أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار ومناهضة العنف باسم الدين الحق الإنساني في الاختلاف وقبول الآخر رفضاً للقتل والتكفير والتطرف
وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار ومناهضة العنف باسم الدين الحق الإنساني في الاختلاف وقبول الآخر رفضاً للقتل والتكفير والتطرف
من جلسة مناهضة العنف مع الأربش، الخلايلة، طعمة وعكاوي.

وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار ومناهضة العنف باسم الدين الحق الإنساني في الاختلاف وقبول الآخر رفضاً للقتل والتكفير والتطرف

عمّان – ابرهيم حيدر

18 أيلول 2015

حوار على شبكات التواصل الاجتماعي لدعم التعايش وقبول الآخر؟ هو مساحة شبابية شكلت حلقة مهمة في دفع الحوار بين مناخات دينية مختلفة. هكذا شكل ملتقى “وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار” في عمان استثناء، بعدما جمع شباناً وشابات من أديان مختلفة ومن دول في المنطقة اتحدوا لمناهضة العنف باسم الدين.

أظهرالحوار بين انتماءات دينية وفئات مختلفة أنه يمكن التلاقي على رفض العنف باسم الدين ومواجهة التطرف. كان الأمر ممكناً في الجلوس على طاولة واحدة بين منقبة من المملكة العربية السعودية وبين امرأة من مذهب مختلف بدت أكثر تسامحاً وانفتاحاً على الآخر. والمرأة كانت الكاتبة السعودية كوثر الأربش والدة محمد العيسى الذي سقط وهو يحاول منع الانتحاري الداعشي من تفجير نفسه في مسجد العنود في الدمام. وفي الحوار بينهما وبين مشاركين من ديانات مختلفة وجدت تقاطعات مشتركة ضد العنف وقبول الآخر والتعايش رغم الاختلاف.
الملتقى هو برنامج تدريبي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في عمان، وهدف الى إطلاق حملة إعلامية في منطقة الشرق الأوسط لمناهضة العنف المرتكب باسم الدين، بالشركة مع الأزهر ومجلس كنائس الشرق الأوسط والمعهد الملكي للدراسات الدينية. وجمع 120 مشاركاً من دول مختلفة ومن ديانات عديدة لترسيخ الحوار والعيش المشترك والتصدي لخطاب التطرف في وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز المواطنة المشتركة في الدول التي يوجد فيها ديانات وثقافات مختلفة حفاظاً على التنوع الديني والثقافي، من خلال إيجاد وسائل لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة أهداف الحوار. وتضمن البرنامج الذي أطلق من “مساحة للحوار”، جلسات تدريب تتحدث عن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات واحترام الآخر، وسائل التواصل الاجتماعي واستخداماتها في سياق التنوع الديني والثقافي وترسيخ الأمن والسلام، الحملات وتطوير الرسائل الفعالة، التفكير الإبداعي في تصميم الحملات والرسائل الفعّال. وشارك من لبنان مدرباً جوزف عكاوي، وعرض دليل تدريبي مناسب للتواصل. وجاء هذا البرنامج ترجمة لتوصيات مؤتمر “متحدون معاً لمناهضة العنف باسم الدين” الذي عقد في تشرين الثاني في فيينا بدعوة من مركز الملك عبدالله، استمر برنامج التدريب 4 أيام، واختتم بملتقى عرضت خلاله نتائج التدريب، وجلسة بعنوان “وجهة نظر دينية ومدنية حول وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار”، وجلسة أخيرة بعنوان “دور وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للحوار والمسؤولية الاجتماعية للشركاء في دعم الحوار واحترام الآخر”. وفي هذا الملتقى كان واضحاً التوصل الى مساحة مشتركة يحتاج الى الكثير والى عمل وانشاء حملات قادرة على إشاعة عناوين الانفتاح والتسامح وقبول الآخر في التركيب الاجتماعي في البلدان المختلفة وضمن الديانات ومذاهبها، الى مواجهة التفكك والتطرف. وأظهر الملتقى الحاجة الملحة والأساسية للحوار، وفق ما قال