرب يسوع، شاهدة لإنجيله قولا وعملا في كل ظروف الحياة. وهي المجتمعة حول الأسقف، رمز وحدتها بالمسيح وحول الكهنة معاونيه، وفي وسطهم القربان المقدس سر حضور الرب يسوع معها ومرافقته إياها إلى منتهى الدهر”.

أضاف: “أما الدورة الطقسية التي ننظم فيها أعيادنا الكبرى في كل عام، فهي الإطار الذي نحيي فيه عبر تسلسل هذه الأعياد سر الخلاص الذي قدمه لنا يسوع بتجسده العجيب وموته وقيامته المجيدة، وإرسال روحه القدوس ليرعى الكنيسة ويكون لها ملهما ومقويا. هكذا في كل عام نعيد أعياد المسيح هذه مطلقين عليها اسم الأعياد السيدية، فندخل بواسطتها أكثر فأكثر في سر المسيح، متشاركين وإياه في حياتنا وحياته، إذ نقدم له حياتنا الإنسانية بكل ما فيها من محدودية ومن مواعيد، ويقدم لنا حياته الإلهية بما فيها من نعم سامية ومن محبة كاملة.
نحن في كل قداس نصنع تذكارا لتجسد المسيح وموته وقيامته وصعوده إلى السماء وإرساله الروح إلى الكنيسة التي أسسها وأطلقها في العالم لتبشر بخلاصه، فيصبح هذا التكرار اليومي جزءا من ذاتنا، يمتزج فينا ونمتزج فيه. ومع الاحتفال بسر المسيح، خلال سنة كاملة وخلال سنوات أعمارنا كلها، إنما نركز حياتنا على المسيح الذي يملأها من نعمه ويغنيها بحضوره المستمر فينا إلى الأبد. ففي ضوء هذه الشراكة القائمة بيننا وبين المسيح عبر إحياء أعياده والعيش بوهجها، نستقبل كل سنة جديدة وكأنها فرصة معطاة لنا للقيام برسالتنا باسم المسيح وللعمل على تغيير هذا العالم ليعكس بالنهاية حقيقة الملكوت.

ونحن نأتي اليوم إلى القداس حاملين في قلوبنا وفي صلاتنا نوايا أبرشية بيروت واحتياجاتها. وقد جهدنا لأن نمثلها آتين من رعاياها ساحلا وجبلا، ومن مؤسساتها التربوية، ومن الجمعيات الخيرية القائمة على أرضها وبخاصة المجلس العام الماروني الذي يهتم بفقراء مدينة بيروت، ومن منظمات الشبيبة فيها، تلك التي أحيت في الأسبوع الماضي مهرجانها السنوي العشرين، ومن اللجان المختصة التي تعمل في إطارها، سواء أكانت كهنوتية أو علمانية، ومن أخوياتها العامرة والمتواجدة في معظم مدنها وقراها والمنظمة في أقاليم متعددة أرادت كلها أن تتمثل في قداس هذا المساء. فنصلي معا على نية الغائبين منكم ونذكرهم، مقدمين نوايانا مع القربانة المرفوعة إلى الآب، ليباركها في هذا العام ويجعلها قوة للخير وللبناء”.

وتابع مطر: “لقد سبق واجتمعنا في مجلسنا الكهنوتي خلال الصيف الماضي وأقمنا رياضة سنوية لثلاثة أيام قررنا فيها أن نضع موضع التنفيذ وتباعا كل ما يطلبه منا قداسة البابا في رسالته الأخيرة بعنوان: “فرح الإنجيل”. وأمام دعوة قداسته للكنيسة جمعاء إلى أن تخرج من ذاتها وتذهب إلى العالم لتعلن له فرح الخلاص بالمسيح، تيقنا أنه أصاب في تأمله حقيقة راهنة يجب أن توضع نصب عيوننا وهي أن الكنيسة لم يؤسسها المسيح لأجل ذاتها، ولا لكي تخلص وحدها، ولا لكي تنحصر بتنظيم بيتها بل أرادها أن تكون خميرة صالحة والخميرة لا توضع إلا في الطحين ليختمر الكل ويتحول خبزا.
لذلك، نحن مدعوون في الكنيسة، وبالتالي في الأبرشية، إلى هذا الخروج نحو الآخرين، نحو العالم الذي يحتاج إلى أن نقول له الحقيقة وإلى أن نظهر له محبة المسيح عبر محبتنا له وخدمتنا إياه. هكذا ألهمنا الله نحن كهنتكم، أن نتأمل بمعنى خروج الراعي نحو رعيته. ورأينا أننا مدعوون إلى خدمتكم خدمة أكبر وأوفر، وأن يكون الفرح مرافقا لهذه الخدمة على الدوام. لقد حاولنا دراسة تكثيف حضورنا في الرعية بتكريس وقت أكبر لكل من يحتاج إلى رؤية كاهن وإلى التحدث بما يؤول إلى خلاص نفسه. وهكذا من أجل خدمة الكلمة والتعليم المسيحي للكبار وللصغار، فلقد قررنا متابعة عمل التثقيف الديني عن طريق تأمينه مساء في ستة مراكز تحتضنها ست رعايا، فاتحة أبوابها لتستقبل جميع الطالبين. وقد رأينا توزيع مواد هذا التعليم على خمس سنوات، ليطال مجمل العقائد الأساسية التي تعلمها الكنيسة؛ على أن نبدأ هذا العام بشرح الأخلاقية المسيحية حيث يدرك المؤمن إدراكا واضحا معنى الخير والشر ومغزى الدعوة الإلهية التي دعا إليها، ومعنى الخطيئة وكذلك معنى التوبة والمصالحة مع الله والناس”.

