أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ندوة حول زيارة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الراعوية إلى اوستراليا
ندوة حول زيارة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الراعوية إلى اوستراليا
المركز الكاثوليكي للإعلام

ندوة حول زيارة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الراعوية إلى اوستراليا

عقدت ظهر أمس ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول زيارة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الراعوية إلى اوستراليا والتي استمرت من 23 تشرين الأول ولغاية 7 تشرين الثاني 2014. برئاسة رئيس اللجنة المطران بولس مطر وشارك فيها: الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم غبريال بو موسى، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، رئيس عام جمعية الآباء المرسلين اللبنانيين الاب مالك بو طانيوس، رئيس “المؤسّسة المارونيّة للإنتشار” الوزير ميشال اده، مدير عام تيلي لوميار ورئيس مجلس ادارة نورسات جاك كلاسي، الأستاذ ريمون ناضر، أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين للرسالة والتراث الإعلامي جورج عرب، وحضور السيدة هيام بستاني، أمين عام جمعية الكتاب المقدّس الدكتور ميشال بسوس والأب انطوان عطالله وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

بداية رحب المطران مطر بالحضور وقال:

“في مناسبة الزيارة الكبيرة التي قام بها البطريرك الراعي إلى اوستراليا مؤخراً، وانتم تعرفون أن الإنتشار يدل على عظمة الكنيسة المارونية اليوم وعظمة الللبنانيين. إن كنا نحن الموارنة نعد مليون إنسان في لبنان فنحن أكثر من 5 ملايين خارج لبنان ومن الضروري بمكان أن يزور الراعي كل رعاياه لا بل نحن مقصرون إذا أن عندنا ربما في لبنان حوالي ألف كاهن وراهب يخدمون الكنيسة هنا وليس عندنا أكثر من مأتس كاهن في الخارج يخدمون 5 ملايين ماروني ما يدل على ضرورة أن ننظر إلى العالم الإغترابي نظرة جديدة و”مؤسسة الإنتشار” على سبيل المثال تعمل بكل بنشاط مع الذين في الخارج مع الذين في الداخل لنكون جسماً واحداً فنحمل مسؤولية لبنان.”

أضاف “الكنيسة المارونية هي اليوم كنيسة عالمية وبطريركها بطريرك عالمي، مسؤوليتها كبيرة، هي ملتزمة لبنان طبعاً، ملتزمة بسيادة لبنان باستقلال لبنان، بالعيش المشترك فيه، العيش السوي، ولكنها أوسع انتشاراً ومسؤولية، ولذلك وفي هذه المناسبة نود أن نلفت الصحافة الكريمة المكتوبة والمرئية والمسموعة إلى ضرورة التنبّة في التعامل مع الكنيسة إلى امور جوهرية وأساسية رموز الكنيسة لا تطال ولا بشكل من الأشكال هذا أمر مرفوض سواء في كنيستنا ام في كل الكنائيس أم في كل الأديان هذا غير مقبول وإن كان هناك من معلومات نريد أن نصل إليها فيجب أن نذهب إلى مصادرها والتي هي وحدها تعطي المعلومات الصحيحة حول هذا الموضوع لذلك المركز الكاثوليكي للإعلام يعتبر نفسه مسؤولاً عن كل هذه الأمور في ايصال إلى خواتيمها الصحيحة.”

ثم كانت مداخلة الوزير السابق ميشال اده وفيها:

” الدور التاريخي للبطريركية المارونية العريق في لبنان، غالباً ما كان يمارسه البطاركة المتعاقبون على رأس كنيسة أنطاكيا وسائر المشرق، من على كرسيّهم في مقرّ البطريركية. وبهذا المعنى ذاته، كان البطريرك يمارس دوره كما لو أنّه في موقع قداسة الحبر الأعظم في الكنيسة الجامعة، حيث أنّ البابا لم يكن ليتحرّك من مقرّه. بل كان المعنيون والقاصدون يأتون إليه فيما هو جالس على كرسيّ البابوية… وكلّنا يتذكّر أنّ البابا بيوس الثاني عشر، إبّان الحرب العالمية الثانية، كان يظهر دائماً محمولاً على الكرسي.”

