أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | من العتمات إلى النور بقلم المطران جورج خضر
من العتمات إلى النور بقلم المطران جورج خضر
المطران جورج خضر

من العتمات إلى النور بقلم المطران جورج خضر

يا يسوع الناصري لماذا دخلت اليوم أورشليم الزانية؟ أأنت بشر وتبتهج لموتك؟ “ها نحن صاعدون إلى أورشليم”. هناك سيتم الفرح كله بموت. حتى اذا تأملنا آلامك نفهم ان فيها كل التاريخ وكل الحياة. سمّر يا سيد عيوننا على صليبك لتنجو الحياة. سننسى كل أتعابنا في هذه الأيام التي خصصناها لحيك. نحتاج إلى صلبك لنفهم الحب. علمنا ان ندرك ان الفرح بصليبك جاء إلى العالم وان الحياة انبلجت منذ علقك الأثمة على الخشبة. لا تحسبنا، رب، مع الأثمة. الوقت وقت ان تقول فينا ما ينشئنا في الحياة الجديدة التي انبعثت في الكون من الجلجلة. أورشليم، كيف نرى أورشليم والأثمة هناك؟ كيف تغتسل بضياء القيامة والموت من حولنا وفينا؟ تعال أيها الرب يسوع، تعال إلينا بالجسد والدم. بالروح القدس، بقيامتنا من الخطيئة.
ركبت على جحش ابن أتان لتدخل أورشليم قاتلة الأنبياء والمرسلين إليها، لتقتلك أورشليم ومعها نحن المدنسين بالخطيئة. يا رب كيف تحصينا مع تلاميذك ونحن أثمة. غير ان وقت نسيان خطايانا قد حضر لنقيم أمام عينيك فصحاً أبدياً.
“إنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد”. اعطنا ان نشاهد ضياء وجهك في عمق خطايانا. سمر عيوننا على النور الذي انبلج من صليبك نقيم فيه إلى الأبد. لا تأخذنا مع الرافضين حبك. دع شفاهنا تتمتم اسمك في كل حين لئلا نموت. ضمنا إليك بالرحمة كل حين من أحايين الوجود حتى نفهم ما تسمح ان نفهمه ونسلك هكذا طريق المجد. نجنا يا رب من ميتة الخطيئة ومن إلحادنا بالإهمال. حرك شفاهنا لتلفظ اسمك لئلا تفنى شفاهنا.
اغمض عيوننا عن رؤية الشر لئلا نزول معه. لا تدع القلب يميل إلى غير وجهك. هاتِ يدك، نحن لا نعرف وحدنا ان نسير إليك. لا تدعنا في الجهالة انها لكثيرة. علمنا الا نستحب غير وجهك لأن كل ما سواه تيه. لا تمل قلبي إلى كلام الشر لئلا يتعلل بعلل الخطايا اذا سقط. لا تذقني يا رب مرارة الموت قبل ان أعود إليك. لن أطلب بعدك شيئاً لأنك الملء. لا تدعني أتردد لحظة بينك وبين العالم لئلا أتيه. لا تنزع أقوالك عن قلبي لكي استلذ أقوالك في كل حين.
يا رب أرسل روحك إلى قلبي لكي ينطق بالروح. لا ترضَ ان أقول ما لا تريده. لذلك علمني انجيلك.
أحبك حباً واحداً هو حب الهوى فهذا يرضيك. وهواك فيّ كل تعليم لي. ولكن هذا يعني ان انصرف إليك وحدك. اقمني اذاً يا رب في المقام اللائق بي لأهواك. كثيرًا ما وقعت يا رب، لا تدعني أنكسر لئلا أجد من يضمد جروحي. لا تدعني أموت في خطيئتي. اعرف ان هذه اذا تملكت تنفيك. اطرد الشر عني منذ بدء اجتياحه. لا تدعني أخالط الخطيئة. لا تدعني أدعوها لأنها اذا دخلت أخشى ان تستقر. معنى هذا يا رب ان سلحني برضاك. اذا عرفت ان لي مكاناً عندك على رغم خطاياي أتعزى وأتوب. لا تسمح بأن تمتلكني الخطيئة وان يسيطر علي استلذاذها قبل ان تجيء.
