أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مقابلة مع الكاردينال شونبورن حول الإرشاد الرسولي فرح الحب
مقابلة مع الكاردينال شونبورن حول الإرشاد الرسولي فرح الحب
قراءة في الإرشاد الرسولي “فرح الحب”

مقابلة مع الكاردينال شونبورن حول الإرشاد الرسولي فرح الحب

“لقد قام البابا فرنسيس بخطوة مهمّة جعلتنا نوضّح ما كان لا يزال مبهمًا في الإرشاد الرسولي “وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم” هذا ما قاله الكاردينال كريستوف شونبورن في مقابلة أجرتها معه صحيفة “Civiltà Cattolica” الإيطاليّة حول الإرشاد الرسولي “فرح الحب”، وأكّد الكاردينال شونبورن أنها وثيقة “واضحة وتعليميّة” يمارس من خلالها البابا فرنسيس دوره كراع ومعلّم وداعٍ في الإيمان، لاسيما بعد استشارة السينودسين الذين عقدا في الفاتيكان حول العائلة.
تحدث الكاردينال كريستوف شونبورن حول محتوى الإرشاد الرسولي “فرح الحب” بشكل مسهب وقال إن البابا فرنسيس قد جدّد لغة الكنيسة، بالتأكيد في خط الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” والدستور الرعائي في الكنيسة في عالم اليوم “فرح ورجاء” الذي نجد فيه المبادئ العقائديّة واهتمامات أناس زمننا في تطوّر مستمرّ. هناك استعداد كبير لقبول الواقع، واقع العديد من الأوضاع العائليّة ومعانقة ضعفها. استعداد لا يمكن ولا يجب أن يتمّ فهمه كتنازل عقائدي. إن التحدي الكبير الذي يواجهه البابا فرنسيس هو بأن يُظهر أن هذه النظرة القادرة على تقدير الآخر والمطبوعة بالمحبّة لا تؤذي قوّة العقيدة وإنما تشكّل جزءًا من عمودها الفقري. في الواقع إن البابا فرنسيس يرى العقيدة كتأوين لكلمة الله الكلمة المتجسّد في تاريخنا، وينقلها من خلال الإصغاء إلى الأسئلة التي تُطرح خلال المسيرة. فما يتم رفضه إذًا هو نظرة الإنغلاق على تعابير وكلمات مجرّدة لا ترتبط بالشخص الذي يعيش ويشهد للقاء مع الرب الذي يغيّر الحياة؛ لأن النظرة المجرّدة والتي تحوّل بعض التعابير إلى عقائد وتفرض تعميمها على نُخبة معيّنة تنسى أنه عندما نغمض عينينا أمام القريب نصبح عميانًا أمام الله كما كتب بندكتس السادس عشر في الرسالة العامة “الله محبّة”.
في هذا السياق يسلّط الكاردينال شونبورن الضوء بوضوح على أنَّ الواقع المهمّ لهذه الوثيقة هو أنها تتخطّى الفئات “العاديّة” و”غير العاديّة”، في الواقع لا وجود لزيجات وعائلات تسير بشكل كامل وأخرى لا، فالبابا فرنسيس يتحدث عن هذا الواقع الذي يطال الجميع لأننا جميعنا مسافرين “Viatores” وفي مسيرة دائمة، وجميعنا خطأة يحتاجون للرحمة. وحتى في العائلات التي تعيش أوضاعًا قانونيّة تبقى الدعوة للتوبة حقيقيّة تمامًا كما في العائلات التي تعيش أوضاعًا غير قانونيّة، والبابا يتحدّث عن أوضاع غير قانونيّة لأن الأمر ليس نسبيًّا بالنسبة له وإنما هو واضح جدًّا فيما يتعلّق بواقع الخطيئة؛ فلا ينفي أن هناك أوضاعًا قانونيّة أو غير قانونيّة، وإنما يذهب أبعد من هذا المنظار ليضع الإنجيل حيّز التنفيذ: “من منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر”.
لذلك، أضاف الكاردينال شونبورن يقول، وعلى صعيد المبادئ تبقى عقيدة الزواج والأسرار واضحة، وقدّ عبّر الأب الأقدس مجدّدًا عن هذا الأمر بوضوح تام، وكذلك على صعيد القانون، وإذ يأخذ بعين الاعتبار تعدد الأوضاع الملموسة يؤكّد البابا فرنسيس أنه لم يُطلب من السينودس أن يقدّم قانونًا جديدًا يُطبّق على جميع الحالات، ويكتب الحبر الأعظم أنه على صعيد التطبيق وإزاء الأوضاع الصعبة التي تعيشها العائلات المجروحة من الممكن فقط تقديم تشجيع جديد على القيام بتمييز مسؤول وشخصي ورعوي للحالات الخاصة، قد يقود إلى إدراك أنه، “بما أن درجة المسؤولية ليست نفسها في جميع الحالات، فإن التبعات أو النتائج المترتبة بقاعدة ما ليست بالضرورة هي نفسها” (فرح الحب، عدد 300).
تابع الكاردينال شونبورن يقول لذلك يمكننا أن نضع الإرشاد الرسولي “فرح الحب” على صعيد التطبيق الراعوي وعلى المستوى الملموس لحياة كلّ فرد. بالتأكيد يتمّ تسليط الضوء أيضًا على وجود تطوّر في رؤية الكنيسة للعناصر المرتبطة بزمننا المعاصر يعبّر عنه البابا فرنسيس بشكل واضح، ولكنّه توجّه نجده أيضًا في العدد 84 من الإرشاد الرسولي “وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم”. في الواقع، أضاف الكاردينال شونبورن، لقد كان القديس يوحنا بولس الثاني يميّز بعض الأوضاع، لاسيما أنه يرى اختلافًا بين الذين اجتهدوا للحفاظ على زواجهم الأول ولكنهم تُركوا ظُلمًا، والذين عن قصد، دمّروا زواجًا قانونيًّا. من ثمّ يتحدث عن الذين ارتبطوا مجددًا من أجل تربية الأبناء مدركين أن الزواج الأول لا يمكن إصلاحه. إن كلاً من هذه الحالات يشكل موضوع تصديق أخلاقي مختلف، وبالتالي فإن نقاط الانطلاق هي متعدّدة ومختلفة في مشاركة أعمق على الدوام في حياة الكنيسة التي دعينا إليها جميعًا.
وختم الكاردينال شونبورن بالقول إن البابا فرنسيس قد سلّط الضوء فقط على ما كان ملموسًا في الإرشاد الرسولي “وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم” حول الرابط بين موضوعيّة حالة الخطيئة وحياة النعمة أمام الله وكنيسته، وكنتيجة منطقيّة ما يُنسب أيضًا بشكل ملموس إلى الخطيئة. فبالنسبة للبابا فرنسيس لا وجود لقانون عام يمكنه أن يشمل جميع الحالات الخاصة، فالقانون العام هو واضح لدرجة أنه لا يترك لنا أي شك بأنه لا يمكنه أن يشمل جميع الحالات بشكل كامل وشامل.
إذاعة الفاتيكان

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).