تابع “أمّا اليوم، فقد تغيّرت هذه الأمور جذرياً في الكنيسة الجامعة، لا سيما وخصوصاً من ناحية متابعة شؤون الكنيسة الجامعة وشؤون الكاثوليك في العالم من على كرسي روما. في هذا الصدد، أشير الى حصول هذا التغيير مع البابا بولس السادS، مع البابا يوحنا الثالث والعشرين، ولا سيما بعد المجمع الڤاتيكاني الثاني ١٩٦٥.مع يوحنا بولس الثاني ورحلاته الى العديد من البلدان الأم في قارات العالم الخمس. إنّه تغيّر أصبح تقليداً جديداً تابعه البابا بينيدكتوس الثالث عشر وحالياً مع البابا الظاهرة الجديدة فرنسيس الحالي”.
أضاف “بابا روما هو من يتوجّه اليوم الى زيارة رعاياه حيث هم. يتفقّد أوضاعهم وهمومهم وتطلّعاتهم بصورةٍ مباشرة، وعلى الأرض كما يُقال، وليس من على كرسيّ القداسة في الڤاتيكان. وعلينا أن نظلّ نتذكّر هنا، أن لا ننسى أبداً قول البابا فرنسيس : «إنّ على الكنيسة أن تزور، لا أن تقبع في مكانها تنتظر زيارة المؤمنين إليها”.
– فما كان جواب البابا فرنسيس على البعض من الإكليروس في الڤاتيكان، كانوا يتشكّون من انصراف الناس المؤمنين عن زيارة الكنيسة، باعتبارها ظاهرة متفاقمة ؟ كان جوابه بسيطاً وواضحاً وعميقاً : «الكنيسة تزور وليس مطلوب منها أن تُزار وحسب”.
– ها هو البابا فرنسيس يزور بالأمس القريب منذ أيامٍ معدودات تركيا. أجل، تركيا ذاتها. ويصلّي الصلاة الكنسية في الجامع الأزرق، كما صلّى في كنيسة آيا صوفيا ذاتها. إنّها زيارة رسولية تاريخية الأبعاد. وهذا بمعنى تجديد شباب الكنيسة وديناميتها وحيويتها. لا سيما وأنّ هذه الزيارة تحمل في طيّاتها معنى المواجهة لهذه الأوضاع المأساوية العصيبة التي يتعرّض لها مسيحيو الشرق، هذا الشرق الذي هو مهد المسيحية.
– هذه الدينامية المسيحية الأصيلة الحقّة، والمتجدّدة اليوم في ممارسة البابا فرنسيس هي ذاتها التي يتطلّع الى أهميتها البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ويبادر الى ممارستها في الإقدام على زيارات رعاياه الموارنة :
– لبنانياً : داخل لبنان في تنقّلاته وزياراته وتوقّفه في المدن والقرى والضيع المارونية. لنتذكّر مشاهد الأهالي حينما كانوا يستوقفونه ويتحلّقون حوله ويتحاور معهم، ويهلّلون لحضوره، ويصغون إليه، ويشكون همومهم له.
إنّه أمرٌ يشدّ الأواصر التي تربط الناس بالكنيسة، وتربط الكنيسة برعيتها ومشاكلها وتطلّعاتها…
– وخارجياً : أيضاً، وفي بلدان الانتشار، نتذكّر جميعنا كيف كان البطريرك نيافة الكاردينال غبطة أبينا مار نصرالله بطرس صفير يتحرّك، متجوّلاً في أصقاع القارات ليزور رعاياه رغم تقدّمه في السن (٨٥ سنة). وكانت هموم توثيق الصلات والروابط بين الرعوية المارونية في بلدان الانتشار وبين الكنيسة الأم والوطن الأم.

– لماذا توقّفت عند هذه النقاط التي ذكرت وهذه الأمثلة الحيّة التي نسترشد بها كنسياً ؟
– لأنّه من غير المفهوم أبداً، ومن غير المبرّر قطعاً، لا مسيحياً ولا وطنياً، أن يشهد لبنان، من خلال بعض المنابر الإعلامية وغير الإعلامية، هذه الحملة المغرضة على غبطة أبينا مار بشاره بطرس الراعي، وهو الذي يسترشد بهذه الروحية الرسولية الجديدة والتي باتت نهجاً يُتابعه الڤاتيكان كما الكنيسة المارونية في لبنان بالذات.
* إنّ البطريرك الراعي يتابع في زياراته ورحلاته إرساء وتعزيز دور الكنيسة ودوره شخصياً في عقد الأواصر مع موارنة الانتشار في الخارج.
إنّ لهذه الرحلات والزيارات فعاليةً كبرى في صفوف الموارنة المنتشرين آباءً أبناءً وحتى أجداداً.
الزيارات التي يقوم بها البطريرك الراعي وتنقّلاته هائلة النفع والفائدة، وإن كانت تتعبه، فهي زيارات ضرورية ومفيدة جداً. ولا سيما في الظروف الحرجة البشعة المقلقة التي يعيشها مسيحيو البلدان العربية راهناً، والمشرقية بعامة. نعم نعم. على الكنيسة أن تزور. ليس عليها أبداً أن تكتّف يديها وتنتظر من يزورها.

