أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ندوة “المخدرات وآفاتها، دور “جمعية سعادة السماء” في معالجة المدمنين” في المركز الكاثوليكي للإعلام
ندوة “المخدرات وآفاتها، دور “جمعية سعادة السماء” في معالجة المدمنين” في المركز الكاثوليكي للإعلام
المركز الكاثوليكي للإعلام

ندوة “المخدرات وآفاتها، دور “جمعية سعادة السماء” في معالجة المدمنين” في المركز الكاثوليكي للإعلام

عقدت “جمعية سعادة السماء” ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة االأسقفية لوسائل الإعلام  حول المخدرات وآفاتها، دور “جمعية سعادة السماء” في معالجة المدمنين” بعنوان “دخلت مدمن وخرجت مؤمن”.  شارك فيها مؤسّس الجمعية الأب مجدي علاوي، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم مديرة قرية مريم السيدة شنتال كلاّسي، مديرة مركز قرية الإنسان السيدة رانيا عقل البستاني، وحضور عدد كبير من المتطوعين في الجمعية ومن الإعلاميين والمهتمين.

رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام وقال: “نلتقي اليوم حول “جمعية سعادة السماء”، لنلقي الضوء على عمل هذه الجمعية التي تعمل بصمت، لكن بفعالية كبيرة في خدمة المجتمع اللبناني من خلال معالجة المدمينين على المخدرات. هذه الآفة التي تضرب أبناءنا وتتسلل إلى المدارس والجامعات، تبدأ بتجربة وتنتهي بإنتحار ثم موت محتّم.”

تابع “إن ما تقوم به “جمعية سعادة السماء”، هو من مسؤولية الدولة في الدرجة الأولى، فأجهزة الدولة مشكورة في مكافحتها لزراعة وتجارة وتعاطي المخدرات، لكن هذا لا يكفي، فالمطلوب ليس ملء السجون بمن يتعاطوا المخدرات إنما بمعالجتهم وتأهيلهم ليعودوا وينخرطوا في المجتمع، أجل هذا ما تقوم به “جمعية سعادة السماء” برئاسة الأب مجدي علاّوي هذا إلى جانب الإهتمام بالمهمشين والمتروكين لقدرهم على قارعة الطرقات وفي أزقة الشوارع.”

وختم بالقول “نشكرجميع القيّمين على هذه الجمعية على عملهم الكبير وعلى رأسهم مؤسس هذه الجمعية الأب مجدي علاوي، هذا ونحن نضع كل إمكانياتنا في خدمتهم، ومن خلالهم في خدمة الإنسان في لبنان، وأتوجه إلى معالي وزير العدل أشرف ريفي وأناشده على العمل سريعاً في إصدار مشروع يسهل معاملات وتبيض سجلات الأشخاص المدمينين الذي خضعوا للعلاج وللتأهيل وتعافوا كلياً.”

 

ثم كانت كلمة الأب مجدي علاوي فقال: “إن جمعية “سعادة السماء” هي جمعية روحيّة رسوليّة، خيريّة إجتماعيّة، غير سياسيّة لا تبغي الربح مطلقا مسجلة وفقا للأصول لدى وزارة الداخلية والبلديات ومرخصة تبعاً لبيان العلم والخبر رقم 396 تاريخ 27 آذار2008.من مراكزها:

مركز قرية الانسان للتوعية وتأهيل المدمنين على المخدرات، هو أول مركز أنشأته الجمعية في18 شباط 2008 ويقع في منطقة المعيصرة نهر ابراهيم وإن برنامجنا التأهيلي يعتمد بشكل أساسي على الصلاة والايمان، و من خلال برنامج تأهيلي نفسي إجتماعي ثقافي وتربوي. ومكتب الأستقبال يقدم خدمة تحضير المستفيدين من مدمنين ومدمنات على المخدرات قبل صعودهم إلى مراكز التأهيل حيث يقدم لهم خدمة الاصغاء والمشورة وتتبع حالاتهم وتحضير أوراقهم قبل صعودهم إلى المراكز.”

وقال “المدمن يعتبر في القانون اللبناني مريض، والمريض يمنع توقيفه في السجن أو النظارة وهكذا يتحول إلى مجرم وفاسد وتوضع نقطة سوداء على سجله لمدة 3 سنوات، ورأى أن المشكلة ليس بالقانون بل بالذي يشرع القانون، وناشد مجلس النواب السرعة بسن القوانين لسد هذه الثغرة، ونحن كأننا نعيش اليوم في مزرعة بدون وجود رئيس للجمهورية، وزرع الحشيشة في لبنان ممنوع فهناك طرق كثيرة لجلب المال، ومشكورة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تعنى باللاجئين الأجانب، ولكن يوجد الكثير من اللبنانيين الفقراء وبحاجة للأستشفاء وللوظيفة وللمساعدة.”

ثم تحدث “عن سوق الاربعاء في البوشرية وهو يفتح ابوابه للبنانيين قبل الظهر وبعد الظهر للإجانب، وقد ابتدأ العمل به منذ 15 ايلول الماضي وهو يساعد حوالي 1200 عائلة أجنبية و470 عائلة لبنانية وتستطيع الإستفادة منه كل زوجة مسجون وكل عائلة لبنانية محتاجة.”

