أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مطر في اليوم الأبرشي الـ14 للعائلات: الدولة والمجتمع صنع بشري أما العائلة فصنع إلهي
مطر في اليوم الأبرشي الـ14 للعائلات: الدولة والمجتمع صنع بشري أما العائلة فصنع إلهي
المطران بولس مطر

مطر في اليوم الأبرشي الـ14 للعائلات: الدولة والمجتمع صنع بشري أما العائلة فصنع إلهي

رعى رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، اليوم الأبرشي الرابع عشر للعائلات، الذي حمل شعار “فحيث يكون كنزكم، يكون قلبكم”، واستضافته مدرسة الحكمة “هاي سكول” في عين سعادة، وشارك فيه أكثر من 500 عائلة من عائلات أبرشية بيروت.

وفي المناسبة، ترأس المطران مطر يحوطه رئيس لجنة العائلة في الأبرشية الخوري طانيوس خليل والأب الأنطوني نجيب بعقليني، الذبيحة الإلهية على نية العائلات في العالم والوطن والكنيسة، بمشاركة لفيف من الكهنة.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة هنأ فيها “لجنة العائلة في الأبرشية على جهودها من أجل حماية العائلات وتحصينها لتبقى في الكنيسة التي هي من أساساتها المتينة”، وقال: “هذا اللقاء يسبب لنا جميعا فرحا كبيرا، أنتم فرح الأبرشية والكنيسة لإجتماعكم هذا ولعيش روح العائلة، كما تريدها الكنيسة، وكما يريدها الله لا بل أقول: إننا نقدس اليوم على نيتكم جميعا وعلى نية كل عائلات الأبرشية، ونسأل الرب يسوع أن يبارك عائلاتنا كلها. ففي أبرشيتنا خمسون ألف عائلة، فأنتم عائلة ضمن عائلة كبرى هي عائلة الأبرشية، صلوا معي على نية كل عائلاتها، لا بل على نية كل عائلات لبنان والكنيسة في العالم أجمع وكل عائلات الأرض ليبارك الرب عائلاتنا هذه، كما بارك العائلة الأولى، آدم وحواء. أنتم تعرفون أن العائلة هي من تأسيس الرب بالذات، أكثر من الدولة والمجتمع، الدولة والمجتمع صنع بشري. أما العائلة فصنع إلهي، هو الذي بارك العائلات عندما أراد أن يتجسد في عائلة يوسف ومريم، هي العظمة كلها للعائلة البشرية أن يكون ابن الله تجسد في عائلة من عائلاتها، وتعرفون أيضا خصائص العائلة.

أضاف: “الدولة، يا إخوتي، جوهرها الأساسي الحكم في الدولة حكام ومحكومون، فيها سجن وفيها قصاص. أما العنصر الأساسي في المجتمع فهو المصلحة، الناس يخدمون بعضهم بعضا وهذا شيء حسن. أما العائلة فتبنى على الحب الذي لا علاقة له بالمصلحة، فهو عطاء كامل ومتبادل، هي مساحة حب لا مثيل لها. ونحن نتمنى أن يسود بعض من روح العائلة على المجتمع والدولة. في لبنان عائلات روحية كبيرة، وليت عائلاته تتصرف على أنها عائلة كبيرة، فهذا ما نطمح إليه، علينا بث روح العائلة، روح المحبة والمودة في الدولة والمجتمع، لأن العائلة هي القلب الذي يضخ للكون بأسره محبة الله ويبني الشخصية الإنسانية على هذه المحبة وهذا العطاء. لا ندرك تماما قيمة العائلة في حياة البشرية والكنيسة، لذلك فإن الكنيسة اليوم، مهتمة بالعائلة اهتماما خاصا. الباباوات من يوحنا بولس الثاني القديس إلى البابا بنديكتوس إلى البابا فرنسيس، إهتموا بالعائلة اهتماما خاصا، لأنها في كثير من البلدان ليست بخير، حيث هناك تفكك وإحجام عن تأسيس عائلات جديدة، وهذا أمر يضر بالكنيسة ومستقبلها. لهذا أقول إذا كانت العائلة بخير فستكون الكنيسة بخير. وإذا لم تكن بخير فلن تكون الكنيسة بخير”.

وتابع: “يجب أن يكون موضوع العائلة موضوع صلاة من قبل كل إنسان منا، وأن تكون كل عائلة من عائلاتكم مقدسة تخدم خدمة جلى للكنيسة بمجرد وجودها، وبصلاتها وبعملها في تربية الأولاد وبشهادتها أمام الجميع بأن العائلة شيء جميل. لقد خبرت في بداية حياتي الكهنوتية أن العائلات التي تتقرب من الله، الله يكون أقرب إليها وهو يباركها ويبارك أولادها ويوفقهم ليكملوا تراث الآباء على ما يرغب الرب به ويريد، هي شهادة صادقة أقولها أمامكم، بمقدار ما تكون عائلاتكم بخير تكون الكنيسة بخير”.

وقال: “نصلي على نية عائلاتنا، ولا يكفي أن تكون العائلة بخير وحدها، بل علينا أن نشهد لهذه العائلات فتكون خميرة صالحة في العالم كله ليعرف الناس كيف يكون الحب وكيف يكون العطاء والمحبة الإلهية التي تترجم بالمحبة العائلية خير ترجمة. استمع قداسة البابا السنة الماضية في روما، إلى كل الآراء حول مصير العائلة ومستقبلها وقال: خذوا سنة جديدة، فكروا وصلوا ونجتمع من جديد في تشرين الأول القادم، حتى نقوي العائلة ونكون في خدمتها روحيا وفكريا، ثم اجتماعيا وماديا وتربويا، فيؤمن الناس بأن العائلة هي نعمة من الله عليهم”.

واردف: “نحن في الكنيسة نقدس الحياة المكرسة وهي نعمة كبيرة من الله، ومن يتكرس لخدمة الله من دون أن يؤسس عائلة خاصة به يقود الناس إلى الرب لأنه مكرس لله وحده ليكون المنارة للآخرين. أما العائلة فهي أيضا حياة مكرسة لخدمة مقدسة، يجب ألا تطغى نعمة على نعمة وحالة على حالة فلكل أمر ظروفه. تقدس الكنيسة العائلة والحياة الرهبانية في آن معا، والحياة الرهبانية في خدمة العائلة والعائلة في خدمة الكنيسة التي تنظر إليكم وتفرح بكم تشهدون للرب يسوع الذي أعطاكم أن تؤسسوا عائلات جميلة وصالحة”.

وشكر “كل من عمل ويعمل في مركز الإصغاء والإعداد للزواج، خصوصا السيد أنطوان بستاني وزوجته لبيبة، اللذين يستحقان المكافأة، ولكن ليس مني بل من الذي يكافئ”، مرحبا ب”الدكتور جوزف غبريل وزوجته سامية، اللذين لن أكافئهم، بل الرب هو من يكافئ كل إنسان منكم”.

وختم: “نقدم هذا القداس على نية السينودوس من أجل العائلة ليكون مباركا، وعلى نية عائلات الأبرشية ونيتكم جميعا لتكونوا خداما ليسوع المسيح عبر محبتكم، والله معكم من الآن وإلى الأبد”.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).