ثانياً : في التنشئة المسيحية :
* حرص أبينا مار بشاره بطرس الراعي على التواصل المباشر مع الموارنة لا يقتصر فقط على الرحلات الى الخارج.
* فهو يتابع داخلياً من لبنان، وحتى خارجياً من خلال التيلي لوميير، مشاركته الرسولية في التنشئة المسيحية. وأقولها بكلّ اعتزاز وعن معرفة، أنّ مساهمات غبطته بهذا الخصوص تحظى بإصغاء واسع جداً. الموارنة المنتشرون يتابعون بكلّ انتظار وشغف ووعي البرنامج التلفزيوني الدولي لغبطته. يحفظون موعده الأسبوعي وينتظرونه بحماس. يجدونه معهم وغير منفصل عنهم، فيما هو يحدّثهم عن الكنيسة ودورها وتوجّهاتها، وعن دور الموارنة وحضورهم، وحتى عن المسائل والمشاكل التي يعانون منها.
* إذا كان سيدنا البطرك لا يحكي عن هذا كلّه، فأنا بدّي إحكي. إنّه في الانتشار، كما في لبنان، ينتظرون إطلالته على أحرّ من الجمر.

ثالثاً : زيارة كفربرعم :
– من بين ما اعْتُبِرَ مآخذ على سيّدنا، وفي صلب الحملة المغرضة عليه، زيارته العظيمة الشأن لكفربرعم، البلدة المارونية العريقة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة التي تسمّى «الكيان الإسرائيلي”.
لقد علا الصراخ والتنديد من قبل البعض استنكاراً لهذه الزيارة، وصولاً الى حدّ اتّهام القيام بها بالعمالة !!!
فأولاً : إنّ البطريرك الراعي لم يزر إسرائيل. إنّه زار الموارنة في أرض محتلّة هي كفربرعم. وهو، في هذه الزيارة التي قام بها الى هذه البلدة العريقة، لم يكن مشاركاً أصلاً في الوفد الذي رافق الحبر الأعظم البابا فرنسيس، إذْ كان سيجد نفسه عندها، لو رافق قداسة البابا، مضطراً لأن يصافح المسؤولين الإسرائيليين. وهذا ما يعني اعترافاً بإسرائيل.
لذلك أصرّ على أن يذهب وحده الى كفربرعم. وأصرّ على صفته راعياً لموارنة هذه البلدة، وهي من رعيته. وكان الأحرى بالذين انتقدوا هذه الزيارة وشوّهوا معناها الديني والكنسيّ والوطنيّ السامي أن يعلموا أن كفربرعم بلدة مارونية. جميع أهليها موارنة أبطال، رفضوا التخلّي عن أرضهم وبلدتهم، وما نزحوا، وما زالوا صامدين منذ ١٩٤٨، منذ ٦٦ سنة.
كان على المتحاملين المغرضين على هذه الزيارة أن يعلموا – والأغرب أنّهم يعلمون – أنّ الجيش الإسرائيلي جرّب مراراً وتكراراً، ومارس عملية طرد الأهلين من البلدة وأراضيها، لكنّهم تصدّوا له جسماً واحداً وأبَوا النزوح. ويا ليت غيرهم ممّن نزحوا رفضوا حينها النزوح.
يحسن بمن لا يعلم أن يعلم أنّ موارنة كفربرعم ربحوا حتى الآن – وفي المحاكم الإسرائيلية – أربع دعاوى ضدّ الدولة الإسرائيلية التي ما تزال مصرّةًَ على ترحيلهم. هم لم يرحلوا ولن : قالوها للبطريرك الراعي بالفم الملآن : “هنا ندفن موتانا، في هذه الأرض أرضنا. لن نتزحزح شبراً واحداً». هذه هي حقيقة زيارة البطريرك الراعي الى كفربرعم. وها هم رعيته الموارنة الذين خاطبهم بالقول” : أنتم من أشدّ الموارنة تمسّكاً بأرضهم وجغرافيتهم وتاريخهم”.
كم كانت زيارة البطريرك الراعي لكفربرعم البطلة عامل انتعاش كبير وفرح معنوي عظيم. أجل، كانت زيارته خير دعمٍ لتشبّثهم ببلدتهم وأرضهم. وهذا ما أكّده مرّاتٍ في خطابه لهم قائلاً : «إنّكم، بتشبّثكم بأرضكم وتاريخكم تؤكّدون أنّكم، وأنتم المسيحيون ضدّ الصهاينة، لستم ضدّ اليهود. وأنتم بهذا متمسّكون تمسّك الشعب الفلسطيني ذاته بأرضه”.
ومعلومٌ أنّ الزيارة التي أصرّ غبطته على القيام بها الى كفربرعم، كانت زيارةً محفوفةً بالمخاطر الكبيرة الجدّية، على حياته بالذات، ومن قبل مجموعات من المتطرّفين الصهاينة، وهذا لا سيما أنّ هذه الزيارة لم تكن مترافقة بأيّ شكل ولا بأدنى شكل من أشكال الحماية الأمنية.
* ليست زيارة البطريرك قطعياً – ومن المعيب أن تُصَوَّر – خيانةً لفلسطين وللقضية الفلسطينية. وحسناً فعل البطريرك بزيارة رعيته في كفربرعم التي تتأكّد مرّةً أخرى، وبهذه الزيارة تحديداً، رمزاً كبيراً من رموز الصمود التاريخي للشعب الفلسطيني.
* إنّها، وللأسف، حملات مغرضة تُثار ضد البطريرك الراعي، وهي أغراض لا تمتّ بأدنى صلة لا الى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ولا الى العودة الى فلسطين، بل الى الإجهاز على هذا الصمود. هذه الحملات مغرضة بنواياها غير السليمة قطعاً. أكتفي بنُصْح مطلقي هذه الحملات المريبة : لا تبتذلوا السياسة الى هذا الحدّ. لا تبتذلوا تاريخ وحاضر المتمسّكين بجذورهم وأرضهم. لا تُخْضِعوا الكنيسة ورجالاتها الى خزعبلات السياسة السياستية.