تابع “بيت الله محبة هو مركز للمشردين الذين ظلمتهم الحياة ولا مأوى لهم، وكان افتتاحه بنيسان 2011 وهو يتسع لثمانية وعشرين شخصاً، و قد استقبلنا منذ إنشائه مائة وسبعة وأربعين شخاصاً، وبيت الرسم والموسيقى هو مركز لتعليم الأطفال الفقراء الرسم والموسيقى بشكل مجاني وكان افتتاحه برعاية رئيس بلدية الجديدة السد البوشرية الأستاذ انطوان جبارة.”

أضاف “نفتتح في 18 شباط الجاري مركز السامري الصالح لمعالجة ذوي الاحتياجات الخاصة: هو مركز لمعالجة ذوي الاحتياجات الخاصة Physiotherapy و أيضاً لإستقبال بعضهم ممن لا يستطيع إعالة نفسه وليس لديه من يُعينه. ومركز بيت مرتا.: هو مركز لإيواء الاناث ممن ظلمتهم الحياة وأصبحوا على الطريق إما من الفقر أو لعدم إستقبال عائلاتهم لهم. وبيت الأب الرحوم للأشخاص المصابين بفيروس السيدا والمنبوذين من عائلاتهم والمجتمع لقلة وعي المجتمع لهذا المرض إذ أن البعض يعاملون المصاب كما الأبرص في العهد القديم إلى أن جاء الرب يسوع المسيح وغير مفهوم التعامل من المصاب من خاطئ منبوذ إلى شخص بحاجة إلى الحب والحنان والشفاء الروحي قبل الجسدي.

تابع “وستفتتح الجمعية أيضا Coffee and Snack Bonheur Du Ciel، هو مركز للأشخاص المشردين على الطريق والفقراء يأتون إليه يُقدم لهم وجبة غداء و خلال النهار يقدم القهوة والنسكافية والشاي والعصير؛ و Coiffure Bonheur Du Ciel، هو صالون حلاقة للأشخاص المشردين على الطريق والفقراء يأتون إليه لقص وتسريح شعرهم مجاناً، وBonheur Du Ciel Bank هو مكتب المحاسبة للجمعية وتسجيل العائلات لسوق الاربعاء وتوزيع البونات عليهم، نتظيم المراسلات بين الجمعية في الداخل والخارج. وكابيلا الخوري آرس كابيلا الأب الرحوم وهي عبارة عن كنيسة صغيرة متنقلة ستجول في شوارع الجميّزة، ومونو، والبترون، والمعاملتين، ما بين الساعة ال 11.00 مساءً وحتى الرابعة صباحاً، وستكون كل يوم في منطقة، وإن دعت الحاجة سنتنقل إلى أي منطقة في لبنان. وستقدم خدمة الإعتراف والإرشاد الروحي، وأيضاً نشر كلمة الانجيل وسماع التراتيل والترانيم الروحية.”

 

ثم كانت كلمة السيدة شنتال كلاّسي فقالت:

“تعاطي المخدرات والإدمان هي مشاكل إجتماعية تواجه المجتمع ككل ويلعب دور فيها كل شخص له علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الشبيبة. آخر الدراسات أشارت بوضوح إلى ضرورة فهم الإشكالية من منطلق المجتمع ومن فكرة أن عندما يعطى الفرد فرصة لتكوين شخصية بناءة بعيدة عن مشاكل الإدمان فإن الأكثرية تغير حياتها تغيير جذري.”

رأت “في موضوع المخدرات، الإستراتيجيات التي أعتمدت على التوعية فقط لم تنفع لا بل بالعكس كان تأثيرها سلبي. اذ انها نظرة الي الموضوع من منحى المعلومات فقط واعتبرت الادمان مشكلة كيمائية تتطلب معرفة او الخوف من تأثيراتها للخروج منها او تفاديها.”

تابعت “وإن نظرنا الى استراتيجيات اخرى وهي الحرب على المخدرات، التي اعتمدت عالميا منذ عام 1971 و هي تهدف الي ابعاد المدمنين وتجريدهم من كل حقوقهم واعتبارهم مجرمين. نرى هنا ايضا تفاقم في المشكله اذ زاد عدد الاشخاص التي اختارت تعاطي المخدرات وزادت المشاكل والأمراض المرتبطة بها بشكل ملحوظ من سنة 1971 إلى أيامنا.”

وقالت “الإستراتيجية الفعالة هي بتحمل مسوؤلية مشكلة التعاطي والإدمان, تقع هذه المسؤولية على عاتق كل المجتمع لمساعدة الشباب على تفادي التعاطي والأدمان. إنها مسؤولية مشتركة بين جميع الأشخاص الفعالين. فالوقاية من المخدرات هي عملية متكاملة وطويلة تتطلب مشاركة كل الكيانات الموجودة في مجتمعاتنا. على المدرسة, الرعية, الإعلام والحركات الشبابية العمل على بناء قدرات الأولاد والشباب من عمر صغير فيصبح مشروع الوقاية, مشروع بناء مجتمع فعال خال من كل الآفات التي تهدد حياة الفرد.”

