أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | موضوع خلقُ الإنسان – مقدّمة بسيطة الإنثروبولوجيا المسيحيّة (1) بقلم عدي توما
موضوع خلقُ الإنسان – مقدّمة بسيطة الإنثروبولوجيا المسيحيّة (1) بقلم عدي توما
الله خالق كل شيء

موضوع خلقُ الإنسان – مقدّمة بسيطة الإنثروبولوجيا المسيحيّة (1) بقلم عدي توما

في هذه السلسلة ، سأحاول أن أتطرّق إلى موضوعٌ لطالما يشغلُ تساؤلات كثيرة ، وتضاربات ، وشكوك ، وآهات .. ولعلّ سفرُ التكوين، بصورة ٍ عامّة ، من أكثر الأسفار التي يصعُب على الكثيرين فكّ ألغازه ؛ قد يكونُ السبب الأوّل : الوقوعُ في حرفيّة أصوليّة تبعدُنا عن الجوهر ! . والسبب الثاني : عدمُ دراية وبُعد نظر ٍ واسع المدى للمنهجيّة التي كُتبَ بها السفر ! . فالبعض لا يعرفون أنّ قصّة الخلق، إن كانت خلق الكون أم خلق الإنسان ، كُتبتنا في زمنين مختلفين ، وبتأثير الآداب المجاورة وأساطير الشرق القديم التي كانت معاصرة في ذاك الوقت ( ولا نقدرُ أن نخلعُ المرءَ من زمنه ونضعهُ في زمن ٍ آخر ليس زمنه ! ) .

على أيّ حال ٍ ، لا أريدُ كالعادة ، أن أُطيلَ عليكم القضيّة . سأدخُل في الموضوع فورًا ، ومؤكّد أني سأضعُ لكم بعضا من المعلومات حول كيفيّة كتابة قصّة خلق الإنسان ، والتي هي القصّة الأقدمُ من قصّة خلق الكون ( الكهنوتيّة) . فقصّة خلق الإنسان هي ” يهويّة “. كُتبت القصّة الآولى (خلق الكون) في القرن العاشر ق.م ، في حين القصّة الثانية في الفصلين الثاني والثالث كُتبت في القرن الخامس ق.م. الروايةُ الآولى للخلق كان الهدف منها ، تصحيحُ الأخطاء الشائعة في هذا العصر عن الخلق وعن الله . لذلك ، نلاحظُ أنّ الكاتب متأثّر، بعض الشيء ، بالأسطورة السابقة عن الخلق ، لكنّه صحّح المفاهيم الخاطئة وأعطاها صيغة مقبولة دينيّا .

في المتابعة الدائمة للحلقات التي سأضعها ، ستتوضّح الصورة أكثر . فلابدّ أيضًا ، ونحنُ نتكلّم عن خلق الإنسان ، أن نتطرّق لموضوع

” التطوّر” . فهو سيُلاحق فكر القارئ وهو يقرأ الحلقات ! . فكيفَ نفهمُ ما يقولهُ الكتاب المقدّس ، ” لنعمل الإنسان على صورتنا كمثالنا ” ؛ ونحنُ نعرفُ أنّ الإنسان هو مسيرة تطوّر ! . ومعارضو نظريّة التطوّر يتساءلون : كيف نربطُ بين تطوّر الإنسان وما جاءَ في الكتاب المقدّس من أنّ الله خلقَ الإنسان على صورته ومثاله ؟ فهل تتغيّر صورة الله ؟ .

سنحاول في هذه الحلقات ، بصورة خاصّة ، أن نعطي شرحًا للآية أعلاه التي تقول: ” لنصنعَ الإنسان على صورتنا كمثالنا … ”  (تك 1 : 26) . فهذه الآية ، لوحدها ، تحتاجُ لتفسيرات كثيرة . سنراها من منطلقين : ألا وهما منطلقُ انثروبولوجي ، ومنطلق فكر الآباء ، الذين ، في كثير من الأحيان ، هم أيضا منطلقهم ” أنثروبولوجي ” . كانت هذه مقدّمة بسيطة .

يتبعْ

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).