وختم “أمّا من يأخذ على البطريرك الراعي رحلاته وزياراته وبرماته الى حيث رعاياه الموارنة، فأذكّرهم – والمسيحيون منهم بخاصة – الى أنه بولس الرسول برم على كلّ العالم المعروف آنذاك من أجل تأسيس الكنائس. جاب الجغرافية لبناء وتعزيز الحضور المسيحي في الشرق : لم يقعد في أورشليم منتظراً للمسيحية أن تنتشر في العالم المحيط.
هكذا يفعل البابا فرنسيس اليوم لتجديد الكنيسة الجامعة. لإحياء ديناميتها وفعاليتها في كلّ أرجاء العالم.”

ثم كانت كلمة الأباتي طنوس نعمة جاء فيها:

“نعم زيارة غبطته هي تثبيتٌ لأبناء الكنيسة بالإيمان بالله، وبالانتماء إلى كنيسة هي مدرسة قداسة. فالكنيسة المارونيّة نشأت وهي اليوم وتبقى وتستمرّ على أساس القاعدة الّتي بناها مارون بزهده، عبر تحدّيه لضعفه ولرخاوة عصره ومجتمعه هذه القداسة الّتي تواصلت عبر وجوه قديسينا العظام مار شربل والقديسة رفقا ومار نعمةالله والطوباوي الأخ اسطفان والمكرّم البطريرك الدويهيزيارة غبطته تثبيت للبنانيين كافّة مسلمين ومسيحيين في عيش الشركة الحقيقيّة القائمة على أساس القيم المشتركة الّتي مارسوها معًا وشهدوا لها معًا، وهي نداء للجميع مقيمين ومنتشرين للحفاظ على لبنان الوطن الرسالة عبر الحفاظ على مؤسّساته الدستوريّة كافّة وممارسة الواجبات الّتي يمليها الواجب على كلّ شخص من موقع مسؤوليته على أساس الأخلاقيّات الّتي ينبغي أن يتحلّى بها كلّ مسؤول على المستويين العام والخاصّ . وهذاما أكّد عليه غبطته في كلماته وعظاته.”