لـ”النهار” مدير مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات الدكتور فهد اسعد ابو النصر، علماً أن مجلس إدارة المركز الذي تأسس في عام 2012 من المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضواً مؤسساً مراقباً، يتكون من تسع شخصيات تمثل خمس ديانات: المسيحية، الاسلام، اليهودية، البوذية والهندوسية. وقال أبو النصر ان الهدف مواجهة سوء استخدام الدين ومواجهة العنف بكل أشكاله. وأوضح أن رسالة الملتقى تكمن في نقاط ثلاث، أولها إطلاق حملة شبابية على شبكات التواصل الاجتماعي لدعم التعايش وقبول الحوار والآخر، وإنشاء خطاب مواز ضد العنف والكراهية سيعمل عليه 120 شاباً من ديانات وثقافات مختلفة، ثانياً، إطلاق 9 مشاريع بهدف مواجهة التطرف، يعمل عليها الشباب، وثالثاً، تطوير دليل تدريبي عن كيفية إدخال الحوار نقحه الشباب المشاركون وسيخرج بصيغته النهائية مع الشركاء. بالإضافة الى انشاء موقع على “فايسبوك” للمساهمة في توسيع الحوار. وكشف أن المركز سيوسع مجلسه الإستشاري الذي يضم 100 شخصية، والعمل لمساهمة أكبر لرجال الدين في مناهضة العنف، وفق اجتماع أثينا الأخير.
وجاءت حوارات الملتقى الختامي لتلقي الضوء على الاختلافات ومحاولات إيجاد نقاط تواصل مشتركة. وأظهرت الكاتبة السعودية كوثر الأربش قدرة على إيصال وجهة نظرها، حين تحدثت عن تجربتها على وسائل التواصل الاجتماعي كامرأة بعد رحيل ابنها، وعن أنها تشعر بالآخر، حين فكرت أن والدة قاتل ابنها قد شعرت أيضا بالألم لقتله المصلين والأبرياء. ودعت الى تقبل الآخر المختلف وهي التي عانت كثيراً عندما تطرح قضايا دينية فيواجهها المعترضون على وسائل التواصل الاجتماعي انه لا يحق لها الحديث بالدين بصفتها امرأة. وقالت إن المرأة يمكن أن تتكلم بالدين وبكل الأمور من دون خوف معتبرة أن التطرف كالسرطان. وأوضحت أن الإختلافَ في مجتمع احادي سيكون أشبهَ بالمشي على الألغام، وأنه من المستحيل أن تكون حُراً وأنت خائف. أنبذ العنف وخصمي الطائفي يشد حبل التهم. لكنني رغم ذلك كنت أرد. كنت أراهم أصدقاء لا أعداء، هذا هو منهجي. كان لا بد من عدم الإصغاء لنصحهم، لأن هؤلاء السطحيين والبسطاء، لا يجدون من يحاورهم، فيتلقفهم دعاة القتل والتكفير والتطرف الجاهز، ويعبئونهم بالسلاح.
في المقابل، ركز المطران إيليا طعمة الآتي من سوريا، على مواجهة “داعش”، معتبراً ان الدين مكانه في المساجد والكنائس وليس في المدرسة، وأن الدواعش ليسوا بحاجة الى حوار بل الى علاج.
أما الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب ميشال جلخ فدعا الى نشر ثقافة اللاعنف والتسامح، والى قيام ثورات بيضاء لقبول الاختلاف والآخر بدلا من تهميشه وإلغائه. في حين اعتبر الشيخ الدكتور محمد خلايلة أن أول أسس الحوار وقواعده أن نعترف أولاً بمن نريد أن نحاوره ونقر بوجوده ثم أن نحترم هذا الاعتراف. فالحوار لا يعني أن أفرض رأيي على الآخرين وإنما هو وسيلة تبادل وجهات نظر. وأن يقوم على منهج علمي. فالحوار مع المخالف لا يفسد للود قضية بل هو يقرب وجهات النظر ويجعلنا نلتقي جميعا على ما فيه مصالحنا المشتركة.
أما ممثل الأزهر الدكتور محمد عبد الفضيل، فقال إنه يجب أن يمتد الحوار حتى إلى الملحدين لأنهم لم يؤمنوا بسبب الصورة المشوهة التي قدمها لهم المتدينون. ومن أهم مبادئ الحوار ألا نأتي من بعيد لكي نفسر للآخر دينه. يجب أن نتصوره كما يتصور هو نفسه.
هل تستطيع الحملات الشبابية تفعيل عملها على وسائل التواصل؟ من “بنو آدم” و”يلا حوار” و”مين قلك” و”سفير.كوم” وغيرها، أمامها عمل كثير من أجل نبذ العنف ومد الجسور والحوار وقبول الآخر.

النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).