أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | هل حقّا أنّ الابن يسوع ، لا يستطيعُ أن يعمل شيئا ؟
هل حقّا أنّ الابن يسوع ، لا يستطيعُ أن يعمل شيئا ؟
الراعي الصالح

هل حقّا أنّ الابن يسوع ، لا يستطيعُ أن يعمل شيئا ؟

طرحَ أحدهم إعتراضا ، وكالعادة ، للتشكيك في شخص يسوع المسيح ، والحجّة أن الإعتراض أخذه من الإنجيل ذاته ، على إعتبار ، في تصوّره ، أنّ الإنجيل يناقض نفسه بنفسه ، يقولُ : إنّ يسوع إنسانٌ فقط وليس بإله معتمدًا على يوحنا 5 : 19

في الآية في إنجيل يوحنّا يقول يسوع : 5 : 19 “ الحقّ الحقّ أقولُ لكم ، إنّ الإبن لا يستطيعُ أن يعمل شيئا من تلقاء نفسه ما لمْ يرَ الآب عامله لإنّ الذي يعمله الآب هو عينه يعمله الإبن مثله أيضا ” … كنتُ أرجوا منه ، أن يُكملَ النصّ كاملا ً ، ولا يتطرّق فقط إلى ما هو يريده .. وهذا الإسلوب ليس جديدًا أبدًا في الهجوم

لكن ، كجواب سريع (ع طاير) ، نقول : القدّيس أوتيميوس يفسّر كلمة ” لا يستطيع الواردة في النصّ ، لا لنقص القوّة ، بل لعدم الإنفصال . فمن المستحيل أن يعمل الابنُ ما لم يعمله الآب . وقوله ” من تلقاء نفسه ” ليس معناهُ أنّ المسيح لا يقدر أن يفعل بقوّته وسلطانه ، بل أنّ كلّ ما يفعله ، يفعله برضى الآب وارادته . كما قالَ في محلّ آخر ، إنه لا يتكلّم من تلقاء نفسه . وليس المعنى أنه لا يتكلّم بقوّته ، بل أنّه لا يتكلّم دون إرادة الآب ومعرفته . وكذا قال في الروح القدس : إنه لا يتكلّم من تلقاء نفسه ، بل ينطق بما يسمع .

وقوله : ما لمْ يرَ الآب عامله ، ليس معناهُ أنّه يرى الآب عامله قبل العمل فيقتدي به … بل المعنى أنّه يراه عامله معه . فعملُ الآب والإبن واحدٌ . وكلاهما يرى الآخر عاملا معه . هذا بالنظر إلى العمل ، لا إلى الإتحاد الأقنوميّ وما يتبعهُ . فليس لهذا الإتحاد نوعيّة العمل ، بل نوعية الحدّ . فوَ إن كان الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس عملوا هذا الإتحاد بالعمل الإلهيّ ، لكنّ الإتحاد انتهى إلى الابن وحده بمنزلة حدّ . وعليه ، فالإبن هو الذي تجسّد وتألّم ومات ، لا الآب ولا الروح القدس .

لهذا ، مقصدُ الكلام ، أنّ كلّ ما يفعله الآب ، يفعله الابن أيضا ، وهو صادرٌ عن معرفة واحدة وارادة وقوّة.

عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).