“هذه الزيارة جمعت بين أبناء لبنان في أوستراليا على مختلف انتماءاتهم ومختلف طوائفهم ومذاهبهم. فالتقى غبطته بالجميع عشرات الآلاف، وصافح الجميع وتكلّم مع الجميع مع الكبار والصغار، مع الشبيبة والشيوخ، مع المرضى والمعافين مع القريبين والبعيدين. لقد مارس رسالته المثلّثة فكان المعلّم والمقدّس والمدبّر”

وختم بالقول: “لهذا ومع جميع إخوتنا نقول لصاحب الغبطة والنيافة لكم وحدكم أعطي مجد لبنان لأنكم تحملونه في شخصكم في قلبكم وفي رسالتكم كونه مساحة القيم الّتي لطالما ناديتم بها لعيش الشركة والمحبّة في بعديها الأفقيّ والعاموديّ، في لقاء الله وفي لقاء الإنسان والرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة إلى جانب صاحب الغبطة في الحفاظ على هذا البلد الّذي هو بالنسبة إلينا في موقع الروحانيّة وفي موقع خط القداسة الّذي سلكه الآباء والأجداد لبلوغ الاتحاد الكامل بالمسيح، فنحن الرّهبانيّة اللبنانيّة الرهبانيّة البلديّة، ولطالما هناك قديسونوبطاركة ورهبانونسّاك وكهنة ومؤمنون فأبواب الجحيم مهما فغرت فاها وشرعّت مصاريعها لن تقوى لا على الكنيسة ولا على لبنان ولا على البطريرك.”

ثم تحدثت الأم غبريال بو موسى فقالت:

“مؤسّسنا البطرك الياس الحويك من سنة 1902 اهتم بالإنتشار وبكتابه الذي وجهه إلى أبناء الوطن طلب من الكنيسة وأبناء الدولة الإهتمام بالإنتشار . ونحن ذهبنا إلى اوستراليا بطلب من البطريرك المعوشي الذي طلب إلينا المحافظة على اللبنانيين في الإنتشار وعلى المسيحيين، وهناك لنا العديد من المدارس ومكان للأولاد الصغار وبيت ودير للصلاة للشبيبة.”

تابعت “وعن تاثير زيارة البطريرك على مؤسساتنا فقد كانت المدارس والمؤسسات مثل خلية نحل تحضر لمجي غبطته، بتحضير معلومات عن لبنان، عن البطريركية ونشاطاتها، معلومات عن البطريرك وشعاره “شركة ومحبة” وقد اطلع غبطته على رسالتنا التي نقوم بها وأزاح الستار عن تمثال سلفه البطريرك الحويك في دير مار مارون في اوستراليا الذي هو رمز مهم من لبنان، اليس هذا هو دور البطريرك الماروني أن يسهر ويرعى ويشجع وينبّه على امور معينه؟

وختمت بالقول لقد شجّع غبطته الكنيسة والرعايا والمؤسسات الرهبانية في اوستراليا على العمل معاً في خدمة كل إنسان وخصوصاً اللبناني المسيحي في بلاد الإنتشار وربطه بطائفته ووطنه وجذوره.”

ثم تحدث الاباتي مالك بو طنوس فقال:

“نحنا جمعية السنة القادمة 2015 يصبح عمرها 150 سنة، ومنذ سنة 1901 خرجوا أباؤنا من الإنتشار، ونحن اليوم منتشرين في 16 بلد، نعد اليوم 96 كاهن و4 مطارنه 47 كاهن و3 مطارنة بالإنتشار ونحن في اوستراليا منذ عشرون سنة بفضل المطران يوسف حتى”.

وقال: “عن انطباع زيارة البطريرك إلى اوستراليا فقد شهدنا مبايعة شعبيبة لغبطته، مبايعة كنسية، مبايعة طائفية ففي أحدى العشاوات أحد الرؤساء الإسلامية قال “ما في غيرك أيها البطرك بيحكي عن لبنان وبيحمل صورة لبنان” والشيخ السني والدرزي والشيعي، ومبايعة عربية مع سفراء الدول العربية وقيل له” لبنان قلب الشرق والبطريركية المارونية حاملة قضية الشرق”، ومبايعة دولية لرئيس الوزراء أبوت “عندما قال لغبطته “ماذا تريد شو فينا نحنا نعمل لكم في الشرق” وأعتبر هذ يدل على ثقة كبيرة في شخص البطريرك وبدور لبنان الكبير”.