وقال: “أما لجهة العلمانيين، ورسالتهم وحضورهم في الكنيسة ولأجلها، فإننا رأينا أن نكثف مشاركتهم في كل رعايانا، لأن قسما من هذه الرعايا لم يؤسس فيها بعد مجلس رعوي، هذا فيما المطلوب أن تكون هذه المجالس فاعلة وأن يعاون فيها العلمانيون كهنتهم في تأمين خدمة الشعب بكل فئاته. على أن العلمانيين هم مدعوون أيضا وبدورهم للخروج نحو الآخر لكونهم أعضاء في كنيسة المسيح. فعندما يتحدث البابا عن هذا الخروج إنما هو يشير إلى فئة معينة هي الفئة المهمشة في الحياة، والمحتاجة إلى أن نصل إليها بالمساعدة الأخوية على أنواعها. فإذا كانت الحالة الاقتصادية صعبة إلى حد كبير في بلادنا، فإن جهودا مكثفة يجب أن نبذلها جميعا لنصل إلى ذوي الحاجة ونخفف من آلامهم على قدر طاقتنا وباسم محبة يسوع للصغار الذين قال فيهم أنهم أخوته. لذلك ندعو الجمعيات الخيرية إلى تكثيف عملها في هذا المجال. كما ندعو أعضاء الأخويات في الأبرشية، رجالا ونساء، أن يكونوا رسل المسيح ومحبته، فيضمدوا الجراح ويمدوا يد المساعدة روحيا ومعنويا لكل محتاج إليها.

وفي سياق الخدمات على أنواعها، فإن الأبرشية التزمت وتلتزم الإسهام في تعليم النشء وتربيته منذ قرن ونصف قرن. وقد وصل اليوم عدد التلامذة والطلاب في مؤسساتنا إلى عشرة آلاف. لكنها أيضا خدمة تتطلب كهنة أكفاء يبذلون جهدهم في سبيل النفوس الطرية والجائعة إلى معرفة الله. إنه الجهد الروحي الذي نضيف إليه الجهد العلمي المطلوب. كما نضيف أيضا الجهد المادي الذي يقوم بمساعدة الطلاب بقدر إمكاننا وهذا ما لم نبخل به يوما. لكننا نخشى أن تكون المتطلبات أكبر حجما من كل طاقاتنا. إن كل هذه الأمور ستكون محط أنظارنا وأنظاركم خلال السنة الطالعة. وهي تحتاج إلى سخاء القلوب قبل سخاء الأيدي. فليلهمنا الرب في هذه المجالات إلى كل عمل صالح.
وكما تعلمون أيضا فإن الكنيسة قد خصصت هذه السنة الطالعة لاحتضان الحياة المكرسة فيها. والمكرسون هؤلاء هم في قلبها الكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيون المرسلون والمنضوون تحت شعار كنسي ورسالة مميزة. سوف نصلي من أجل أن يعطينا الرب دعوات بحسب قلبه القدوس. وسوف نتأمل في المناسبة بمعنى التكرس للرب عبر لقاءات تفسح في المجال لهذا الغرض. فإني أطلب منكم جميعا أن تصلوا على نية الدعوات السابقة ليحافظ أصحابها عليها ويكونوا فيها أسخياء وعلى نية الدعوات الجديدة لكي يبقى في الكنيسة حملة لمشعل إنجيلها في العالم، وممجدون في شهادتهم الحقة لأبيهم الذي في السماوات”.

وختم: “في خلال هذه السنة الطقسية الجديدة نحن مسافرون بأعمارنا من محطة نحن فيها اليوم إلى محطة جديدة نبلغها في العام القادم. فلنتخذ الرب رفيقا لنا ولنتمم مقاصده علينا فلا يكون العام الجديد عمرا ضائعا أو فرصة مهدورة، لا سمح الله، بل نطلب من الرب أن يملأ حياتنا بأنعامه وبفرح إنجيله الذي لا يوصف. وإني أسأل الله معكم أن تكون هذه السنة سنة خير للجميع في أبرشية تبقى أمينة لربها ولدعوتها في خدمة يسوع المسيح له المجد والشكر من الآن وإلى الأبد”.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).