وختمت بالقول “علينا جميعا التكاتف لتوفير محيط آمن يسمح بنمو الفرد على المستوى الروحي, النفسي، الإجتماعي, الجسدي والفكري.”

 

ثم كانت شهادة حياة لكارين فقالت:

“أنا صبية في التاسعة والعشرين من العمر وموجودة في مركز قرية مريم منذ عشرة أشهر، مدمنة لمدة ثلاث سنوات على مادة الهيروين، وقد خسرت جامعتي ولم أتخرج، وخسرت صحتي وحريتي واستقلاليتي. وتوقفت بسجن حبيش، وحقدت على المجتمع وتحولت لشخص يسرق أهله، فاقدة الثقة بالنفس وأعيش بخوف وقلق دايم.”

وختمت “”قررت أن أتأهل واولد من جديد واتصالح مع الله االمحبة والرحمة وإيماني شكل النقطة الأولى في هذا التحوّل وربحت الإنتماء والسعادة الحقيقية”.

 

وشهادة حياة أخرى لطلال فقال:

“أنا شاب ابلغ من العمر 36 عاماً، أرغب في ايصال رسالة صغيرة بعد خبرة حياة عشتها مع المخدرات، وخسارتي كانت كبيرة وكبيرة جداً، فلم أعش مراهقتي، وخسرت ثقتي بنفسي. وكنت انظر إلى نفسي بأني شخص كذاب، حرامي وغدار وضعيف.

تابع “خسرت عائلتي، اصدقائي وعملي، وبقي رفيقي الوحيد هو المخدر. والناحية العاطفية دمرتها في حياتي ولم أدع فتاة إلا وأذيتها وكذبت عليها وخسرت حلم حياتي وهو بناء عائلة، والخسارة الإكبر هو الله لأنه لم أكن أعرف أنه موجود ولم اعتمد عليه يوماً لحين دخلت مركز التأهيل وغيرت كل مفاهيمي وحياتي وأصبحت أؤمن ان الصدق والحقيقة سيحرراني من كل أوجاعي ولا استطيع العيش بعيداً عن الحياة المسيحية وعن يسوع المسيح، وصرت لأول مرة في حياتي اصلي وأصوم واتكل على الله.”

ثم اختتمت الندوة بكلمة السيدة رانيا عقل البستاني “الأهل التربية بين الحماية والخطر” فقالت:

“تعددت الاسباب والمشكلة واحدة، مشكلة المخدرات التي تنتشر بشكل كبير في مجتمعنا وتطال كل فئات المجتمع من دون تمييز، فهي لا تفرق بين غني وفقير، بين متعلم وجاهل، وبين شاب أو فتاة. تبدأ غالباً المشكلة في عمر المراهقة، عمر التحدي، عمر يخرج فيه المراهق دون روابط ليستكشف الحياة وليبرز شخصيته التي أخذها من المنزل والمحيط.”

تابعت “إن نتائج الدراسات التي أجريت في مراكز التأهيل عن الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى الانحراف الى عالم المخدرات والادمان شدّدت على الدور الرئيسي للأهل والبيت وأظهرت الاسباب التالية: العائلة المفككة (طلاق، انفصال، …)، غياب السلطة الابوية ( بداعي عمل ، سفر، موت ،…)، غياب العاطفة والاهتمام، العنف الجسدي/ الكلامي، التحرشات الجنسية، صدمات عاطفية وعدم وجود الحوار وعدم الانتماء الى المنزل.

وقالت: “وسائل الحماية التي يمكن للأهل استخدامها لمساعدة أبنائهم لتخطي المراهقة بسلام اهمها: تخصيص وقت فعال للاولاد، تأمين اللازم من الحاجيات اليومية، التعبير لهم عن اهتمامهم وحبهم، خلق حوار بناء مستدام معهم، الاصغاء اليهم بطريقة فعالة والى مشاكلهم، عند قول “لا” تفسيرها بطريقة مقنعة، اعطائهم الثقة المسؤولة، التعرف الى أصدقائهم واهلهم، توعيتهم والتكلم معهم بمواضيع مهمة مثل المخدرات السهر الجنس العلاقات، المساهمة في تطوير قدراتهم ومواهبهم، والصلاة معهم ومشاركتهم الذبيحة الالهية.

وختمت بالقول “تصعب في هذه الايام مشكلة التربية أكثر فأكثر، إذ أن المفاهيم تختلف بين جيل وآخر، كما أن مشكلة انتشار المادة المخدرة وسهولة الوصول اليها، وسقوط القيم الاخلاقية في المجتمع يخلق مشاكل أكبر ويزيد المشكلة أكثر. فتكون محاربة مشكلة المخدرات على عدة أصعدة، تبدأ من المنزل الى المدرسة الى الرعية الى البلد ككل.”

 

ف.ح.م

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).