يا رب أنا ضعيف وأعزل. سلحني بسلاح البر ولا ترصفني مع الخطأة. لا تحقد علي يا رب ولا تعاملني بحسب أفعالي لأنها سيئة. يا رب لا أتحمل ان تقيم علي خطيئة. انتشلني الآن من هفواتي، من كل هفواتي وألق علي ثوب العرس اتبرر به. ظللني يا رب بفيء رضاك لأعرف انك سيد حياتي. لا تطرحني من أمام وجهك لئلا أشابه الهابطين في الجب. رضاك يا رب، رضاك.
ضع أنت الدعاء على شفتي كل حين حتى لا أنطق بغير كلامك اذا أنقذت جسدي من الوجع تساعدني على الصلاة. لا يختلط شيء بكلامك اذا أنا قمت على صلاتي. لا تدع التراب يمتلك كياني حتى ترى أنت متى تجعلني وجهاً من نور.
يا رب لا تدع كلام الناس يدخل إلى أذني ولا تحاكمني بأهوائي. انها كثيرة. حاكمني يا رب برحمتك ولا تحكم على أحد غيري. يا رب نج نفسي من ظلامها ومن وسوسات الشيطان. لا تدع هذا يقرع باب نفسي لئلا أصغي إليه. خذ أشواقي اليك يا سيدي ولا تدعها تتيه لأنها تكون قد دخلت الظلام.
يا رب نجّ نفسي من اهوائي كي تتحرك فقط بحبك. لا تدع نفسي ترى فساداً بعد ان ذقت حلاوتك. يا رب لا تحدرني إلى الجحيم السفلى لأعاين مجدك في كل حين.
يا رب أبعد عني الخطأة كي لا يعرقلوا رؤيتي اياك. لا تجعلني لحظة أتردد بينك وبين الخطأة فأنت الملء وحسبي الملء. لا تقم نفسي في ظلمات الخطيئة حتى أقدر ان أراك في كل حين. يا رب لا تدع جسدي ينهار لأتمكن من الصلاة كل حين. الصلاة، الصلاة يا رب. وحدها تنقذني من ثقتي بنفسي ومن ديجور الخطيئة.
يوم دخولك إلى أورشليم الذي نذكره غداً في مبرات الشعانين وأنت راكب على جحش ابن أتان اعددني لدخول أورشليم العليا. لا يمنعنا احتلال المدينة المقدسة من رؤية السلام آتيا منك الينا وإلى العالم. كل عيد يا معلم يعلمنا ان نذوق أبدية تعاليمك وبهاء مجدك. لا تدع شعاعاً واحداً من وجهك يغيب عنا بسبب الخطيئة. ليس فينا بر الا هذا الذي تسكبه علينا بالرضاء. تعال أيها الرب يسوع، تعال ولا تدعنا في صحراء الوجود. تعال لننوجد، ليقوى ايماننا بك ولنحب الإخوة.
تعال يا رب إلى كنيستك المتكسرة في كل انحاء العالم. وحدك تستطيع ان تضمد جروحها وان تزيل عنها الحزن الذي أوقعتها فيه خطايانا. العالم يفتقدك. لا تدعه يسعى إلى شيء آخر فإنك الملء. لا تدعنا نعطش يا سيد ولا نجوع. انك خبز الحياة والماء النازل من السماء. لا تتركنا نتيه. لا يتسلط علينا الإثم ولا الباغي. لا تسمح يا رب بأن نسقط في جب الهلاك.
تراء لنا ونحن في الجب. اجعلنا نفهم انك المنقذ وان ليس هنا من ينقذنا. دعنا نحس بانك الحياة. ركزنا على هذه الرؤية في صميم عقولنا لئلا تغرينا رؤية أخرى. يا رب رحمتك. انها كافية. لا يختلط عندنا شيء بك. لا يضاف اليك شيء ولا شيء يعزي. تعال اسكن لئلا نذوق الفراغ.
كل شيء عندنا من فصحك الدائم يا سيد. شخصك هو العيد. لن نذهب إلى سواك، إلى شيء أنت لست فيه. منذ تعليم بولس والرسل الأطهرين نعرف انك الوجود والكون كله. علمنا ألا ننسى هذا لأننا ان نسيناه لا تجد فينا شيئاً.
يا رب أقبل العيد. لا تدع خطايانا تحجب نورك من أعيننا لئلا تموت. انسَ يا رب كل خطايانا لنتمكن من رؤيتك.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).