ثم كانت كلمة الأستاذ جاك كلاّسي فقال:

“مسؤولية الإعلام اليوم هي زرع الحب والتفاهم والوحدة والأمل، بناء جسور التفاهم والتسامح، أن لا يصب الزيت على النار، أن يساعدهم على التفريق بين الخير والشر، وأن يعزز التفاهم بين الشعوب وينقل صورة مشرقة وجميلة عن السلام، عليه أن يقول أنو العيش معا ليس فقط ممكناً بل واجبًا لوطن التعددية والمحبة والتسامح. مسؤولية الاعلام هي البحث عن الحقيقة والمجاهرة بها، عليه أن يحافظ على كرامة الشخص البشري.”

تابع: “الإعلام ياستطاعته أن يكون الوسيلة الحديثة لنقل وصايا الله. وقدسئمنا من الثرثرات على الشاشات وحتى في الصحف والتي لها قوّة فعل القتل أكثر من أي متفجّرة”.

أضاف: “نحن شعب من أساس هذا الشرق وبقاؤنا فيه على ضمير كل إنسان في هذا الشرق وخارجه وهذه البطريرك الراعي ككل بطريرك التي يهاجم عليها. ”

وختم “البطريرك الراعي وكل أسلافه عملوا للبنان أكثر ممّا عملوا للموارنة وجعلوا منه أرض التنوّع والحريّة والتلاقي والفكر.”

وقال “يتحدّثون عن البطريرك أنّه كثير الأسفار وكأن السفر هو إستجمام وراحة. قليل من يعرف أن البطريرك الراعي في أسفاره ينام لمعدّل اربع ساعات يلتقي الجميع.ممنوع أن يتعب أو يمرض أو يستريح. وكأنّه لا يكفيه همّ مليون ماروني في لبنان كي يحمل همّ تسعة ملايين لبناني في الخارج، شتتّوا وهجروا، وكأنّه ممنوع من زيارتهم أو هم محرّمون من تلك الزيارة.”

وذكر كلاٍّسي بمواقف البطريك في فرنسا والأمم المتحدة وبولونيا وغيرها حيث وقف مدافعاً عن قضية لبنان المحقة.

ثم عرض السيد ريمون ناضر من تيلي لوميار “الخبرات الفنية التي ترافق عمل المؤسسة في زيارة البطريك كاشفاً إلى تاسيس مجلس إدارة لها في استراليا برئاسة المطران انطوان طربية، وعن مركز انتاج مجهز بكاميرات ومعدّات، والبدء بإنشاء شبكة اصدقاء في استراليا.”

ثم تحدث الأستاذ جورج عرب الذي شارك في زيارة البطريرك الراعي وقدّم خلالها كتاب رابطة قنوبين “الكنيسة المارونية جذور ورسالة ” بالانكليزية، كانت له مداخلة بعنوان “زيارة الاستنهاض الاكبر للمنتشرين، الراعي تألم في أوستراليا فصرخ صرخة غير مألوفة، وجاء فيها:

“تألّم البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في أوستراليا ألماً غير مسبوق ولّد في قلبه صرخة غير مألوفة. كوّنت هذا الانطباع وأنا أتابع زيارة البطريرك الراعي الى تلك البلاد البعيدة في الجغرافية، واللصيقة بنا وفاءً للجذور وأمانة للرسالة. كنت فيها وتابعتها ورحت أستعيد صفحات من زيارات البطريرك صفير الراعوية، وقد واكبتها عن كثب اما بالمشاركة المباشرة، واما باستجماع أوراقها التي كتبها عنها البطريرك صفير . سنة 2008 شاركت في زيارة البطريرك صفير، وكتبت عنها وانطلقت خلالها فكرة اصدار كتاب الكنيسة المارونية جذور ورسالة بالانكليزية، الذي أنتج وقدّم خلال زيارة البطريرك الراعي الاخيرة الى أوستراليا، وكان سبب مشاركتي في الزيارة.”

تابع “وفي مقارنة سريعة بين هذه الزيارات تأكد لي مرة جديدة ثبات البطاركة الموارنة على ثوابت كنيستهم الوطنية. فالمواقف هي هي تنادي بلبنان الوطن والرسالة تحكمه دولة الطموحات والآمال. والطموحات والآمال نعتان كافيان لتصور الدولة المثالية التي يحلم بها اللبنانيون بمرارة، ويحلم بها بطاركتهم بمرارة أكبر. هذه المرارة لمستها ” متألقة ” أكثر في نفس البطريرك بشارة الراعي لان أمراضنا باتت مميتة. ولان المسيحيين وصلوا في لبنان ودول الشرق الاوسط الى واحد من ثلاثة خيارات شديدة المرارة. أولها عيش معدوم الدور والحضور، انه عيش أهل الذمة، وثانيها تهجير وهجرة الى أرض جديدة، وثالثها هو شهادة الدم والموت.”

تابع “صرخة البطريرك الراعي غير المألوفة في أوستراليا هي شهادة للحق. وشهادة الحق لها أثمان غالية. انها شهادة لحق اللبنانيين في الكرامة والسيادة والاستقلال والازدهار الاقتصادي والاستقرار الامني وانتظام مؤسسات النظام السياسي الدستورية. لقد صرخ البطريرك الراعي في وجه الخيارات المأساوية المؤلمة التي يعيشها مسيحيو لبنان والمنطقة. معها يتبدل التاريخ مع تبدلات الجغرافية، ومعها تولد مأساة انسانية جديدة بأبعادها الدينية والثقافية المتعددة. المأساة هي محو الوجود المسيحي من لبنان والشرق الاوسط، وأبعادها ” تقطيع” الارض والاوطان، واقامة شرق أحادي اللون ينافي تاريخه المتنوع الغني …”

يسأل البعض: “لماذا كانت صرخة البطريرك الراعي عالية غير مألوفة في أوستراليا؟ أما السؤال الذي يجب أن يطرح هو السؤال المعاكس: كيف للراعي ان لا يصرخ وهو في أوستراليا؟! كيف لا يصرخ البطريرك الماروني وهو يدرك حجم المأساة التي يعيشها لبنان والمنطقة. وهو في أوستراليا قامت في وجدانه المقارنة التي ولدت الالم فالصراخ ، المقارنة بين واقع أبنائه في لبنان والمنطقة وواقعهم في أوستراليا. وفصّل مقارنة أوضاع اللبنانيين المزدهرة في اوستراليا وأوضاعهم المتدهورة في لبنان. ثم تناول أبرز محطات الزيارة، وضرورة التنسيق بين المؤسسات المارونية المعنية بمناسبة كل زيارة بطريركية، وهي مؤسسات يتكامل عملها ويحقق أهداف أي زيارة.”

واختتمت الندوة بكلمة الخوري عبده أبو كسم

“إنه السابع والسبعون، بطريرك الشركة والمحبّة قدرة أنه مثل المعلم يعيش في زمنٍ تنتفي فيه الشراكة وتغيب عنه شمس المحبّة في بعض مفاصله لكنه بالطبع سيظل فاتحاً يديه لكل الناس حتى للذين يسيئون إليه، فالقلب المحبّ والنابض بالحياة تتكسر على وقع نبضاته هفوات الحقد والإفتراء الرخيص.”

تابع “قد يظن البعض أن صمتنا ناتج عن خوفٍ، لا إنه الصمت العاقل في مواجهة عاصفة الجنون، نحن هنا اليوم لا لنرد على الإفتراءات التي عرفنا تماماً من أين مصدرها لكننا نرى أن من واجبنا أن نبني تباعاً إنجازات الكنيسة ورعاتها، فحق الرأي العام علينا أن نُظهّر الحقائق، فينتفي إذاك التجني والإفتراء لن نسمح لأحدٍ أن يتطاول على السيد البطريرك، لأن التطاول عليه يطالنا جميعاً.”

وتساءل: “لمذا الحملة على الكنيسة اليوم؟ ما هو الهدف؟ من المستفيد؟ من المتّمول؟ نعم إنها حملاتٌ ممّول ومدفوعة سلفاً؟هل المطلوب اليوم بعد أن عطلّوا إنتخاب رئيس الجمهورية – الماروني، أن يطالوا رأس الكنيسة المارونية، لا لن نسمح لكم أبداً. فالبطريرك الماروني كما أسلافه، هو الحلقة التي لا تنكسر.”

وختم بالقول: “نحن هنا بمن نمثل إكليروساً ورهباناً وعلمانيين سنبقى كما في تاريخنا في مواجهة كل من تسوّل له نفسه التطاول على مقام بكركي والسيد البطريرك متسلحين بالحقيقة، دون سواها.”

 

 

 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).